بسلسلة جديدة تلائم عصر الإنترنت

"نوكيا" تغزو أسواق جديدة

لاشك أن تحول نوكيا من شركة فنلندية متعددة الأنشطة لتصبح أكبر شركة عالمية لصناعة أجهزة التليفون المحمول هو درس مهم في قيمة التخصص.. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن نوكيا كانت شركة غير منتظمة الملامح تصنع كل شيء من إطارات السيارات إلي ورق التواليت إلي أجهزة التليفزيون ولكنها تحولت لتركز علي أجهزة التليفون المحمول خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي بناء علي رؤية مستقبلية ثاقبة كان صاحبها هو جورما أولليلا الرئيس التنفيذي لنوكيا في ذلك الحين.
وفي ظل قيادة أولليلا التي استمرت حتي مطلع يونية الحالي تفوقت نوكيا علي منافستها الأمريكية موتورولا لتصبح أكبر شركة في العالم لصناعة التليفون المحمول ولتبقي في هذا المركز عن جدارة منذ ذلك الحين.. ومن المقرر أن يتقاعد أولليلا في أول يونية ليسلم لخليفته أولليبيكا كوللاسوفيو المهمة الصعبة لقيادة نوكيا نحو دخول أسواق جديدة في وقت تتلاشي فيه الفوارق بين أجهزة التليفون المحمول وغيره من أجهزة الكترونيات المستهلك.
وكوللاسوفيو ليس جديدا علي نوكيا بل هو من النخبة الصغيرة التي تقود هذه الشركة العملاقة منذ تسعينيات القرن الماضي وهو بالتأكيد سيرث شركة ذات أوضاع ممتازة.. فقد عادت نوكيا إلي الانطلاق من جديد بعد التعثر المؤقت الذي ألم بها في عام 2004 وخفض نصيبها من السوق العالمي إلي أقل من 30% لأول مرة منذ سنوات طويلة.. فرغم أن نوكيا رائدة في مجال التصميم فإنها لم تستفد من الشعبية الطاغية للأجهزة المصممة علي شكل قوقعة أو محارة.. ومع ذلك فقد قاتل أولليلا حتي أقال نوكيا من عثرتها عن طريق خفض الأسعار وتطوير التصميمات وأصبح نصيب نوكيا من السوق حاليا 35% علي مستوي العالم.
وتبدو الروح المعنوية داخل الشركة مرتفعة لأن جودة الأداء المالي لنوكيا تنعكس علي مكافاَت العاملين.. ويقول كوللاسوفيو إن أوضاع نوكيا تمكننا من التركيز علي ما يجب أن نفعله في المستقبل.. ويعتقد الرجل أن نوكيا عليها أن تنظر نظرة أوسع إلي سوق أجهزة التليفون المحمول.. وعلي سبيل المثال فإن ظهور الكاميرا فون يعني أن نوكيا صارت تبيع كاميرات أكثر من أي شركة أخري في العالم.. كذلك فإن الأجهزة المتقدمة صارت تحتوي عادة علي موسيقي وتسجيل فيديو وكمبيوتر صغير وإمكانية لإرسال البريد الالكتروني وتلقيه.
ورغم أن كوللاسوفيو لا يذكر أسماء فإن قصده واضح فهو لا يقارن نوكيا بالشركات المنافسة مثل موتورولا وسامسونج وإنما صار يعتبر منافسيه هم أبل كمبيوتر وسوني وكانون وغيرها من شركات صناعة الكترونيات المستهلك.. ومع التقارب الحادث بين الانترنت ومحتوي الميديا فإن نوكيا الاَن علي حد قوله تتنافس مع نوعيات متعددة من الشركات.