مرت شركات الطيران ومازالت بمسلسل طويل من الحوادث والحروب والكوارث بداية من هجمات الحادي عشر من سبتمبر وحرب الخليج الأولي والثانية والحرب علي أفغانستان وانتهاء بالحرب في لبنان. وقد منيت معظم شركات الطيران العالمية بخسائر تجاوزت مليارات الدولارات إضافة إلي تسريح معظم موظفيها والاستغناء عنهم. ولا شك أن الهاجس الأول والأخير لهذه الشركات هو عنصر السلامة الجوية الذي يحقق الأمان لها ولزبائنها. وبحثا عن السلامة الجوية اجتمع ممثلو أكثر من 20 شركة طيران عالمية في نيويورك مؤخرا خاصة الشركات التي تعمل في منطقة التوتر الدائم وهي منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وذلك لتبادل المعلومات الخاصة بسلامة الرحلات الجوية إلي جانب مناقشة الأمور والموضوعات المتعلقة بالسلامة الجوية ذات الصلة بشركات الطيران. وفي هذا الاجتماع الذي تنظمه لجنة السلامة الجوية الخليجية وهي منظمة تم تأسيسها حديثا وتستضيفها طيران الخليج شاركت جهات ومنظمات عالمية متخصصة في النقل والطيران ولعل أبرزها اتحاد خطوط طيران اَسيا الباسفيك AAPA وهليكوبتر الخليج للطيران وجيسون وسكورسكي هليكوبترز واكسجيوجيت وCAI الإمارات وطيران الخليج والمنظمة العربية للناقلات الجوية AACO والعربية للطيران وإيرباص وإميرا إير ECA للشحن ومؤسسة السلامة الجوية وسكورسكي هليكوبترز وشركة كينيون لإدارة الكوارث والخطوط الجوية الكويتية وناشيونال إيرسيرفيس ورويال جيت والطيران العماني والطيران الملكي العماني ولجنة سلامة الطيران بالمملكة المتحدة ووست لاين أفيشن من جنوب أفريقيا وأبوظبي للطيران والطيران الأميري لأبوظبي وكلية طيران الإمارات وجامعة جرانفيلد دي تش إل ثم عملاق صناعة الطيران الأمريكية بوينج. ولاشك أن موضوع السلامة الجوية بالغ الأهمية لأنه يتعلق بإدارة العمل التجاري في مجال النقل والسفرالجوي. وكما يقول حميد علي نائب رئيس العمليات في طيران الخليج الذي قام بافتتاح اجتماعات مؤتمرهذه الشركات والهيئات فإن هناك العديد من الأمور والموضوعات المتعلقة بالسلامة الجوية ومنها الأمور العملية والتشغيلية والفنية. وينتظر أن يهييء هذا المؤتمر لمسئولي السلامة الجوية في الخليج والشرق الأوسط وغيرها من مناطق العالم خاصة من يعملون في شركات الطيران وفي الشحن الجوي الفرصة لتبادل المعلومات والاستفادة من الخبرات المشتركة والعمل معا من أجل السلامة الجوية. ورغم كل ما بحثته هذه الهيئات والشركات فإن السلامة الجوية لن تتحقق إلا بنبذ الحروب واستقرار الشرق الأوسط وزيادة كفاءة الخدمات التقنية في مجال الطيران. والجدير بالذكر أن لجنة السلامة الجوية الخليجية GFSC هي نتاج اجتماعات طويلة للمهتمين بالسلامة الجوية كانوا قد عقدوها في عام 2005 بالعاصمة العمانية مسقط. وقد قدمت لها المشورة لجنة السلامة الجوية في المملكة المتحدة ويترأس الكابتن حنين اَل سعيد هذه اللجنة بعد انتخابه وهو يشغل منصب رئيس السلامة الجوية ومراقبة الجودة بطيران الخليج. الأهم من كل ذلك أن شركات الطيران ستظل الهدف الأعلي لهذه الشركات بالتنسيق مع الهيئات العالمية والجوية لكن من يقنع الحكومات والساسة بنبذ الحروب؟