- د.رباب حسين: مطلوب التعامل بجدية مع قضية التهرب من التعليم و التركيز علي برامج الطفولة المبكرة - د. أحمد محمود: الأمية مرض مزمن و سد منيع أمام التنمية - د. يحي غانم: ضعف نسبة انتشار الكتاب في العالم العربي أدي إلي تفاقم المشكلة الأمية ناقوس يهدد الأمن القومي لجميع دول العالم و مصر علي وجه الحديد و مرض اجتماعي خطير استفحل بين مجتمعنا و عجز المسئولون في السيطرة عليه لنفاجأ بأخر إحصائية عن الأمية و كانت النتائج مفزعة ة لكن لا شك أن تكون هناك أسباب أدت إلي تأصل هذه الكارثة و تغلغلها فهل سياسة التعليم الفاشلة ام سوء التخطيط أم هي قضية الانفجار .. وقبل ان نعرف السبب نقول ان آخر إحصائية ذكرتها هيئة محو الأمية وتعليم الكبار ان عدد المصريين الذين كانوا يجهلون القراءة و الكتابة كان 14 مليون مواطن في عام 1976 و قد بلغ الآن 17 مليون أمي ، و إن الهيئة منذ إنشائها نجحت في محو أمية نصف مليون مواطن حتي الآن؛ أن هناك فئة مستهدفة لمحو أميتها و هي تقع في المرحلة العمرية من 15:45 عاماً و تستغرق فترة زمنية تتراوح ما بين ثلاثة: ستة أشهر، كما أن الأمية كانت أحد الأسباب الرئيسية في تأخير ترتيب مصر في تقرير التنمية البشرية لعام 2005 الصادر عن الأممالمتحدة حيث احتلت مصر المرتبة رقم 119 نتيجة وضع مصر ضمن أكبر تسع دول في عدد الأميين في العالم العربي .. الدكتورة رباب حسين - أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس تري أن مشكلة الأمية تعتبر إحدى المشاكل القومية التي تواجه مصر و تحول دون تواجدها في مصاف الدول المتقدمة و هي تتضمن وجود بعض الأفراد غير القليلين مما لا يستطيعون القراءة و الكتابة نهائياً؛ ولا شك استيعاب الملتزمين و هو الذين قد بلغوا السن الإلزامية و لم يلتحقوا بالمدرسة إضافة إلي مشكلة التسرب و تتمثل في الذين التحقوا بالمدرسة و لكنهم تسربوا و ذلك خلال المرحلة الأولي علاوة علي مشكلة الارتداد و هم الذين يتسربون ولا يهتم بهم أحد ، ويرتدون مرة أخري أميين؛ فضلاً عن الفاعلية أي فاعلية العملية التعليمية و هي منخفضة لأن هناك خريجين من العملية التعليمية لا يستطيعون القراءة و الكتابة و ذلك لأعتمادهم علي الغش خلال سنوات الدراسة بل أحياناً يتم توفير ذلك لهم، و أضافت أنه علي الرغم من أن هناك الكثير من الجهود المبذولة للقضاء علي هذه المشكلة لكن هناك بعض العوامل الجانبية أيضاً التي سببت عدم جدوي هذه الجهود و هي عدم الوعي السكاني بخطورة هذه المشكلة و انخفاض الميزانية لبرامج محو الأمية و عدم الربط بين مشروعات محو الأمية و خطط التنمية لها كما أنه ليس هناك تعاون بين مؤسسات المجتمع لحل هذه المشكلة.. وأضاف د. أحمد صالح محمود - أستاذ التخطيط و الإدارة بكلية التربية جامعة الأزهر أنه بعد أن أصبحت مصر الدولة الثانية الأكثر أمية في العالم العربي علاوة علي كونها إحدى الدول التسع الكبار و في أعداد الأميين في العالم و تراجع ترتيبها في التنمية البشرية في العالم و المنطقة بهذا تكون الأزمة قد تخطت الحدود و بلغت ذروتها و هذا