فجأة اشتعلت أسعار الدواجن والبيض، بعد ان كف الحديث عن انفلونزا الطيور، والتأكيد الرسمي علي انحسار المرض في فصل الصيف، فقد وصل سعر كيلو الدجاج البلدي في الأسبوع الأول من يوليو لحوالي 16 جنيها والفراخ البيضاء إلي 14 جنيها، أما البيضة البلدي فوصلت الي حوالي جنيه والعادية الي 70 قرشا، وتلك الاسعار مرشحة للزيادة خاصة الشهر القادم ولاسيما في الأماكن الساحلية بسبب شدة الطلب علي الدجاج والبيض من المصطافين. الغريب في الأمر ان اسعار الدواجن والبيض من حوالي شهرين كانت منخفضة جدا، رغم وجود الفراخ الحية "المهربة" والبيض في الاسواق، وذلك لعزوف المستهلك عن تناولهما تأثرا بتوابع مرض انفلونزا الطيور اي ان الدجاج والبيض لم يجدا من يشتريهما "برخص التراب". وفي المقابل كنا نسمع صراخ المربين ومنتجي الدجاج بسبب اغلاق معظم مزارعهم وتعرضهم لخسارة كبيرة وصلت إلي مليارات الجنيهات، بسبب عزوف المصريين عن أكل الدجاج والبيض، رغم أن الحكومة كانت تحفز المستهلكين علي شراء الفراخ "المجمدة" باعتبارها الأفضل صحيا والابتعاد عن "الحية" تجنبا لانتقال المرض، ولكن بسبب عدم الاقبال "النفسي" علي تناول الدجاج المجمد لأن أغلب المستهلكين المصريين لا يستسيغون طعمها، "بارت" الفراخ و"اترطرط" البيض في محال السوبر ماركت وغير أغلب الفرارجية نشاطهم وأصبحوا جزارين وسماكين وحولوا محالهم لبيع اللحوم والأسماك. والغريب ان احدا من المستهلكين لم يتعاطف مع منتجي وتجار وبائعي الدواجن والبيض.. والسبب أنهم يلجأون الي الصراخ والاستعطاف عندما تبور بضاعتهم لأسباب مختلفة، وفجأة لا يعيرون المستهلك اهتماما إذا زالت تلك الأسباب، ويرفعون الأسعار بشكل كبير ودون مبرر.. أي باختصار يحملون الزبائن ولاسيما غير القادرين أسباب الخسارة كلها.. ويدفع "الزبون" الفاتورة كاملة دون أن يتحمل المربي أو التاجر أو البائع شيئا وهذا المنطق يطبق في كل السلع الاستهلاكية لا في الدواجن والبيض فقط، أي أن المواطن وحده يدفع الثمن في النهاية ويتحمل كل الخسارة. وبسبب عدم شعور المنتجين والتجار بهموم المستهلك فانه في المقابل لا تتعاطف الزبائن معهم، بل قد يأتي يوم ويصنع المستهلكون بأنفسهم الأزمات، وذلك عن طريق مقاطعتهم الجماعية للسلع التي يرتفع ثمنها فقط دون مبرر أو أسباب واقعية، وهذا مطلوب كي نضع حدا للمحتكرين والمستغلين والمتاجرين بأقوات الشعب. [email protected]