صمود المواطنين الفلسطينيين في تجمعهم بالمنزل الذي أعلنت إسرائيل ضربه لوجود أحد الناشطين بداخله هزم الدولة العبرية وأسقط عنها القناع.. فلتتعلم الفصائل والمنظمات من هذا الدرس.. وليأخذ العرب منه الحكمة والموعظة.. وليعوا أن الاتحاد قوة وأكبر رادع للعدو.. فالموقف الصلب للأهل والأصدقاء والمناصرين للحرية وللحق قهر الطائرات الإسرائيلية وأعطي للجميع درسا لن ينسي.. فلقد أثبتت الجماهير الفلسطينية التي احتشدت حول المنزل أن الرجال مواقف في عصر كثر فيه الكلام والمتاجرة بالشعارات. لقد ذكرني هذا الموقف البطولي بحكاية كبير العائلة الذي أراد اختبار قوة أبنائه في وحدتهم.. فأمر بإحضار حزمة من الحطب، وطلب من كل فرد كسرها، ففشلوا جميعا.. ثم أعطي لكل منهم عودا فتم كسره بيسر، فقال لهم: قوتكم في اتحادكم.. فلتصبحوا مثل حزمة الحطب، أما تفرقكم فمصيره مثل العود الذي تم تحطيمه بسهولة. وعلي الرغم من أن هذه الحكاية معروفة للجميع.. وعلي الرغم من أن القرآن الكريم به الآية التي تقول: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، فإننا في عالمنا العربي لا نهتم بالوحدة التي ضحت من أجلها شعوب آمنت بأن قوتهم فيها. أتمني من الفلسطينيين وقبلهم العراقيون وأيضا اللبنانيون تنحية خلافاتهم وطوائفهم من أجل الوصول ببلادهم إلي بر الأمان؛ لأن في اتحادهم قوة، وفي تفرقهم هزيمة منكرة.. والعياذ بالله. *** في حرب أكتوبر 1973 كان للعرب موقف يحسب لهم خاصة من الدول المنتجة للبترول التي قررت وقف صادراتها والذي استمر لمدة تراوحت بين أسبوع وخمسة عشر يوما.. كان بالفعل لهذه الخطوة تأثيرها علي أسواق العالم، وهو ما دفع بالعديد من الدول لتغيير مواقفها بعد غضب شعوبها عليها. فهل يعيد التاريخ هذا الموقف من جديد، أم أننا سنعتبر ما حدث في 1973 حلما لن يتكرر؟ أتمني أن نعود بعقارب الزمان للوراء لمدة 33 عاما. *** أتمني من الدول العربية التي أعلنت عزمها علي كسر الحصار ضد الفلسطينيين أن يسرعوا في تنفيذ تعهداتهم حتي لا نشاهد هذا القرار يدفن بأيدي متخذيه.. فهذا هو العار الذي لن تمحوه الأيام.