كتبت عائشة العفيفي: يقول د/ هشام عبد الغفار رئيس شركة لوجيكانا ان مشكلة مكونات الكمبيوتر المستعملة التي يتم استيرادها من الخارج هي مشكلة كبيرة وذات ابعاد متعددة وتأثيرات سلبية متنوعة سواء بيئية او اقتصادية. واشار الي انه من منطلق كونه طبيبا بشريا يوقن بالتأثيرات السلبية لادخال نفايات تكنولوجية للبلاد. ويضيف أن دخول هذة المكونات عادة ما يكون بالكمية وليس بالمنتج وبدون اي مواصفات وغالبا ما تكون هذة المنتجات هي اجهزة حاسبات ترغب الشركات في التخلص منها حيث ان القانون في الدول الاجنبية ينص علي دفع حوالي 25 دولارا عن كل جهاز لشركات متخصصة في دفن هذة النفايات. لكن ما يحدث هو ان هذة الشركات تتخلص من تلك الاجهزة من خلال بيعها لاي شخص من الدول النامية بحيث يتم استيرادها كمكونات كمبيوتر او اجهزة استعمال الخارج دون اي ضوابط او تحديد لهذه المنتجات وتواريخ انتاجها وسنوات استخدامها وصلاحيتها للاستخدام وما اذا كانت تعمل فعليا او بها مشكلات واعطال تحتاج لصيانة. أخطار مرضية ويحذر د. عبد الغفار من ان المشكلة الاخطر في دخول هذة الاجهزة ليست فقط في كونها مخلفات ضارة وانما ان مستوردي هذة المكونات وخاصة الشاشات يقومون باصلاح عيوبها في اماكن غير مجهزة وبدون الاجهزة اللازمة لتلافي اخطار هذة المكونات. واضاف ان الشاشات والمكونات التالفة والتي لا يمكن اصلاحها يقومون بصهرها في اواني بها ماء مغلي وهو ما يمثل خطرا بالغ الاثر لما تحويه هذة المكونات وخاصة الشاشات من عناصر ومواد كيميائية خطيرة مثل الراديوم وعناصر اخري. والكارثة ان من يقوم بهذه العمليات هم في الاعلب اطفال واكثرهم ان لم يكن جميعهم يصابون بمرض السرطان نتيجة لتعرضهم لهذة المواد. وعن تقنين هذة العملية وامكانية السيطرة عليها يري انة من الضروري ان يتم السيطرة علي استيراد هذة المكونات وان يكون لها ضوابط وشروط لاستيرادها مثل تحديد المكونات التي يمكن ان تدخل من الجمارك بعد سنوات محددة من تاريخ الصنع بحيث يمكن لهذة المكونات ان تعمل لسنوات اخري وتمثل قيمة لمن يشتريها. صعوبة الدفن ومن ناحية اخري اشار م/ خالد ابراهيم رئيس مجلس ادارة شركة نوردكس الي ان الدول الاجنبية تواجة مشكلة في التخلص من النفايات التكنولوجية لانها كأي نفايات تأخذ حيزا كبيرا في التربة عند دفنها كما انها لا تتحلل خلال 10 - 20 عاما مثل اي نفايات بل تحتاج الي ما بين 300 - 400 عام لكي تتحلل وهو مايعني صعوبة الدفن فوقها في نفس المكان ومن ثم فهي تلجا لتصديرها الي دول العالم الثالث باسعار زهيدة جدا. واضاف ان السؤال الحقيقي والاهم الذي يجب ان يستوقفنا هو هل هذة الاجهزة تحقق للمستهلك النهائي منفعة في الحصول علي الكمبيوتر بسعر رخيص ليحصل علي العلم والمعرفة ؟ وهل الاجهزة والمكونات التي يتم استيرادها بهذة الاسعار الزهيدة صالحة للاستخدام ؟ والاجابة هي ان هناك دولا معينة تجبر قطاعاتها الحكومية علي تغيير اجهزة الحاسبات كل سنتين ومن ثم فهي بالنسبة لهم مخلفات لكنها يمكن استخدامها وتمثل قيمة مضافة ويمكن لمحدودي الدخل من خلال هذة المكونات الحصول علي جهاز كمبيوتر بسعر منخفض يناسب احتياجاتهم وبمواصفات معقولة وهو ما يمكنه ان يساهم في توفير الحاسبات باسعار مناسبة للمستهلك لنشر الكمبيوتر وتوسيع قاعدة استخدامه في المجتمع المصري ومن ثم توسيع استخدام تطبيقات الحاسب الالي في المجتمع المصري من انترنت فائق السرعة وغيرها من التطبيقات. ورغم ذلك يقول م/ ابراهيم انني لا اشجع خيار الاستيراد للاجهزة المستعملة من الخارخ وذلك من اجل تشجيع الصناعة المصرية وايضا لدعم هذه الصناعة في مصر وفي ظل وجود صناعة تجميع مصرية لتوفير الحاسبات. الواقع والتقنين ويستدرك م/ ابراهيم قائلا اننا اذا كنا امام واقع قائم فعليا يتمثل في استيراد اجهزة مستعملة من الخارج فاننا مجبرون علي التعامل مع هذا الواقع ومن ثم لابد من تقنين عملية دخول هذة المكونات بحيث يتم تحديد شروط معينة لدخول هذة المكونات او الاجهزة الي مصر مثل اشتراط عدد سنوات معينة من تاريخ الصنع وليكن 3 سنوات بحيث يمنع دخول المكونات التي مر علي تاريخ صنعها اكثر من ذلك والتي تكون متهالكة واصبحت مخلفات لا يمكن الاستفادة منها كما يمكن ايضا تحديد موديلات معينة مسموح باستيرادها والاقل منها لا يسمح بدخولها فمثلا احدث ما في السوق الان هو الجهاز P4 فيمكن استيراده مستعملا او P3 علي الاكثر. واضاف انه لابد من وجود لجنة لوضع وتحديد هذة الضوابط والشروط كما لابد ايضا من تحديد شروط معينة في المستورد نفسة وليست الاجهزة والمكونات المستوردة فقط حيث يجب ان يكون المستورد لدية مراكز دعم فني ومعامل مؤهلة للتعامل مع هذة المكونات لتقديم الدعم الفني اللازم لها. اجهزة استعمال طبيب ومن جانبة اوضح / سامح منتصر خبير تكنولوجيا المعلومات ان فكرة استيرا