الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب مسئول عن 96% من الشعب المصري يمثلون أمل مصر في المستقبل، وثروتها الحقيقية. قامت "الأسبوعي" بإجراء حوار شامل معه حول أوضاع وقضايا الشباب. أكد د. خربوش أن المجلس لديه العديد من البرامج والمشروعات لخدمة الشباب في كل المجالات، يأتي علي رأسها إنشاء مجتمعات شبابية متكاملة فضلاً عن إنشاء مكاتب لخدمتهم سيبدأ العمل في أولها خلال شهر يوليو القادم. كما تناول الحوار رؤاه حول أسباب العنف والتطرف بين الشباب التي حصر السبب الرئيسي فيها في "العولمة" ومظاهرها، وأكد ان نماذج الشباب المعتدل في مصر واسعة ومتعددة، بالإضافة إلي قضايا المشاركة في الحياة السياسية وأسباب عزوف الشباب عنها. * بداية نريد التعرف علي فلسفة تقسيم وزارة الشباب إلي مجلس قومي للشباب وآخر للرياضة وهل كان هذا الفصل ضرورياً ولماذا؟ ** اعتقد ان هذا الفصل كان ضروريا في هذا التوقيت فالدولة من قبل كانت تتعامل مع الرياضة والشباب باعتبارهما خدمة أما الآن فهناك تحول في التعامل مع الرياضة في كل دول العالم حيث أصبحت استثماراً يعتمد بالأساس علي مساهمة القطاع الخاص، ولذلك كانت الحاجة إلي مجلس قومي مستقل للرياضة، كما ان القرار الجمهوري المنشئ للمجلس القومي للشباب يتيح لنا مرونة أكبر في التعامل لم تكن موجودة في ظل وزارة الشباب، ومنها علي سبيل المثال الحق في قبول الهبات والتبرعات واستثمار ما لدي المجلس من منشآت أو تقديم خدمات للغير نظير مقابل مادي، وإمكانية استثمار مواردنا بعد أن كان الفائض يحول إلي وزارة المالية. * من وجهة نظرك.. ما هي أهم قضايا الشباب في الوقت الحالي؟ ** توفير فرص العمل علي رأس القضايا التي تهم الشباب باختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية وهي مشكلة تحتاج لتضافر كل الجهود، ومع ذلك فإن المجلس القومي للشباب معني بها باعتباره معنياً بكل قضايا الشباب. أما القضية الأخري فهي زيادة المشاركة السياسية، وعموما فالمجلس القومي للشباب معني بالشاب اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسياً وداخل كل هذه المجالات يوجد عدد من البرامج والأنشطة التي تهدف لتفعيل دور الشباب في جميع المجالات. المشاركة الشبابية * وهل أنت راض عن المشاركة الشبابية في العملية السياسية وخاصة في صنع القرارات وخاصة انهم الفئة الأكثر تأثراً بالخطط المستقبلية؟ ** بصراحة لا.. لست راضيا عن نسب المشاركة السياسية للشباب ويرجع ذلك إلي أن مؤسسات التنشئة وهي الأسرة والمدرسة والجامعة ودور العبادة ووسائل الاعلام والاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني كلها مقصرة في دورها في حث الشباب نحو مزيد من المشاركة وفي الدول المتقدمة يكون لهذه المؤسسات الدور الأكبر في غرس قيم المشاركة لدي الشباب. ومع ذلك فإن المجلس القومي للشباب وضع برامج للتعليم المدني في ستة مراكز علي مستوي الجمهورية وخلال السنوات الأربع القادمة اطمح ان يكون لدينا ستة وعشرون مركزاً للتعليم المدني واعداد القيادات الشبابية وكذلك نطالب بمزيد من اتاحة الفرص للشباب في القانون الانتخابي الجديد وخاصة تخفيض سن الترشيح لمجلس الشعب إلي 25 سنة بدلا من 30 حاليا وبالمناسبة انا سعيد ان مجلس الشعب الحالي به تمثيل للشباب اعلي من المجالس السابقة. * بصفتك مسئولاً عن الشباب كيف تقيم عمل الاحزاب السياسية في استقطاب الشباب للعمل السياسي بما فيها الحزب الوطني بعيدا عن كونك عضواً في لجنة الشباب به؟ ** أعترف ان قدرة الاحزاب في مصر بما فيها الحزب الوطني علي جذب الشباب للمشاركة السياسية ليست بالفاعلية التي تتمناها ونحن في الحزب الوطني نعرف ذلك جيدا. * وإلي ماذا ترجع عدم الاهتمام الكافي بالشباب من قبل الأحزاب؟ ** لاننا تعودنا علي الاعتماد علي كبار السن ومع ذلك أرصد وجود تحول في الحزب الوطني منذ عام 2002 حتي الآن نحو تمثيل افضل للشباب واعني بذلك ليس زيادة عدد الشباب في الأمانة العامة ولكن زيادة مشاركة الشباب العادي في عضوية أي حزب من الأحزاب. * بصراحة لماذا لا يتجه الشباب المهتمون حقيقة بالعمل السياسي نحو الحزب الوطني والذي يتجه إليه الشباب الساعي لمغازلة السلطة؟ ** هذا يرجع لطبيعة مرحلة الشباب والذين عادة ما يميلون للتغيير الجذري والثورة علي الواقع وبذلك تكون الاحزاب المعارضة أكثر جاذبية لهم من الحزب الحكومي الذي يتبني فكرة التغيير الهادئ المتدرج والذي يناسب مرحلة النضج. ولذلك نجد عدداً من المعارضين في مرحلة الشباب ينضمون للحزب الحاكم بعد نضوجهم. الشباب والتطرف * هل تلاحظ معنا ان الشباب أصبح يميل للتطرف.. وأين نموذج الشباب المصري المعتدل؟ ** أؤكد إن حرية تداول المعلومات أتاحت اختراق الشباب وبث دعاوي التطرف سواء الأصولي أو التغريبي بينهم ومع ذلك أؤكد ان هؤلاء الذين تتحدثين عنهم قلة من الشباب المصري وإذا توجهنا خارج العواصم في القري والاقاليم سنجد الشباب المصري المعتدل في أروع صورة. * وبماذا تعني وجود حالة من ضعف الانتماء وعدم التمسك بالهوية لدي الشباب المصري؟ ** هذا غير صحيح.. فالشعور بالانتماء موجود لدي الشباب المصري وعندما تأتي مناسبة قومية يظهر هذا الانتماء وما حدث في كأس الأمم الافريقية من احتشاد للشباب اكبر دليل علي انه فقط ينتظر المناسبة ليظهر انتماءه. * قضية الإرهاب وقضية الاحتقان الطائفي تقومان علي الشباب- لماذا أصبح شبابنا ميالا للعنف أكثر من أي وقت سابق؟ ** العولمة أولا وأخيرا- فالإمكانات لفعل أي شيء أصبحت متوافرة عبر الانترنت ولننظر إلي انتشار ألعاب غريبة تسمي ألعاب الموت بين الشباب كل هذه توابع العولمة وانتقال الافكار وعلينا ان نحاول زيادة الشريحة المعتدلة بين الشباب وان نعرف كيف نتعامل مع الأقلية المتطرفة وفيما يتعلق بمسألة الاحتقان بين المسلمين والاقباط فان المجلس القومي للشباب يحرص علي ان يجمع الشباب المسلم والمسيحي معا في أي نشاط او برنامج أو معسكر ونتعاون مع جميع الهيئات الشبابية المسلمة والمسيحية. ولا توجد خطوط حمراء في التحدث مع الشباب بل ان الصراحة هي أهم ما نركز عليه لكسب ثقة الشباب الذي يشتكي عادة من عدم استماع الكبار لمشكلاته. مشروعات للشباب * هل يمكن أن يصبح المجلس القومي للشباب جهة يتوجه إليها الشاب لمساعدته في جميع المجالات الخاصة بحياته من عمل وسكن وتدريب وغيرها؟ ** هذا ما نفكر فيه بالفعل حيث سننشئ ما يسمي بمكتب خدمات الشباب في جميع المحافظات وهذا المكتب سيكون به شاب وفتاة مدربين علي الاجابة علي كل أسئلة الشباب حول التعامل مع التجديد أو التقدم لإسكان الشباب أو التقديم في الجامعات أو حتي الحصول علي تأشيرة لدولة أوروبية وبالنسبة هذه التجربة فهي معمول بها في بعض الدول الأوروبية والعربية أيضا ونتمني أن تظهر هذه المكاتب في شهر يوليو القادم وسنبدأها بالعواصم والأقسام الإدارية ثم نوسعها في جميع أرجاء مصر. * وهل هناك دور مباشر للمجلس في ايجاد فرص العمل باعتبارها أهم قضايا الشباب؟ ** لسنا جهة توظيف مباشر ولكننا نسهم في حل مشكلة البطالة من خلال رفع مستوي مهارات الشباب ليكونوا أكثر قدرة علي المنافسة في سوق العمل ونركز علي تقديم دورات للغات الأجنبية والحاسب الآلي، وأدخلنا أيضا برامج مجانية أو شبه مجانية لدراسات الجدوي. وكذلك نتعاون مع الصندوق الاجتماعي الذي سيحدد لنا المهن التي بها عجز وبناء علي ذلك نبدأ في بعض مراكز الشباب التدريب الذي يجعلهم مؤهلين لذلك وكذلك وبالتعاون مع الصندوق الاجتماعي نقدم دعماً للشباب المتعثر لظروف خارجة عن إرادته. ومن ناحية أخري نوفر حوالي مائة ألف فرصة عمل مؤقتة للشباب في محو الأمية ولدينا فرص عمل لثلاثة آلاف شاب وفتاة للعمل في مراكز الشباب بمكافأة وإن كانت رمزية. * هل فكرتم في مشروع قومي طموح يوفر فرص عمل طموحة للشباب؟ ** نعم لدينا فكرة لإقامة مجتمعات شبابية متكاملة وعرضناها علي الرئيس مبارك ورحب بها وهي تهدف لاختيار موقع أو اثنين لإقامة مجتمع شبابي يتم اختيارهما من ستة أماكن في سيناء وكفر الشيخ والفيوم وأسوان وأسيوط والوادي الجديد وهي الاماكن المتوافر بها أراض صالحة للزراعة وسنوفر للشباب جميع التسهيلات الممكنة بشرط أن يقيم في هذا المجتمع الجديد الذي سيجد فيه ستة أفدنة ومسكناً ووسيلة مواصلات دائمة لأقرب مدينة والتحدي أن ينجح نموذج لهذا المجتمع الشبابي حتي يمكن تعميم التجربة التي ستضيف للناتج القومي وستوفر للشباب عملاً مربحاً. * ما أكثر ما يقلقك علي الشباب المصري؟ ** أن تقدم لهم مؤسسات التنشئة قيماً متضاربة بمعني أن تطالبهم المدرسة بالمشاركة المجتمعية في حين تحذرهم الاسرة من هذه المشاركة وتحضهم علي الانغلاق واللامبالاة وهذا يخرج شباباً مضطرباً لا يعرف طريقه. * هل تتفق معنا في أن الفساد والواسطة أحبطت الشباب وساعدت علي انعزالهم عن المشاركة المجتمعية؟ ** اعطوا الأمل للشباب ولا تغذوا لديهم التواكل فأنا من أسرة متوسطة واستطعت بجهدي أن أحقق تفوقا ألحقني بكلية مرموقة تفوقت فيها وعينت بها. * ولكن الآن القيم اختلفت فلم يعد التفوق وحده سبيلا للنجاح لعلك تذكر قصة عبدالحميد شتا الذي انتحر لعدم حصوله علي حقه في التعيين في الخارجية؟ ** لقدكنت أعرف هذا الشاب ولكني لم أعرف ملابسات انتحاره ولكني أؤكد أن الوظائف المرموقة والتعيين في الجامعة له لوائح محددة لا يمكن التلاعب بها ويجب أن نذكر الشباب بأن مجدي يعقوب وأحمد زويل بل ولاعبي الكرة المشاهير لم تصنعهم الواسطة بل الاجتهاد فقط.