أعلنت عدة هيئات دولية في مجال التحليل الاقتصادي عن تراجع الاقتصاد العالمي بعد عدة ضربات متلاحقة اثرت علي التجارة العالمية وقطاعات السياحة والاستثمار واشار معهد الاحصاءات الدولية في واشنطن لتراجع النمو في الاقتصاد العالمي الي 4.9% بدلا من 5.2% كما كان متوقعا. ويبدو أن الاقتصاد العالمي بالفعل مثقل بهموم لا طائل لها بداية من كوارث "التسونامي" وإعصار "كاترينا" وتوابعه من الأعصاير وكذلك انتشار الامراض المعدية في شتي بقاع العالم فبعد مرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز" ظهر مرض "السارس" ثم "انفلونزا الطيور" الذي خسر العالم بسببه مايربو علي 200 مليار دولار حتي الان. الي جانب هذه الكوارث، هناك كوارث من صنع البشر انفسهم كلفت العالم مليارات الدولارات فقد اعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عدة حروب مازال العالم يعاني منها حتي الان، فالحرب في افغانستان اعقبتها الحرب في العراق الي جانب عدد مروع من التفجيرات في العالم وفي مدن وعواصم كبري مثل لندن وباريس. وتشير الاحصاءات الي ان الكوارث الطبيعية تسببت في خسائر للاقتصاد العالمي تقدر بنحو 500 مليار دولار. كما ان مجرد المخاوف من الحروب احدثت خسائر لقطاع الطيران تقدر بنحو 200 مليون دولار، كما تأثرت قطاعات السياحة بخسائر تزيد علي 20 مليار دولار. اما في قطاعات الطاقة فقد بلغ سوق البترول حد الفقاعة والانفجار الهائل للاسعار في اغسطس من العام الماضي الي ان عادت اسعاره للتهدئة فقط دون تراجع كبير ومازال سعر برميل البترول فوق حاجز الستين دولارا وحتي في قطاعات الطاقة الاخري مثل الغاز والكهرباء فقد حدثت طفرة في الاسعار لمجرد تلويح روسيا بمضاعفة سعر الغاز لجارتها اوكرانيا مما زاد الاسعار في السوق العالمي بنسبة 0.5% ويتوقع ان تزداد الاسعار في الفترات القادمة لمستويات اعلي. وفي قطاعات التجارة العالمية والشحن الجوي بدأت عمليات الحماية ووقف الاستيراد في التأثير علي معدلات التجارة العالمية فقد اعلنت اليابان عدة مرات وقف صادراتها من اللحوم الامريكية وسارت علي خطاها انجلترا وعدة دول اوروبية اخري، كما اوقفت عدة دول استيراد اللحوم الداجنة والطيور من الصين وشرق آسيا. حتي في مجال المنسوجات فقد نشب نزاع طويل بين الصين والاتحاد الاوروبي حول المنسوجات الصينية التي تأثر دخولها بشدة للاتحاد واوروبا حتي اتفاقات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي لم تصل لنقاط جادة وفعلية بعد. وجاءت صفقة "موانئ دبي" بكثير من الضجيج لتتأثر حركة الاستثمارات في امريكا وبقية انحاء العالم وبالتالي تراجعت معدلات الاستثمار خارج الحدود بنسبة 1%. اما الجانب الوحيد في صالح الاقتصاد العالمي فهو تزايد استثمارات اموال البترو دولار في مجالات انتاجية ومع ذلك تأثرت بورصات الشرق الاوسط والخليج بشدة في الفترة الاخيرة ويبقي امام الاقتصاد العالمي مشوار طويل لاستعادة توازنه بدفع التجارة العالمية والقضاء علي معوقات الاستثمار والاتجاه للسلام بدلا من الحروب.