تسربت المخاوف الي نفوس الخبراء من بدء تراجع هوامش ارباح الشركات الاوروبية مما قد يمثل عائقا امام الانتعاش البارز الذي سجلته الاسهم في اسواق المال في اوروبا في الثلاثة اعوام و نصف الاخيرة . و تجد الشركات صعوبة كبيرة في تمرير الزيادة الهائلة في التكاليف الي المستهلكين مما يؤثر علي هامش الربح لديها . و في هذا الاطار اعلنت شركتي " كادبوري " التي تنتج مشروبات السفن اب الغازية و الشيكولاتة و " رويال دي اس ام " التي تصاع الاصماغ المستخدمة في مشغلات الموسيقي الشهيرة " الآيبود " خلال الاسابيع الماضية انهما تكافحان من اجل تمرير جزء من الزيادة في التكاليف الي الاسعار الاستهلاكية . و منذ ذلك الحين واصلت اسهم الشركتين تراجعها . و كانت هوامش الربح التي تمثل نسبة المكاسب من اجمالي المبيعات قد قفزت هذا العام الي اعلي مستوياتها منذ اربعة عشر عاما علي الاقل مما ساعد مؤشر داو جونز ستوكس 600 علي الصعود باكثر من الضعف منذ مارس 2003 عندما كان يعاني من ضعف الاداء . الا ان المؤشر مني الاسبوع الماضي باول خسارة له في ستة اسابيع . و فقد المؤشر نحو 0.1 % لتصل خسارته منذ مارس 2000 عندما سجل مستوي قياسي الي نحو 13 % . و يتوقع جانب كبير من الخبراء ان تتراجع هوامش الربح العام المقبل للمرة الاولي منذ 2002 نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي و نمو الاجور و ارتفاع تكاليف الاقراض .و وفقا لمؤسسة " جولدمانساكس " يتركز التهديد الاكبر علي مستقبل المكاسب في قطاعات السيارات و التليفون و التبغ . و وفقا لمركز الابحاث " فاكتسيت " في لندن يتوقع ان يبلغ متوسط ارباح شركات ستوكس 600 16.8 % من المبيعات هذا العام فيما يعد اعلي معدلاته منذ 1992 . لكن المركز تنبأ بهبوط هذا المتوسط الي 15.7 % في 2007 . تجدر الاشارة الي ان هوامش ارباح الشركات هوت الي ادني مستوياتها في عشر سنوات عام 2002 حينما بلغت 6.7 % . لكنها تعافن منذ ذلك الحين بفضل تبني الشركات لبرامج اعادة الهيكلة فقامت ببيع الوحدات الغير مربحة و تسريح العمالة و غلق المصانع المساهمة في الخسارة . لكن تلك البرامج واجهت عائقا غير متوقعا و هو الزيادة القياسية في تكاليف الانتاج مما جعل من الصعب علي الشركات تحقيق مستهدفها للمبيعات و الارباح . علي سبيل المثال اعلنت " كادبوري " في نهاية الشهر الماضي انها تخلت عن هدفها بتحقيق زيادة ب 0.5 % في مستوي الارباح بسبب ارتفاع اسعار النفط و المواد الغذائية و تكاليف التعبئة . و اعترفت الشركة بعجزها في رفع اسعار منتجاتها الربع الماضي لمواجهة الارتفاع المخيف في مصروفات التشغيل . و في نفس التوقيت اعلنت شركة " دي اس ام " في هولندة هبوط ارباحها في الربع الثالث لعجزها عن تمرير الزيادة في اسعار المواد الخام المشتقة من النفط مثل الايثيلين الي المستهلكين . و يمثل النفط الجزأ الاكبر من التكاليف للشركات الاوروبية . و رغم تراجع الخام النفيس ب 25 % منذ الذروة التي سجلها في يولية الا انه ما زال اعلي ب 56 % من مستواه عند بداية فترة الازدهار الحالية لاسواق الاوراق المالية . و اوضح استطلاع " فاكت سيت " ان 30 % فقط من الشركات الاوروبية التي يتم تداول اسهمها في البورصة لا تستطيع تمرير اكثر من خمس الزيادة في التكاليف الي المستهلكين . و تزداد صعوبة ذلك امام شركات السيارات و المعدات التكنولوجية و منتجات العناية الشخصية بوجه خاص .