بعد ان اقترب سعر برميل البترول من مستوي 80 دولارا للبرميل شهدت الأسابيع الاخيرة انخفاضا تدريجيا لسعر البرميل ليصل مع نهاية تعاملات الاسبوع الماضي إلي مستوي 60.55 دولار للبرميل وسط توقعات بأن يواصل تراجعه إلي مستوي 50 دولارا خلال الأيام القليلة مع تراجع أحداث البرنامج النووي الايراني إلي مرتبة متأخرة بين عوامل الارتفاع وبروز تباطؤ الاقتصاد الأمريكي في مقدمة عوامل الانخفاض. ففي نيويورك ومع نهاية تعاملات الاسبوع انخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود نوفمبر إلي 66.55 دولار للبرميل معمقا خسائره التي بلغت 15 دولارا علي مدي ستة أسابيع، وهبط سعر مزيج برنت إلي 60.41 دولار للبرميل، ويري المحللون ان التراجع الاخير في الأسعار يرجع بشكل أساسي إلي تفضيل الدول الأوروبية اعادة التفاوض مع ايران بدلا من فرض العقوبات فيما يتعلق ببرامجها النووي بعد ان نجحت ايران في ان تصمد امام الضغوط الامريكية ونجحت في استخدام ورقة المصالح الأوروبية في وجه المساعي الامريكية لفرض عقوبات اقتصادية عليها. الملف الإيراني وفي الوقت الذي تراجعت فيه حدة التهديدات الأمريكية ضد ايران توارت التهديدات الايرانية باستخدام ايران سلاح البترول في الوقت الحالي للضغط علي الغرب وهو ما دعم الاتجاه النزولي في الأسعار وان كان التباطؤ الذي بدأ علي نمو الاقتصاد الامريكي قد ألقي بظلاله علي تراجع الطلب الأمريكي علي الوقود قد اسرع من وتيرة التراجع علي الطلب علي البترول، وتظهر في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك عالمي للبترول (ربع الطلب) مؤشرات علي تباطؤ النمو الاقتصادي، ويقول محللون إن الأمر نفسه قد يصح بالنسبة للصين مع أن تقويم الوضع فيها أصعب، واسهمت الصين والهند بقسط كبير من تزايد الطلب علي البترول في السنوات الاخيرة، فتراجعا طفيفا للنمو الاقتصادي وبالتالي للطلب علي البترول يمكن أن يؤدي إلي تراجع واضح للأسعار. تراجع أوبك وكان الهبوط بأكثر من 20% منذ اوائل اغسطس قد اثار تكهنات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستخفض سقف انتاجها الرسمي لوقف هبوط الأسعار، الا انها قد تركت سقف انتاجها دون تغيير في اجتماعها قبل اسبوعين وهو أيضا ما دعم الاتجاه النزولي الا ان بيانات أولية من شركة بترولوجسيتكس لمراقبة ناقلات البترول اشارت إلي ان إنتاج أوبك تراجع بمقدار 400 ألف برميل يوميا حتي الآن في سبتمبر بالمقارنة مع اغسطس بكامله عن طريق انخفاض انتاج عضوين رئيسيين هما السعودية وايران. وكان ارتفاع مخزونات الوقود في الولاياتالمتحدة قد كرس هبوط الأسعار قبيل الشتاء، فمخزونات نواتج التقطير التي تشمل وقود التدفئة بلغت أعلي مستوياتها منذ يناير عام 1999 في حين بلغت مخزونات الخام كذلك أعلي مستوياتها في هذا الوقت من العام. مخاوف الارتفاع ورغم الانخفاض الاخير في الأسعار يري البعض ان العديد من عوامل الارتفاع قابلة لأن تنشط فهل من المؤكد ان الأزمة الايرانية قد انتهت؟ وهل يمكن الجزم أن الطرفين سيسلكان طريق المفاوضات بدلا من مقاطعة جزئية أو شاملة، أو حتي الدخول في صراع عسكري السنة المقبلة في حال اصرار ايران عدم ايقاف برنامجها لتخصيب اليورانيوم؟ اما نيجيريا فقد اعترف الوزير النيجيري مدابيبي ديكورو في فيينا ان ثوار حركة تحرير دلتا النيجر نجحوا في اغلاق أكثر من 800 ألف برميل من البترول يوميا منذ فبراير الماضي "أو أكثر من ثلث انتاج البلاد". كما يصعب تصور انتهاء النحر الطائفي في العراق والاقتتال السياسي ما بين أطراف أهل الحكم وبينهم وبين قوات الاحتلال بين ليلة وضحاها، خصوصا مع اقتراب هذه المعارك أكثر وأكثر من منابع البترول الضخمة في الجنوب ناهيك عن التفجيرات المستمرة ضد خطوط الانابيب في الشمال والتي جعلت من الصعب تسويق بترول كركوك بصورة طبيعية طوال السنوات الثلاث الماضية.