الذهب يواصل صعوده انتظاراً للقرار الفيدرالي الأمريكي

واصل سعر الذهب ارتفاعه في التعاملات الاوروبية أمس الثلاثاء بالرغم من تراجع الدولار الامريكي مع ترقب المستثمرون في أسواق المعادن النفيسة لاجتماع مجلس الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) لبحث أسعار الفائدة غداً الخميس.
وصعد سعر الذهب الي 589.75-590.75 دولار للاوقية (الاونصة) بالمقارنة مع 584.60-585.60 دولار في أواخر المعاملات في نيويورك يوم الاثنين.
ومن المتوقع ان يتراوح الذهب في نطاق بين 570 و595 دولارا للاوقية.
وكانت التعاملات الاجلة للذهب قد انهت تعاملات الجمعة علي ارتفاع ليصل اجمالي مكاسبها خلال الاسبوع الماضي الي 1.1 % بعد ان تجاهل المستثمرون صعود الدولار ملتفتين الي مستقبل الذهب علي المدي الطويل كملاذ آمن ضد التضخم و الازمات السياسية .
و بعد التراجع الذي سجله معظم الجلسة نجح الذهب الآجل لتسليم اغسطس في اضافة 2.60 دولار قبل فترة قصيرة من انتهاء التعاملات ليغلق عند 588 دولار للاوقية في بورصة نيويورك . و كانت نفس العقود قد اغلقت عند 581.70 دولار الاسبوع السابق.
و كان المعدن الثمين قد تدني الي 574.5 دولار خلال التعاملات بسبب ارتفاع العملة الامريكية التي قفزت الي اعلي مستوياتها في شهرين مقابل اليورو و الين يوم الجمعة وسط التوقعات بقيام الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي الامريكي ) برفع الفائدة خلال اجتماعه في نهاية الاسبوع الحالي لتكون المرة السابعة عشر علي التوالي التي يرفع فيها المجلس الفائدة لتصل الي 5.25 % .
و في تعليق له قال جيمس موور الخبير لدي " بوليون ديسك كوم " ان اداء الذهب في الايام القليلة الماضية سيتأثر مباشرة بتحركات الدولار قبيل اجتماع المشرعين الفيدراليين . و توقع موور ان تتراوح حركة المعدن بين 550 و 600 دولار في الوقت الحالي لكنه اشار الي ان التطورات التي تطرأ علي النزاع الامريكي مع كل من ايران و كوريا الشمالية بشأن طموحاتهما النووية من شأنها احداث طفرة في اتجاه الاسعار .
و كانت انباء قد ترددت في مطلع الاسبوع الماضي حول قيام كوريا الشمالية بالاعداد لاختبار اطلاق احد الصواريخ في الوقت الذي قالت فيه ايران انها سترد علي سلسلة الحوافز التي قدمتها اليها الامم المتحدة لثنيها عن المضي قدما في برنامجها النووي في منتصف اغسطس متجاهلة مطالبة الولايات المتحدة برد اسرع .
معادن اخري
و شهدت بقية المعادن اداء متفاوتا لتضيف الفضة 7.50 سنت مرتفعة الي 19.285 دولار للاوقية فيما صعد النحاس ب 10.50 سنت الي 3.2405 دولار . علي الجانب الآخر فقدت اسعار البلاتين 9.20 دولار لتنخفض الي 1166.9 دولار للاوقية في آخر التعاملات . كما انخفض البلاديوم ب 4.10 دولار الي 309.80 دولار للاوقية .
و عاد الانتعاش النسبي الي اسواق المعادن بعد ان اوصي محللي " دوتشي بانك " المستثمرين بزيادة حوزتهم من الذهب و الفضة لعي المدي الطويل الا انهم ابقوا علي حذرهم من مستقبل المعدنين علي المدي القصير . و اشاروا الي ان البيانات الايجابية الاخيرة حول معدل التدفق النقدي في الولايات المتحدة سوف تعطي دفعة قوية للدولار مما سيعيد الانتباه اليه خلال الصيف لتتباطيء اسعار المعادن . لكن التوقعات طويلة المدي تظل في صالح الذهب لانه الاستثمار الاكثر امنا في مواجهة صدمات التضخم و تقلب اوضاع اسواق الاسهم في العام المقبل .
و في نفس السياق قال خبراء فرع مجموعة " سيتي جروب " في سيدني ان عناصر العرض و الطلب تقف في مصلحة الذهب حيث يتوقع عدم تجاوز انتاج المعدن النفيس باكثر من 2 % هذا العام في الوقت الذي ينتظر ان يعاود الطلب صعوده بقوة ليتعافي من تباطؤه الاخير الذي تأثر سلبا بارتفاع الاسعار . و سيساعد علي عودة نمو الطلب نفاذ مخزون صانعي المجوهرات مما سيضطرها الي الشراء حتي في ظل التهاب الاسعار .
و توقعت ايضا مؤسسة " سي آي بي سي وورلد جروب " ان يستمر تقلب اسعار المعادن . و قالت " مع استبعاد حدوث انكماش ملموس للاقتصاد العالمي فاننا نري مخاطرة ضئيلة للغاية بشان تراجع اسعار المعادن لكننا نتوقع انخفاض تدريجي من المستويات الحالية " . و عدلت المؤسسة توقعاتها لسعر الذهب من في 2006 من 675 دولار الي 580 دولار للاوقية بينما لم تتغير تقديراتها للفضة من 12 دولار للاوقية .
صناديق
يشار الي ان الاقبال الهائل علي الذهب في الاعوام الاخيرة جاء بدعم من تأسيس صناديق تداول الذهب التي اصبحت اداة استثمارية فعالة نظرا لعائدها المميز . ففي السابق كان المستثمرون يبحثون عن اوعية استثمارية اكثر امانا لحماية اموالهم لكنهم لم يكونوا يفكروا في الذهب نظرا لصعوبة تخزينه في صورته المادية . الا انه منذ انشاء تلك الصناديق دخل الذهب سوق الاستثمار العالمي الذي يقدر باكثر من 60 تريليون دولار من اوسع ابوابه مكتسبا مكانة خاصة علي قائمة الادوات الاستثمارية المربحة و المتفوقة علي غيرها بعنصر الامان .
و مماعزز تفضيل المستثمرين في الآونة الاخيرة التقلب الذي بدات تشهده اسواق الاسهم التس كانت احد اقوي مصادر العائدات الاستثمارية طوال العامين الماضيين . فعلي سبيل المثال قفز المؤشر الصناعي الامريكي داو جونز الي اعلي مستوياته في ستة اعوام في العاشر من مايو قبل ان يفقد 8 % من قيمته في الفترة من 10 مايو حتي 13 يونيو متخليا مؤخرا عن المكاسب التي حققها في 2006 .
المخزون
و علي صعيد المخزون لم يتغير مخزون الذهب عن 8.03 مليون اونصة حتي نهاية الخميس بينما ارتفع مخزون الفضة ب 22815 اونصة الي 104.6 مليون اونصة و تراجع مخزون النحاس ب 64 طن الي 7417 طن ، وفقا لاحصائيات بورصة نايمكس .