سيكون له بالغ الأثر علي جميع المجالات في مجتمعنا؛ وشدد علي أنه لابد أن تكون هناك إجراءات و خطوات سريعة للتخلص من هذه الكارثة و هي العمل علي تحقيق رؤية متكاملة لخفض الأمية خلال سنوات محددة علي أن يرتبط ذلك بخطة تشغيل لأكثر من مائة ألف خريج للعمل في مجال محو الأمية و تعديل قانون محو الأمية فيما يحظي تعريفها علي أنه يعادل الحلقة الأولي من التعليم الأساسي ، و يبين أن هناك دوافع رئيسية تسببت في تواجد هذه الأزمة و هي مشكلة التسرب من التعليم خاصة و إن كانت تتعلق بالفقر و حالة الأسرة التي تضطر لأن يعمل طفلها للأنفاق علي العائلة و يهجر التعليم و حل هذه المشكلة يكون عن طريق عرض التعديل و التنسيق بين الوزارة و وزارة التضامن للتعامل معها و تحديد المتسربين ممن لم يلتحقوا بالمدارس في سن السادسة من خلال الرقم القومي لأستهدافهم في جهود محو الأمية و إلزام أسرهم بإدخالهم المدرسة موضحاً أن قانون الطفل يلزم الأب بتعليم أبنائه و أنه يواجه عقوبة الحبس أو الغرامة إذا خالف القانون؛ مؤكداً أنه يواجه عقوبة الحبس أو الغرامة إذا خالف القانون؛ ومؤكداً أنه للسيطرة علي هذه الكارثة بشكل عام لابد تبذل جميع الجهود الحكومية و المجتمعية للتغلب علي هذه الظاهرة التي يعد وجودها غير متوافق مع وزن مصر لأنه من غير المعقول و نحن نحتفل بمرور مائة عام علي إنشاء جامعة القاهرة و يكون حجم الأمية في مصر كبير لأن المشكلة تتلخص في عدم وجود المكان و المعلم و المواد اللازمة للصرف علي فصول محو الأمية الدافع لدي الأمي لمحو أميته و من هنا يشدد أنه لابد من تضافر جميع الجهود و كل قوي المجتمع من الجهود الرسمية إيجاد الدافع الأمي ليعمل بكل جدية علي محو أميته.. و يشير د. يحي غانم أستاذ مناهج و طرق تدريس بكلية التربية كلية البنات: إلي أن هناك أسباب أخري ساعدت علي تزايد معدلات الأمية و تفاقمها لدينا فهي ضعف نسبة انتشار الكتاب في العالم العربي مقارنة مع دول أخري من العالم ذاكراً أن كل من تطبعه دور النشر العربية مجتمعه لا يصل إلي نصف ما تنشره دولة واحدة متقدمة علمياً و غير ذلك هناك عدم اهتمام من المواطن بالإطلاع فضلاً علي أن أغلب ما ينشر يكتبه المثقفون للمثقفين و قليل منه يتقاطع مع هموم الشعب؛ مضيفاً إلي نوعية التربية التي لا تشكل عادة القراءة فيها حجر الزاوية لدي الطالب و ذلك لأن المطالعة تبدأ لدي الطالب إذا قرأ المعلم و المعلم لا يقرأ ما دام يري أن القراءة لا تنفع في عالم التخلف غالباً؛ و بالتالي لابد من تغيير و لو ضئيلاً بتطوير المناهج و التركيز علي أهمية القراءة و هذا لا يتطلب أكتر من التخطيط الجيد و وزن الأشياء بموازينها؛ مضيفاً أن هناك أسباباً أخري تضاف إلي ضعف انتشار عادة القراءة المؤدية للأمية و هي عدم تقدير الإنسان لثقافته و علمه فالمجتمعات العربية تقدر الإنسان و تكافئه وفق معايير بعيدة عن العلم و الثقافة بل تسخر في بعض الحالات من المثقف و من هنا ينصرف الناس عن القراءة لأنها لا تعود عليهم بمردود إيجابي مادي أو معنوي و لتحسين هذه الصورة لابد من التحرك.