قالت لي وهي تسعل بشكل مستمر.. لا أعرف ماذا أصابني مؤخرا.. أشعر كما لو كان حلقي يحترق، ولا أستطيع التنفس بشكل طبيعي.. ولأن هذه الأعراض نفسها كنت قد بدأت أشعر بها مصحوبة بسعال جاف تساءلت أنا أيضا عن السبب. ومنذ يومين أو ثلاثة عرفت السبب، فقد قرأت في إحدي الجرائد اليومية تقريرا عن حالة الجو في القاهرة وقد ورد في التقرير أن هناك تحسنا في هذه الحالة وأن نسبة تركيز الملوثات في الجو قد انخفضت.. ولم أصدق كلمة واحدة مما قرأت. فقد خرجت إلي الشارع ولم أستطع تبين نجمة واحدة في السماء، ناهيك عن ذلك الغبار الواقف دون حركة، فنستنشقه في كل لحظة، كل هذا السواد يدخل إلينا، يعشش في رئاتنا، نحاول أن نطرده خارجا، فيكون ذلك السعال الجاف الذي يقول "ولو، سأظل معكم". وبالأمس فقط أكدت جريدة الأهرام ما كنت أشعر به مع الملايين غيري وهوما كان يحاول أن ينفيه التقرير السابق.. لقد تأكد عودة السحابة السوداء مرة أخري إلي أجوائنا.. كلاكيت سابع مرة، فهذه هي السنة السابعة التي نشكو فيها، ونضع خططا، وتنشر تصريحات للسادة كبار المسئولين وفي كل مرة تعود ريما لعادتها السوداء القديمة. مدن بأكملها غطتها تلك السحابة السوداء وملايين المواطنين يعانون ويمرضون ولا يستطيعون حتي أن يشكوا، ماذا يفعل كل هؤلاء ونحن معهم، هل نمتنع عن التنفس، هل نظل قابعين في حضانات، أو غرف أكسجين. ويبدو أن هذه السوداء قد انتشرت في أجسام البعض وتصرفاتهم، فباتوا يتحدثون سوادا ويفكرون سوادا ويتنفسون سوادا. أصبحت الدنيا بالنسبة لهم هكذا.. أرجوكم هذا موقع ليس بالهزل وإنما هو جد الجد.. أرجوكم تتصرفوا وتقولوا لنا ماذا نفعل وكيف يجب أن نتصرف، وألا يجب أن يحال كل المسئولون عن هذا الأمر إلي محاكمات فورية.. مسئولين ومواطنين، بتهمة الشروع في قتل الملايين.