"يوم الهندسة المصري".. حصاد عام من الإبداع

اكد الدكتور احمد درويش وزير الدولة للتنمية الادارية ان ما حدث هذا العام من اقبال العديد من الشركات والمؤسسات علي رعاية ودعم هذا الحدث يدل علي ان المبادرات الناجحة في مصر امامها ارض واسعة لكي تتسع وتثمر علي الجميع وشدد كذلك علي اهمية دعم روح الابتكار لدي الشباب والاتجاه نحو فكر العمل الحر الذي يفتح مجالات اكثر امام الخريجين.
وفي اشارة الي المبادرة التي سبق واطلقها العام الماضي لربط مشروعات التخرج باحتياجات مشروع الحكومة الالكترونية الذي تشرف عليه وزارة التنمية الادارية اكد د. درويش ان هذه المبادرة مستمرة وهذا العام هناك اكثر من مشروع تم تبنيه ودعمه بجميع الأوجه هذا بالإضافة إلي مسابقة "صنع في مصر" التي تشارك الوزارة في رعايتها.
تبسيط الهندسة
وحذر دكتور جمال مختار الرئيس الفخري ليوم الهندسة ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا النقل البحري من انحسار الأقسام العملية والهندسية علي حساب الأقسام الأدبية التي أصبحت تمثل 80% من طلبة الثانوية العامة وهذا مؤشر خطير يجب دراسة ورصد حلول عملية مدروسة وسريعة لتسهيل العلوم الهندسية وهذا اتجاه عالمي في ظل ظاهرة تعقد علوم الهندسة مما جعل العديد من الجامعات العالمية تتجه نحو تقسيمات هندسية دقيقة مع تقليص عدد السنوات الي أربع سنوات دراسة بدلاً من خمس.
وأشار الي ان منظومة التعليم الهندسية وغيرها من العلوم والمعارف طالها الكثير من التطوير والتحديث في سنوات قليلة تجاوزت عشرات السنوات من التطور والمعرفة البشرية بعد إدخال مفاهيم جديدة للتعلم المستمر والتعلم عن بعد واستخدام الفيديو عن بعد وشبكة الإنترنت حتي بات كل شئ متاحا ومرنا في أي وقت واي مكان وبأي كيفية مع محتوي متنوع غير ملزم.
ومن جانبه ابدي الدكتور عيسي بستاكي رئيس فرع جامعة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات بالإمارات والمشرف علي قطاع التعليم والتكنولوجيا بواحة دبي للسليكون سعادته بفكرة يوم الهندسة المصري واكد ان هذه الفكرة تعمل علي ربط الصناعة بالمجتمع بالجامعة وفق روابط وثيقة عملية يمكن أن يبني عليها العديد من الافكار والمبادرات التي تضمن تعاون مع كل الأطراف.
واضاف ان جمعية مهندسي الكهرباء والالكترونيات بالامارات تسعي للاستفادة من هذه التجربة لكي يتم تنفيذها خاصة انها نموذج متكامل من حيث التنظيم والرعاية والتسويق ويمكن ان تتطبق بصورة اكبر في العديد من الدول العربية وبسؤاله عن امكانية ان تطبق هذه الفكرة علي نطاق اكبر لتكون يوما للهندسة العربية اكد ان هذا الفكر وارد وتم مناقشته بالفعل خلال يوم الهندسة المصري ليضم العام القادم مشروعات عربية ومصرية سعياً للوصول لحدث شامل يحمل شعار يوم الهندسة العربي وصنع في الوطن العربي Made In Arab.
جديد المؤتمر
ويقول دكتور محمود ابو الدهب المشرف علي مجموعة تنظيم شباب جمعية اكثر ما يميز هذا الحدث انه ولد بصورة طبيعة من أصحاب الشأن من شباب الخريجين من خلال مجموعة من الأسئلة عن مشروعات التخرج وسوق العمل وتحدياته ومهما حاولت أن الجامعة أن تعطي لأبنائها خبرة وعلاقات بسوق العمل لن تنجح بصورة كاملة فكان الحل بحدث يجمع جميع أطراف المنظومة من جامعة ومجتمع وصناعة وحكومة.
وأضاف أن تحقيق الفكرة بمثابة دليل قوي علي أن تحقيق الأفكار يحتاج في البداية تصميم و إرادة وهذا ما تحقق مع مجموعة GOLD الذي تقوم بجميع عمليات التحضير والتنظيم والتسويق لهذا الحدث ومع مرور خمسة أعوام بدأت العديد من الجهات الحكومية والخاصة تسعي لدعمهم بعد أن اتضح صدق نواياهم وتأثير هذا اليوم علي صناعة الهندسة في مصر كل عام.
وفيما يخص المشروعات التي اشتركت في يوم الهندسة المصري هذا العام يقول ابوالدهب مع الزيادة الكبيرة كل عام بصورة مطردة يأتي هذا العام اكبر من سابقيه حيث عدد المشروعات 129 مشروعا من اكثر من عشرين من كليات ومعاهد الهندسة والحاسبات والمعلومات والإلكترونيات من مؤسسات حكومية وخاصة وقدم هذه المشروعات حوالي 700 من الخريجين بالاضافة الي ضعف هذا العدد تقريبا من طلبة الهندسة.
زيادة مستمرة
وعن الجديد هذا العام يقول الدكتور سمير شاهين عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة وأحد المشرفين علي يوم الهندسة المصري بالإضافة الي الزيادة في عدد المشروعات والحضور التي اصبحت زيادة مستمرة كل عام فهناك مسابقة صنع في مصر التي توزيع جوائزها الخمسة علي الفائزين بعد تصفيتهم من 19 مشروعا دخلوا المراحل النهائية وهي مسابقة سبق واعلن عنها العام الماضي خلال يوم الهندسة تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزارة التنمية الإدارية جامعة فلوريدا الأمريكية.
ويوضح مسابقة صنع في مصر تعتمد في الاساس علي رصد مشكلات او تحديات حقيقية تواجه الصناعة المصرية ويبدأ طلبة السنوات النهائية في كليات الهندسة المصرية مع المشرفين من الأساتذة في رصد الحلول العملية التي يمكنها ان تدخل حيز التطبيق الفعلي وهذا يتم باشراف مع احد ممثلي الصناعة او بالتعاون المباشرة مع احدي الجهات الصناعية.
وعن الشروط الواجبة توافرها في مسابقة صنع في مصر يقول عبود يجب علي المشروعات المشاركة ان تقدم حلا متكاملا وعمليا لمشكلة صناعية حقيقية يعمل علي الاستغناء عن البديل الاجنبي الذي تقوم الصناعة باستيراده او يمكن ان يكون منتجا مبتكر يضيف ويطور او خدمة بغرض المساهمة في تطوير ودعم استخدام النواحي التكنولوجية والإلكترونية في تنمية المجتمع.
واشار دكتور سمير شاهين الي ان هناك تفكيرا مع بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات والمغرب لنقل تجربة يوم الهندسة المصري اليها مع السعي لتنظيم حدث عربي شامل يجمع كل هذه الافكار.