تقول لينا الجمال وهي لبنانية مقيمة بمصر انه بعد بدء الهجوم علي لبنان من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي لم يجد اللبنانيون المغتربون سوي الانترنت كوسيلة للتواصل مع الاهل والاصدقاء في شمال لبنان لمعرفة اخبارهم لكن لم يستطع المغتربون من اهل الجنوب اللبناني الاطمئنان علي ذويهم بعد ان قصف العدو الصهيوني كل مراكز الاتصالات بقري الجنوب والبقاع بالكامل. ولقد شاهدت من خلال متابعتي لشبكة الانترنت ان هناك العديد من المواقع تهتم بجمع التبرعات للشعب اللبناني وشعرت بالامتنان الشديد لهذا الفعل خاصة وان ذلك سيظهر للعالم هذا التضامن الكبير بين ابناء الشعوب العربية. واضافت ان الشعوب العربية تعاني من الحملات المنظمة لتشويه سمعة الانسان العربي اينما وجد فبرغم كل ما تقوم به اسرائيل من قتل ودمار وانتهاك لحقوق الانسان في لبنان الا اننا نجد العالم يتحدث بلسان اسرائيل معتقدين انها علي علي حق رغم كل شيء وذلك بسبب الاعلام الصهيوني الذي استطاع ان يثبت جدارة فائقة في عمل غسيل لعقول الكثير من الشعوب واعتقد ان هناك تقصيرا ملحوظا من جانب الشعوب العربية خاصة علي الجانب الحكومي فالاعلام العربي لا يتحدث الا مع نفسه مهملا كل وسائل التخاطب مع الآخر. وتقول الدكتورة سلام سميسم المستشارة الاقتصادية بوزارة المرأة العراقية إن الشعب العراقي لم يعرف معني الستالايت او الانترنت الا بعد سقوط النظام العراقي السابق الذي لم يكن يسمح بالانفتاح علي العالم. وبعد سقوط النظام انفتح الباب علي مصراعيه امام الانترنت وانتشر في جميع انحاء البلاد ما يعرف بنوادي الانترنت والتف الشباب حول هذه التكنولوجيا الجديدة بكل كيانهم حتي اصبح الجلوس امام الانترنت الملاذ الامن الوحيد امام العراقيين مما تقوم به قوات التحالف من عدوان مستمر علي المواطنين الابرياء وفرض حظر تجول في الشوارع فاسماعنا لم تعد تلتقط سوي دوي الانفجارات وصراخ الابرياء في كل مكان بالعراق. هدية من الاحتلال واضافت دكتورة سلام ان العراقيين بمختلف فصائلهم يعبرون عما يدور داخلهم من احاسيس حزن والم وغضب بانشاء مواقع كثيرة علي الانترنت تشرح للعالم ما يحدث داخل العراق من ظلم وهوان علي يد الامريكيين والمثير في ذلك ان معظم هذه المواقع انشأت علي يد سيدات عراقيات اتخذن من الانترنت منبرا للدفاع عن العراق. واضافت ان الاحتلال اهدانا التكنولوجيا والانترنت ونحن اتخذنا هذه التكنولوجيا سلاحا للدفاع عن صورة العراق فالاعلام الغربي لم يترك لنا مجالا للدفاع عن انفسنا فلقد رسموا صورا همجية للشعب العراقي وكان لابد لنا من الدفاع عنه. لهذا حرص الكثير من سيدات العراق المثقفات علي كتابة مقالات دورية ضد الاحتلال ولقد لاقت هذه المواقع اقبالا كبيرا من الزوار الذين اصبحوا انصارا للعراق في كل انحاء العالم. ولقد كان للتكنولوجيا دور مهم في اذابة الخلافات بين الشعبين العراقي والكويتي والتي دامت سنوات طوال فلقد أنشأنا موقعا لتدعيم الصداقة بين السيدات العراقيات والكويتيات علي الانترنت واستطاع هذا الموقع ان يعيد ربط اواصر المحبة مع اخواننا واخواتنا في الكويت. وسيلة مبتكرة للمقاومة اما مني رزق مديرة باحدي مؤساسات الخيرية الفلسطينية للصمم