الخسارة في البورصة طبيعية لانها لا تأخذ اتجاها صعوديا مستمراً.. وكما يقال: تصعد وتهبط.. فاليوم ربح وغدا خسارة! اما الخسارة الحقيقية في الانعكاسات السلبية التي تترتب علي الانخفاضات المؤلمة لاسعار الاسهم علي النفوس وعلي حياة المتعاملين، فلم تكن خسارتهم طبيعية بقدر مالم يكن الهبوط طبيعيا حيث تكبد المتعاملون من صغار المستثمرين خسائر تصل الي 70% من رؤوس اموالهم العاملة في البورصة. واذا كان بعض المتعاملين في بورصات الخليج تدهورت احوالهم الي حد محاولات الانتحار.. الا انهم هنا في مصر اكتفوا بحالات الجنون.. الاكتئاب. والاصابة بأمراض الازمات مثل السكر.. الضغط وتدهورت احوال بعضهم الي درجة بيع مساكنهم.. وذهب النساء. "الاسبوعي" اقترب من المصابين بأمراض البورصة في تجمعاتهم حول شركات السمسرة والمقاهي التي انتشرت حول مقر البورصة التي احتشد عليها المئات ينعون حظهم.. يكلمون انفسهم، وفيما يلي حصيلة هذه الجولة. المشهد داخل شركات السمسرة مؤلم للغاية، فالنظرات شاردة، والوجوه يكسوها الحزن والاسي، والصمت يعلو الشفاه، وشعاع الامل يداعب بعضهم علي امل انفراجة تعيد اليهم اموالهم. خالد محمود نجل احد المتعاملين يقول والدموع تنهمر من عينيه: لقد كادت الخسائر تودي بحياة والدي، بعدما اصيب بأزمة قلبية، اقعدته فراش المرض، موضحاً ان مكافأة المعاش التي حصل عليها بعد احالته للتقاعد من الشركة التي يعمل بها، والتي وصلت الي 200 الف جنيه اشتري بها اسهما في البورصة، علي امل الربح منها، ولكنه وقع ضحية خسائر تجاوزت ال 180 الف جنيه، مما ادي الي اصابته بأزمة قلبية. أحلام ضائعة شادي محمود يقول: اصبت بصدمة عصبية، وزاد توتري داخل البيت وانعكس ذلك علي علاقتي مع ابنائي وزوجتي فقد كدت افقأ عين احد ابنائي بسبب غضبي وتوتري ووصل الامر إلي انني عدت الي البيت في احد الايام بعد خسارتي اكثر من 70% من مالي وتحويشة عمري التي تجاوزت ال 200 الف جنيه وتشاجرت مع زوجتي، وتطور الامر حتي كاد يصل للطلاق بعد فشلي في علاقتي الخاصة. احمد سلامة شاب في مقتبل العمر.. اصيب بالتوتر بسبب الهزات العنيفة لاسهم البورصة التي جعلته غير سليم نفسيا بعد ان تمكن منه الاحباط، وانعكس ذلك علي علاقته بخطيبته، وتسبب حظه العاثر في البورصة الي تأجيل الزفاف لمدة عامين بعد ان فقد 60% من رأسمالها. إيناس إبراهيم.. سيدة احيلت الي المعاش منذ اشهر، ودفعها الطمع حسب تعبيرها في تحقيق الثراء السريع الي دخول البورصة الا ان الرياح لم تأت بما تشتهيه لتفقد 50% من رأسمالها، ولم تقتصر الخسارة علي حد قولها مالياً فقط، وانما تسببت في تأجيل زفاف ابنتها بعد ان تعذر تجهيزها. احلام محمد قالت: اضطررت بعد الضربات المتلاحقة للاسهم بالبورصة الي الغاء اجازة المصيف المقرر هذا العام، وحرمان ابنائي من متطلباتهم بعد افتقادي لاكثر من 50% من رأسمالي. مقاهي الضحايا ولم تختلف كثيراً الصورة علي المقاهي المنتشرة حول شركات السمسرة ومبني ادارة البورصة والذي يتردد عليه المئات من المتعاملين، فالانفعالات وحالات الاحباط والاكتئاب عبر عنها المتعاملون من خلال الفضفضة وتدخين الشيشة بشراهة في صورة تعبر عن مدي التوتر والعصبية التي يعيشونها.. وهكذا كانت التفاصيل: *محمد سعيد ينعي حظه ويكلم نفسه: لقد فقدت كل مدخراتي انا واشقائي البالغة 300 الف جنيه التي دبرناها بعد بيع مصوغات زوجاتنا والسيارة التي توفر لنا متطلبات المعيشة وتسبب ذلك في الشجار والنزاعات مع اشقائي حتي وصل الامر الي الخصام بسبب فقدان اكثر من 80% من رأس المال في البورصة. *ابراهيم سلامة.. حاله لا يختلف كثيرا.. فقد فقد تحويشة عمره ورأسماله الذي يتجاوز ال100 الف جنيه وبعدما كان يسعي الي استبدال شقة باحدي المناطق العشوائية باخري في الاماكن الراقية اضطر الي بيعها لتوفير نفقات اسرته بعد خسارته 60% من رأسماله. *هشام محمود عبر عن صدمته قائلا: لم اعد اتحمل نفسي واسيطر علي اعصابي فبعد عودتي الي البيت وبصفة دائمة افقد اعصابي واقوم بضرب ابنائي بدون سبب حتي وصل الامر الي تحطيم التليفزيون وساعة يدي الذهبية التي يصل ثمنها الي 4 الاف جنيه بعد ان فقدت 60% من رأسمالي الذي يتجاوز ال 450 الف جنيه خلال ايام قليلة. *صلاح الشيخ يشير الي ان توتره ينتقل الي البيت وهو امر طبيعي بعد ان فقد 50% من قيمة رأسماله البالغ 350 الف جنيه خلال ساعات قليلة وليس اياما.