في رد فعل سريع عما كتبته العدد الماضي عن مستقبل تصدير الدواء المصري، ولاسيما بعد أن سبقتنا الأردن في عملية التصدير.. أكد لي الدكتور مجدي حسن رئيس الشركة القابضة للأدوية في لقاء سريع بمكتبه بعد النشر مباشرة أن صناعة الدواء المصري بخير وأن حجم السوق الأردني صغيرة مقارنة بمصر والتي تنتج كميات هائلة من الأدوية لسد حاجة السوق المحلي وتصدير الباقي أما الأردن فهي تصدر أدوية بكميات كبيرة لأن استهلاكها المحلي ضعيف، كما أشارد.حسن أن شركات الأدوية العامة السبع التابعة "للقابضة" لم ترفع أسعارإنتاجها مؤخرا كما أشيع كما لم تتقدم تلك الشركات بطلبات للشركة القابضة كي ترفع بعض أنواع من الأدوية مؤكدا أن حصة شركات الأدوية العامة تمثل 20% من إنتاج السوق المحلي والباقي لشركات خاصة وأجنبية وأدوية مستوردة. الغريب في كلام د.مجدي حسن أن في السوق أدوية تعالج أمراضاً مزمنة مثل السكر والكحة يتراوح سعرها ما بين 50 و100 قرش لم ترتفع أسعارها طبقا لتوجيهات الحكومة، وأن الارتفاع الكبير في بعض أصناف الأدوية حدث مؤخرالأنها منتجة حديثا وتعالج بعض الأمراض كالأورام ولا يمكن خفض سعرها لأنها مرتفعة الثمن عالميا وعددها لا يزيد علي 10 أصناف! وكأن الأورام ليست من الأمراض النادرة وغير المزمنة وللعلم أن هناك شباب صغير السن مصاباً بأنواع عديدة من الأورام لم تكن منتشرة من قبل وكانت نسبة الاصابة بها عالية بين كبار السن، ولكن التلوث البيئي "من عوادم سيارات ومصانع وسحابة سوداء والمياه غير الصحية بالإضافة إلي المبيدات المسرطنة" والمنتجات الزراعية المهجنة والتي عولجت بذورها عن طريق الهندسة الوراثية، وزاد الطين بلة إغراق بعض المواد الغذائية خاصة التي يتناولها الأطفال بالمواد الحافظة والألوان الصناعية ومكسبات الطعم والرائحة.. كل ذلك أدي إلي ارتفاع عدد مرضي الأورام خاصة السرطانية بشكل غير مسبوق، ولم تعد الاصابة بالأورام مقصورا علي كبار السن فقط بل امتد إلي الشباب وحتي الأطفال، وبالتالي لابد من التركيز علي إنتاج أدوية لعلاج تلك الأورام في مراحلها الأولي بأسعار مناسبة، ولا أطالب بأن يكون سعرها خمسين قرشا أو جنيها ولكن بأسعار تناسب المرضي الفقراء الذين يدفعون دائما ثمن تلوث الماء والهواء والغذاء، بدلا من إنتاج أدوية "كحة" مدعمة، فهناك بدائل طبية طبيعية آمنة من الأعشاب وخلافه لعلاج الكحة بل والسكر، أما الأورام فيحتاج المصابون بها إلي دواء بسعر مناسب رحمة بهم ولا يوجد سوي شركات الأدوية "العامة" كي تنتج تلك الأصناف بأسعار معقولة من أجل محدودي الدخل، خاصة أن تلك الشركات كما فهمت من رئيس الشركة القابضة لها رسالة اجتماعية وهي إنتاج بعض أصناف من الأدوية من أجل علاج محدودي الدخل. فليس المطلوب من شركات الأدوية التابعة للقابضة أن تحقق أرباحا فقط كما حدث مؤخرا ولكن مطالبة أيضا بانتاج أدوية للفقراء يمكن أن تصرف بطريقة معينة كي تصل إلي مستحقيها، وكذلك إنتاج ألبان أطفال وتوزيعها بنفس الطريقة كما أن القابضة للأدوية مطالبة بأن تطور نفسها سواء من ناحية شكل العبوات أو تظبيط المادة الفعالة في الأدوية، وكذلك تطوير مهارة العاملين لديها، وأن تدار شركات الدواء العامة بفكر القطاع الخاص لا بالفكر الشمولي، لأن هناك منافسة شرسة تواجهها من شركات الأدوية الخاصة، كي تتواكب مع "التربس" ومع مقتضيات السوق العالمي وحركة التطور الهائلة في صناعة الدواء وذلك قبل أن تهجر الكفاءات النادرة الشركات العامة وتعمل في الخاصة والتي توفر الامكانيات العلمية والمادية لهؤلاء، فنحن حريصون علي أن تبقي شركات الأدوية العامة قوية حماية للمرضي الفقراء. elbasser20 yohoo. com