تقول د. سوسن المسيري رئيسة الجمعية المصرية لأهالي ذوي الاحتياجات البصرية ان أهمية القضية التي نتكلم عنها لا تتعلق فقط بذوي الاحتياجات البصرية وأسرهم ولكن أيضا بكل المجتمع الذي يوجد به نحو 3 ملايين مواطن معاق بصريا وهؤلاء يمثلون 4% من عدد السكان في مصر ويؤثرون علي الناتج القومي الإجمالي المصري بما يزيد علي 180 مليون دولار سنوياً لعدم انخراطهم في المجتمع بحقوق وواجبات. ولا يوجد مبادرة قوية في هذا الإطار سواء لدعم المعاقين بصريا أو لبناء جسور لمساعدتهم باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهذا التجاهل يجعل المشكلة تتفاقم ويضاف سنوياّ لهذه القائمة 15 ألف معاق. وتضيف انه مع استمرار اتباع منهج عزلهم في مدارس خاصة بهم بعيدا عن التكيف المجتمعي تتفاقم المشكلة أكثر فأكثر والفجوة تكون كبيرة فنسبة 80% من الخدمات التعليمية تتمركز في القاهرة بينما نسبة 70% من المعاقين بصريا في الريف الذي تكون نسب الأمية كبيرة وتصل بالنسبة للإناث في الريف لحوالي 94% !! وفيما يخص المبادرة التي تمت مع شركة IBM لإنشاء مركز تدريب المعاقين بصرياً تقول دكتورة سوسن ان المركز يهدف في الأساس لتأهيل وإعداد المعاقين بصرياً لكي يتعلموا ويجدوا فرص عمل تتناسب مع حالتهم الصحية والتي يمكن التغلب علي أكثر من 80% من هذا العجز باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليكونوا أدوات منتجة ومؤثرة في المجتمع ومن ناحية أخري نلمس اثرا مباشرا وفعالا للتكنولوجيا. وعن الدور الذي لعبته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تأهيل ذوي الاحتياجات البصرية ولمسته الجمعية بالفعل لكي يعاد دمجهم في عجلة التنمية تقول انه دون مبالغة فهذه الحلول كانت بمثابة العصا السحرية لهذه الحالات من خلال العديد من البرامج مثل أجهزة وبرامج قراءة الشاشة وتكبيرها وبرامج الترجمة إلي لغة برايل وبرامج التميز الضوئي للحروف وبرامج تحويل النصوص إلي أصوات وغيرها من البرمجيات. دور تكنولوجيا المعلومات القضية تبدو جد خطيرة والدور الذي قامت به حلول وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ألقت بالمسئولية علي رواد هذه الصناعة ليقدموا المزيد. ويؤكد عمرو غنيم مدير شركة IBM والتي قامت بإنشاء أول مركز تدريب من نوعه تابع للشركة في الشرق الأوسط ان الشركة تملك في مصر 35 مركز تدريب وهذا هو الاول من نوعه لذوي الاحتياجات البصرية وهو مشروع يجمع بين الجانب التقني لنا وجانب المسئولية الاجتماعية فكلا الجانبين متوفران في المشروع. ويضيف اننا نسعي من خلال هذا المركز الي توفير برامج تدريب سواء للمدربين الذين سيقومون بدورهم بمساهمة المكفوفين او التدريب المباشر ويحصل المتدرب علي شهادة معتمدة من IBM وبالفعل تخرج في المرحلة الأول لبرامج تدريب المركز سبعة متدربين من ذوي الاحتياجات البصرية وأربعة أخرون من أصدقاء الجمعية لكي يقوموا بدورهم تعليم المكفوفين المناهج الأساسية لاستخدام الحاسب الآلي وبعضهم وصل بهم الطموح لطلب دورات برمجة متخصصة ونبحث هذا الطلب. برنامج إبصار وفي سياق مواز لما تقوم به IBM لا يمكن ان ننسي ما تقوم به شركة عربية أخري وهي صخر التي تبنت عبر فريق من المبرمجين المصريين الشباب حلولا خاصة لذوي الإعاقات البصرية من خلال برنامج إبصار والذي حصلت من خلاله علي العديد من الجوائز الدولية وهذا البرنامج عبارة عن قارئ شاشة قوي يحول محتويات الشاشة إلي صوت بشري عالي الجودة ويسمح للمستخدم من ضعاف وفاقدي البصر بالتعامل مع كل برامج الحاسب بالعربية والإنجليزية كأي مستخدم محترف. وهذا البرنامج تعمل به العديد من المدارس المصرية لتوفير برامج تعليمية خاصة لذوي الاحتياجات البصرية واغلب هذه المدارس تنتمي إلي القطاع الخاص ومؤخرا وقعت الشركة اتفاقية مع الإدارة العامة للكمبيوتر التعليمي ووحدة تحسين التعليم بالبنك الدولي بدعم من برنامج تحسين التعليم التابع للبنك الدولي والاتحاد الأوروبي لتزويد عدد من المدارس الحكومية المصرية بعدد 130 نسخة من احدث إصدارات برنامج إبصار وستقوم صخر بتنظيم دورات تدريبية للمدرسين الذين سيقومون بتدريب الطلاب علي استخدام نظام إبصار معوقات مبادرة قومية وعن المعوقات التي تحول دون تبني مبادرة قومية لمساعدة ذوي الاحتياجات البصرية لكي يحصلوا علي برامج وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقول عبدالرحمن عثمان رئيس إدارة التكنولوجيا بالجمعية المصرية لأهالي ذوي الاحتياجات البصرية ان هناك نوعين رئيسين من المعوقات فيما يخص الجانب التكنولوجي أولها تكلفة هذه الحلول التي تتراوح في المتوسط بين 50 ألف جنيه إلي 80 ألفا وهو رقم كبير علي أي معاق بصرياً.