التعليم حق لكل مواطن هذه المقولة كنا نرددها قديما باعتبارها من البديهيات المكتسبة في فترة الستينيات اما الآن فالتعليم حق لمن يمتلك المال فبعد ظهور المعاهد والجامعات الخاصة والتي تشجع الطلاب علي دخول كليات القمة دون بذل أدني مجهود لكن الكلمة العليا للدروس الخصوصية ولمن يدفع الآلاف مقابلها وهذه الظاهرة شجعت المستثمرين علي دخول هذا المجال هادفين للربح المادي كأولوية قبل النظر إلي الجودة هذا إلي جانب ظهور بعض الاشخاص الذين يستغلون رغبة الطلاب في الحصول علي مؤهل عال دون ان تكون تلك المؤهلات لها معدلات ومستوفاة للشروط والنتيجة ان الطلاب يستغيثون واصحاب المعاهد يدافعون والخبراء يؤكدون ان المسألة بها سوء فهم بين الجانين. السطور القادمة توضح الحقيقة وتستطلع آراء كل الأطراف في هذه القضية. استغاثات يطلقها الطلبة وأولياء الأمور الذين اكتشفوا ان المعاهد الخاصة نصبت عليهم ولم يتسلموا في نهاية سنوات الدراسة شهاداتهم بل مجرد بيان نجاح وهي ورقة لا تسمن ولا تغني من جوع. يقول هاني حسين طالب بأحد المعاهد الخاصة مستغيثا اريد تدخل المسئولين لحل مشاكلنا فقد تعرضت أنا وزملائي لعملية نصب من هذه المعاهد الخاصة فبعد ان انهيت دراسة الدبلوم وفي اثناء تواجدي بمكتب تنسيق جامعة عين شمس وجدت اعلانات توزع علي الطلبة بافتتاح معاهد خاصة للطلبة الحاصلين علي دبلومات صنايع والحاصلين علي مجموع 60% لأن هذا المجموع لا تقبله مكاتب التنسيق وتم الاعلان عن أن مدة الدراسة في هذه المعاهد سنتان يتم بعدهما الحصول علي شهادة تمكننا من اتمام دراستنا في أحد المعاهد الاخري. ويضيف: تقدمت إلي أحد هذه المعاهد الخاصة وكنت اول دفعة في المعهد واثناء دراستي في المعهد كنت اسمع وعودا متكررة من مدير المعهد بأننا بعد الانتهاء من الدراسة في المعهد سوف نحصل علي شهادة تمكننا من اتمام دراستنا في أحد المعاهد الخاصة ايضا والتي تبلغ فترة الدراسة بها اربع سنوات ولهذا كنا اثناء الدراسة دائمي السؤال عن حصول المعهد علي الاعتماد والذي من خلاله سوف نتمكن من اكمال دراستنا وكان جواب مدير المعهد دائما في خلال هذه السنة سوف نحصل علي الاعتماد فنحن نحتاجه للحافظ علي اسم المعهد ففي حالة عدم حصوله علي الاعتماد سوف يصبح غير قادر علي استقدام دفعة جديدة، ويشير إلي أنه خلال العامين الدراسيين في المعهد سددوا مصروفات كثيرة فمصروفات المعهد تبلغ 1100 جنيه بخلاف المبالغ الاخري الخاصة بالدروس وشراء المذكرات والمشاريع وبعد ا لانتهاء من الدراسة بدأنا في السؤال عن النتيجة ففي كل مرة نسمع سببا مختلفا عن تأخر ظهور النتيجة مرة يكون السبب ان النتيجة لم تعتمد بعد ومرة اخري النتيجة لم تكتمل ونحتاج إلي بعض الوقت وعندما سألنا عن الشهادة حتي تمكن من التقديم واتمام دراستنا في أحد المعاهد الاخري كما وعددونا في هذا التوقيت فقط ادركنا اننا قد تعرضنا لعملية نصب حيث ان المعهد ليس لديه القدرة علي اعطاء شهادات معادلة تمكننا من استكمال دراستنا وعندما ذهبت للمسئولين عن المعهد كان الجواب التقليدي "فوتوا علينا بكرة" فسوف نعمل علي حل المشكلة ومرت الأيام والمشكلة بلا حل. الإدارة سلبية اما دينا ابراهيم - طالبة - بأحد المعاهد الخاصة تروي رحلتها الصعبة مع هذه المعاهد والتي استمرت لمدة عامين فتقول بعد حصولي علي الدبلوم بدأت في البحث عن أحد المعاهد الخاصة حتي اتمكن من تحسين مستواي الثقافي والاجتماعي وعندما سمعت عن افتتاح هذا المعهد وبعد التأكد من كونه حاصلاً علي ترخيص من وزارة التربية والتعليم كنت أول طالبة تقدم أوراق تقدمها لهذا المعهد وكنت خلال هذه الفترة انظر للحياة بتفاؤل حتي بدأت السنة الدراسية واكتشفت ان كل شيء في المعهد من الممكن ان يسير في مصلحتي حين أدفع المقابل وأنا لا اخفي سرا من انني اكثر الطلاب الذين دفعوا أموالاً كثيرة في هذه الدراسة فكنت أدفع حتي انجح وذلك من خلال الاتفاق مع دكتور المادة علي اخذ درس في مادته وكنت افعل هذا في معظم المواد فكنت في التيرم الواحد احصل علي أربعة درس في أربع مواد يبلغ ثمن المادة 100 جنيه الي جانب تكلفة المشروع التي تبلغ 120 جنيها هذا بخلاف مصروفات المعهد والكتب وشراء المذكرات الخاصة التي تزيد أسعارها يوما بعد الاخر. ونشير إلي أن المعاملة داخل المعهد كانت سيئة جدا من قبل المسئولين والدكاترة وقد تعاملوا معنا خلال الازمة الاخيرة بسلبية فإلي الآن لم يحددوا لنا الجهة التي يجب ان نلجأ إليها حتي تساعدنا علي حل هذه الأزمة.