والبكم فتقول نحن كجمعية خيرية هدفها الاساسي هو جمع التبرعات للاطفال الذين كتب عليهم ان يحرموا من نعمة السمع والكلام ورعاية السيدات المسنات وبالطبع تحت وطاة الاحتلال نجد الكثير من الصعوبات في جمع التبرعات ففكرت في ان الاعتماد علي الانترنت كوسيلة لجمع الاموال ولاقت هذة الفكرة استحسان الجميع وانشأنا موقعا علي شبكة الانترنت باسم الجمعية ووصلت بالفعل تبرعات من الكثير من دول العالم والحقيقة اننا لا نعتبر هذا الموقع لجمع الاموال فقط بل هو ايضا محاولة منا للوصول الي الاخرين لتوصيل معاناة الشعب الفلسطيني الي العالم. وتضيف ان الشعب الفلسطيني يتفنن في ابتكار وسائل غير تقليدية للمقاومة.. ومن اهم هذة الوسائل انشاء مواقع الانترنت التي تدعم القضية الفلسطينية وتعرف العالم حقيقة ما يدور داخل فلسطين كما ان لدينا مواقع توضح دور المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال علي مدي اعوام طويلة كما ان لدينا مواقع قامت بانشائها جمعيات المرأة الفلسطينية لشهداء المقاومة من الفتيات والنساء حتي تبقي ذكراهم شعلة تضيء لنا الطريق. واشارت مني رزق الي ضرورة بلورة فكرة الوحدة العربية من جديد عن طريق الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تدعيم صورة الانسان العربي الذي يعاني الان من حملات التشنيع المنظمة للتحقير من مكانته. كما تطالب بعمل حملات تنظيمية مكثفة للرد علي هذة الافتراءات والكذب عن طريق انشاء مواقع علي شبكة الانترنت تدافع عن الانسان العربي وتوضح صورته وتدعو الجامعة العربية لاحتضان هذا المشروع ونتمني للموقع ان يحقق هذا الامل وألا يقتصر دوره علي تحسين صورة المرأة المصرية فقط بل يدعم صورة المرأة العربية بصفة عامة من المحيط الي الخليج. وتعلق دكتورة فرخندة حسن الامين العام للمجلس القومي للمراة علي هذه الاقترحات بترحاب كبير معربة عن سعادتها بان فكرة انشاء موقع للمرأة لاقت استحسانا عربيا وتأييدا واضحا. وقالت إننا انشأنا موقعا للمرأة المصرية بالفعل بعنوان ملتقي المرأة ولكننا لن نكتفي بالمرأة المصرية فقط فسوف نسعي في الفترة القادمة لان يصبح هذا الموقع للمراة العربية وسيبث هذا الموقع بعدة لغات حية حتي نتمكن من توصيل صورة المرأة العربية في الخارج باحسن مايمكن. تسويق الحضارة وتقول الدكتورة رندا رزق استاذة الاعلام جامعة القاهرة مستشارة وزير التضامن الاجتماعي ومؤسسة جمعية فتاة الغد ان المرأة استطاعت ان تستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتيسير امور الحياة ولكنها لم تلتفت الي قدرة هذة الاداة علي تحسين صورة المرأة العربية في الخارج خاصة لدي الغرب الذي يري حتي الان ان المرأة العربية مجرد تابع للرجل ليس لديها اي كيان مسلوبة الارادة والحرية ترتدي الحجاب في قهر ولا تري في الحياة سوي طاعة ولي الامر.. واود ان اشير الي وجود يد خفية تشوه وتعبث لاضعاف وهز صورة العرب امام أعين العالم. وتضيف دكتورة رندا علينا ان نستخدم التكنولوجيا للتسويق الاجتماعي للحضارة العربية بجانب التسويق التجاري لتصحيح المفاهيم والانطباعات الخاطئة فالثقافة العربية الجميلة في هذة المرحلة الحاسمة من التاريخ تحتاج الي دعم وابراز لتصحيح صورتها.