في أذربيجان علي شواطيء بحر قزوين بالقرب من ميناء باكو يمكن للمصطافين بسهولة رؤية أرصفة البترول والغاز العائمة في هذه المنطقة التي كانت ذات يوم مكانا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.. وعلي مسيرة ساعة جنوبا من هذا المكان نجد خط أنابيب البترول الشهير باكو تبليزي شيهان الذي يحمل بترول أذربيجان إلي العالم عبر ميناء شيهان التركي وهو خط أنابيب يتكلف إنشاؤه 3.9 مليار دولار. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن أذربيجان كانت منذ 100 سنة فقط أكبر منتج للبترول في العالم عندما كانت ثورة البترول لاتزال في مهدها الأول.. والاَن بعد 15 سنة من الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي السابق تشهد أذربيجان انتعاشا بتروليا اَخر حيث تعمل علي زيادة إنتاجها من البترول بنسبة 300% ليصبح 1.3 مليون برميل يوميا مع حلول عام 2010 كما ستزيد إنتاجها من الغاز خلال نفس الفترة بنسبة 400% ليصبح 28 مليار متر مكعب سنويا. وتجدر الإشادة إلي أن خط أنابيب باكو تبليزي شيهان قد بدأ بالفعل ضخ بترول أذربيجان إلي العالم في يونية الماضي.. وتتوقع الحكومة الأذربيجانية أن تحصل علي إيرادات من البترول والغاز حجمها 140 مليار دولار خلال العشرين سنة القادمة بمعدل 7 مليارات دولار سنويا.. وهي إيرادات يمكن أن تسهم في محاربة الفقر في بلد فقير تعداده 8 ملايين نسمة وخاض حربا مدمرة مع جارته أرمينيا في بداية التسعينيات من أجل اقليم ناجورنو كارباخ أسفرت عن وجود 800 ألف لاجيء تتكفل الحكومة بإعاشتهم. ومن أجل ضمان الاستفادة العادلة من إيرادات البترول والغاز أنشأت حكومة أذربيجان صندوقا وطنيا عام 1999 تضع فيه جزءا مهما من إيراداتها البترولية ويحتوي الصندوق حاليا علي 1.9 مليار دولار. وعلي الرغم من أن منظمة الشفافية الدولية تعتبر أذربيجان من أكثر دول العالم فسادا واستبدادا فإن حكومتها وقعت علي المبادرة البريطانية لمحاربة الفساد عام 2002 وهي مبادرة تتيح نظاما محاسبيا مستقلا لمراقبة إيرادات الصندوق الوطني سالف الذكر وإن كانت لا تسمح بمراقبة كيفية إنفاق هذه الإيرادات وهي بالتأكيد الثغرة التي تنفذ منها كل مظاهر الفساد!