[email protected] تحدثنا أمس عن الأنواع الثلاثة للإبداع في مجال البحث والتطوير والتي تعد كل منها بمثابة مرحلة معينة من النمو لا يمكن لمن يريد أن يرسي قواعد ثابتة لصناعة المعلومات أن يتجاوزها أو يقفز من مرحلة لأخري بدون أن يمر بالمرحلة السابقة . وإذا نظرنا إلي حال صناعة المعلومات المحلية وحاولنا أن نعرف أين نحن من مفهوم الإبداع في هذا المجال نتصور أن الإجابة ستكون " بدرجة كبيرة من الصحة " أن صناعة المعلومات المحلية ما زالت خارج هذا المفهوم تماما " باستثناء قلة محدودة " وان ما يمكن أن يطلق عليها أنها تمر حاليا بمرحلة ذاتية الدفع بمعني أخر أن وجود أفراد أو أشخاص بعينهم هم الذين يتولون قيادة الدفة أو الشركة وفي حالة غيابهم سوف تظل المياه راكدة بلا حركة . ربما يقول البعض إن غياب هيكل المؤسسة لدي اغلب الشركات المحلية العاملة في مجال المعلومات هو السبب في ذلك وبالتالي فان كل فرد يستثمر أمواله الشخصية يريد تعظيم العائد منها في أسرع وقت ممكن " في الأجل القصير " وليس لديه القدرة المالية علي الدخول لاي من مراحل عملية الإبداع والتي تتطلب بالتأكيد استثمارات مالية إضافية ورغم أننا نتفق كثيرا مع هذا الرأي إلا أن هذا لا يعني تعليق جميع الأخطاء علي شماعة نقص التمويل والاستثمارات لشركات المعلومات المحلية حيث إن أولي مراحل الإبداع تعتمد علي تطوير ما هو قائم بالفعل من منتجات وإضافة بعض التحسينات والمزايا التي تجعلها أكثر استجابة لاحتياجات المستخدمين وهذه التحسينات في الغالب لا تتطلب استثمارات كبيرة بقدر ما تتطلب قدرة علي التفكير المنظم والدراسة السوقية . أما بالنسبة لمراحل الإبداع الثانية والثالثة المتعلقة بتحويل براءات الاختراعات إلي منتجات ملموسة و إطلاق العنان للتفكير في منتجات تكنولوجية جديدة أكثر سهولة للمستخدمين فربما يكون من الأفضل للجميع أن تتولي مراكز البحث بالجامعات تلك المهام لاسيما في ظل نقص التمويل لشركات المعلومات لإقامة مراكز للبحث والتطوير علاوة علي توافر هذه المراكز بأغلب جامعاتنا والتي تعاني من عدم الاستغلال الأمثل لقدرتها . فالمطلوب إذا أن يكون هناك نوعا من التقارب بين مؤسساتنا المختلفة التي تبحث عن التميز والإبداع وبين المؤسسات الجامعية لتتكامل جهود كل طرف بهدف عبور شركاتنا المحلية للتكنولوجيا النفق المظلم الذي تعيشه من ناحية نمطية الإنتاج التقليدي " بشكل أصبح لا يجذب المستهلك بشكل كبير وبالتالي غير قادر علي خلق طلب جديد " بحيث يكون كل طرف يعمل في تخصصه ودون أن يضطر لضخ استثمارات مالية ضخمة لإقامة البنية التحتية اللازمة لعلميات البحث والتطوير تمهيدا للوصول للمراحل المتقدمة من الإبداع . للحديث بقية