أعلنت مصادر حزب الله وكذلك مصادر اسرائيلية ان صواريخ سقطت علي منطقة "عفولة" التي تقع الي الجنوب الشرقي من مدينة حيفا التي سبق وتعرضت لصواريخ حزب الله ووقعت بها خسائر مادية وبشرية جراء ذلك. وكان أمين حزب الله قد أعلن منذ ايام انه مادامت اسرائيل تريد التصعيد فسيدخل الحزب معها في حرب ما بعد حيفا اي انه يقبل بالتصعيد وبالتالي سيخرج من ترسانته اسلحة جديدة. ويعتبر قصف جنوب حيفا تأكيدا علي ان مقاتلي حزب الله يملكون صواريخ ابعد مدي من "الكاتيوشا" وقادرة علي حمل رأس متفجر يحمل كمية اكبر.. وقال الخبراء ان الصاروخ الذي سقط علي "العفولة" ايذانا ببدء مرحلة ما بعد حيفا هو من نوع يبلغ مداه نحو 50 كيلومترا ويحمل رأسا زنته 100كجم من المتفجرات. ومعني التصعيد ان مدة اشتعال المواجهة تتسع ولا يبدو ان هناك مستقبلا قريبا للدعوات الي وقف القتال فورا والعودة الي المعالجة السياسية للموقف. وربما كان هذا التطوير الاخير المبني علي رفض وقف اطلاق النار من جانب اسرائيل قبل تحقيق اهدافها هو الذي دعا الجهات الدولية الي طلب هدنة انسانية لتوصيل المساعدات واخلاء المصابين من جراء المعارك التي تجري في الجنوب وضحايا القصف "المساحي" الذي تقوم به الطائرات الاسرائيلية. وتشيع القيادة العسكرية الاسرائيلية انها تتعمد ادارة الصراع العسكري مع مقاتلي حزب الله بتمهل وانه لا شيء يدعوها الي رفع وتيرة المواجهات وتكبد خسائر اكبر، كما ان اسرائيل لن تدفع بالآلاف من جنودها الي لبنان لان ذلك "سيؤدي بهم الي السير علي الغام حزب الله والوقوع في شركه" - علي حد تعبير المتحدث الإسرائيلي. وما يريد المتحدث الاسرائيلي قوله هو ان اسرائيل لن تفعل ما يريده حزب الله الذي خطط لاستدراج الجنود الاسرائيليين النظاميين الي الجنوب والحاق خسائر فادحة بهم تقلب الرأي العام الاسرائيلي علي حكومته وتؤكد مكانة وقدرة حزب الله وقيادته في الشارع اللبناني بوجه خاص والشارع العربي بوجه عام. كما تحرص اسرائيل في هذه المرحلة علي تفادي التورط في اشتباك مع سوريا دون اعلان سوري واضح بمشاركتها في الحرب قولا او فعلا حتي تتفادي اسرائيل مواجهة سياسية ودبلوماسية عاصفة ضد مصالح حلفائها في الشرق الاوسط. وبات مؤكدا الان ان هذه الحرب الدائرة ليست قصيرة الامد.