رغم ان مخ الكمبيوتر المسمي الميكروبروسيسور يقاس عرضه بجزء من البليون من المتر وتقاس سرعته بجزء من البليون من الثانية فإن الشركات المنتجة لهذه المشغلات متناهية الصغر "ميكروبروسيسورز" تحتاج الي سنوات لمراجعة وتغيير استراتيجياتها عند اللزوم. ومنذ عام 2003 تعاني شركة انتل في حين ان منافستها الاصغر منها بكثير أوفانسيد ميكرو ديفايسيز (AMD) تسير من حسن الي احسن حيث اصبحت شرائح (AMD) الكمبيوترية تنافس شرائح انتل في مختلف الاسواق. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان الشهور الستة القادمة سوف تثبت ما اذا كانت انتل قادرة علي اعادة تأكيد سيطرتها في سوق الشرائح الكمبيوترية ام ان الزمام قد افلت منها.. فالشركة المنافسة (AMD) تعتزم ان تطرح في الاسواق شرائح كمبيوترية جديدة في وقت لاحق من هذا العام لكل من اجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية والخادمات الكبيرة وليس معروفا حتي الان هل ستصمد شرائح انتل في هذه المعركة ام لا؟! وسوف تكون معضلة حقيقية اذا جاءت شرائح (AMD) الجديدة اكثر تطورا وبدون مشكلات في الكميات المطروحة للبيع. ومن المعروف ان شرائح (AMD) كانت في السنوات الاخيرة هي الشرائح الاسرع والاقل استهلاكا للطاقة والاقل سخونة، كما كانت الارخص سعرًِا ولذلك كانت انتل تعاني وطأة المنافسة حيث هبطت ارباحها كما يتوقع أن تهبط ايراداتها بنسبة 3% هذا العام.. وتقول شركة الابحاث جارتنر ان نصيب انتل من السوق قد هبط في كل انواع الشرائح الكمبيوترية، وما زاد الطين بلة ان شركة ديل اكبر صانع للكمبيوتر الشخصي قررت اخيرا ان تغير استراتيجيتها وان تستخدم شرائح (AMD) في بعض منتجاتها وهذه ضربة اخري لاشك فيها لشركة انتل التي هبط سعر سهمها بنسبة الثلث خلال العام الاخير. وفي مواجهة هذه التحديات اعلنت انتل علي لسان رئيسها التنفيذي الجديد باول اوتليني في شهر ابريل الماضي خطة لخفض التكاليف بمقدار مليار دولار هذا العام مع اعادة هيكلة نشاطها للتأقلم مع المنافسة الزاحفة عليها ومنذ تولي اوتليني قيادة انتل في مايو من العام الماضي وضعت الشركة التسويق وليس التكنولوجيا علي رأس اولوياتها خصوصا ان أوتليني قادم من ادارة المبيعات وليس مهندسا كما كانت العادة في رؤساء انتل السابقين وقد انشغلت انتل في الاشهر الماضية بتغيير شعارها والبحث عن اسماء رنانة للشرائح الكمبيوترية التي تبيعها في مختلف الاسواق فاطلقت علي شرائح الكمبيوتر المحمول اسم سنترينو وعلي شرائح الاجهزة المكتبية الخاصة بالشركات اسم فيبرو.. وهكذا. وعلي أية حال، فان مشكلة انتل هي ان الشركات تستغرق سنوات طويلة لكي تغير استراتيجياتها خاصة في مجال شرائح الكمبيوتر. وعموما يقول ايريك كيم مدير التسويق ان انتل تأمل ان تسترد نصيبها من السوق بمجرد توافر منتجاتها الجديدة من الشرائح بكميات كافية امام المشترين وقد بدأت انتل تطرح بالفعل شرائح عرضها 65 نانوميتر (النانوميتر جزء من البليون من المتر) مقابل شرائح (AMD) البالغ عرضها 90 نانوميتر وهي تخطط لانتاج شرائح لا يتجاوز عرضها ال 45 نانوميتر في عام 2008 والشرائح الاصغر كما هو معروف تكون هي الاسرع والاقل استهلاكا للطاقة والاعلي في هوامش الربح وهذا هو الاهم. وفوق ذلك، فقد تعلمت انتل من (AMD) ان تبيع شرائحها مصنفة حسب كفاءة توفيرها للطاقة وهذا امر له اهمية لان مراكز الكمبيوتر الضخمة لدي الشركات ومواقع الانترنت تحتاج كميات هائلة من الكهرباء ولاشك ان خفض استهلاك الشريحة بمقدار وات واحد يوفر الكثير لتلك الشركات. ولا احد يعرف هل ستتمكن (AMD) من ملاحقة هذا التطور التقني المهم الذي ادخلته انتل علي شرائحها ام لا؟! يقول هيكتور رويز رئيس شركة (AMD) ان مهندسي شركته قد برهنوا دائما علي قوة خبراتهم.. ويؤكد ان شرائح (AMD) ستظل منافسا قويا لشرائح انتل في مجال الكمبيوتر الشخصي علي الاقل ويؤكد الرجل لمجلة "الايكونوميست" انهم ايضا يعملون من اجل توسيع هذه المنافسة الي انواع اخري من الشرائح في السنوات القادمة.