[email protected] الالتفاف حول مشروع وطني يعد من أهم أدوات متطلبات الحفاظ علي بناء النسيج الوطني وإشعال روح الانتماء لهذه البلد والتفاؤل بما يمكن ان يأتي به المستقبل لأولادنا وأحفادنا . ولا شك أن الطاقة باتت تعد أحد أهم متطلبات الحياة وتحقيق التنمية الاقتصادية المطلوبة وتحسين القدرات التنافسية لمؤسساتنا وخاصة الصناعية ناهيك عن كونها أحد المعيار المهمة التي تؤدي لتحسين نمط الحياة بالنسبة للمواطن العادي. ولعل من المهم في ظل تأكيد بعض الدراسات والمناقشات احتمالات نضوب البترول بمصر بعد 14 عاماً والغاز بعد 34 عاماً أن يتم دراسة البدائل المتاحة أمنا لضمان توفير احتياجاتنا من الطاقة سواء في الوقت الحالي أو المستقبلي ومن هناك تنبع أهمية الحديث الدائر حاليا هو مبادرة الرئيس مبارك لاستخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء. ونتصور أن ما أعلنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء مؤخرا في اجتماع المجلس الأعلي للطاقة من توافر الجدوي اقتصادية من الدخول في استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وفق ما أكدته الدراسات التي قامت بها وزير الكهرباء والطاقة والتي كشفت إيجابية الجوانب الاقتصادية بالنسبة للمحطات النووية بما يعني أن الجانب الاقتصادي وجانب التكلفة لا يعتبران في حد ذاتهما من العوامل التي تعوق اللجوء للبديل النووي وكذلك بالنسبة للجانب الفني عكست الدراسة نتيجتين مهمتين أولهما تأكيد الأمان بتطور تكنولوجيا الأمان النووي وتطورها بشكل كبير يؤكد عدم وجود أي مخاطر من إنشاء المحطات النووية , والثانية أن الجوانب التكنولوجية المتعلقة بإنشاء وتشغيل والحصول علي الوقود النووي والتكنولوجيات المتعلقة به لا تمثل مشكلة بالنسبة لمصر حيث لديها من الطاقات والعلاقات الدولية ما يؤهلها لتنفيذ المشروع . وبالطبع فإن الجدوي الاقتصادية وتوافر عناصر الأمان التكنولوجي سوف يكون لهم تأثير ايجابي علي المضي قدما في بناء دخول مصر لعصر استخدام الطاقة النووية في المجالات السلمية وهو حلم طالما راود الكثير منا حتي لا تتخلف مصر عن ركب الدول التي نجحت في تعظيم الاستفادة من هذه الطاقة النظيفة. نعتقد أنه لم يعد من السابق لأوانه أن نبدأ في عملية تأهيل وإعداد الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الطاقة النووية سواء من خلال إنشاء كلية خاصة بهذا القطاع أو افتتاح أقسام جديدة بكلية الهندسة والعلوم وكليات تكنولوجيا المعلومات تركز علي توفير احتياجاتنا من العلماء والموارد البشرية القادرة علي المساهمة في بناء صناعة وطنية للطاقة النووية وليس مجرد تشغيل مفاعلات نووية يتردد أن المرحلة الأولي ستشمل استيراد أو إنشاء أربعة مفاعلات نووية يتم استيرادها من الخارج بحيث نظل دائما عرضة لتقلبات الظروف الخارجية. كذلك من المهم أيضا أن نعمل علي استغلال ترحيب وتشجيع المجتمع الدولي لدخول مصر مجال استخدام الطاقة النووية لتوليد الطاقة وذلك من خلال تحديد سبل التمويل من شركاء ومؤسسات تمويلية دولية أو عن طريق الحصول علي المساعدة الفنية من خلال دراسات وتصميم المفاعل مع تحديث اتفاقيات مع بعض الدول.