أكد مستثمرو ومسئولو السياحة أن المصداقية والشفافية في اعلان الحقائق كاملة عن الحركة السياحية الوافدة لمصر عقب حادثي دهب والجورة بسيناء وكذلك الحجوزات المستقبلية لن يؤثر مطلقا علي السائح الأجنبي ودفعه الي اختيار مقصد سياحي آخر بديلا عن مصر، خاصة أن السائح يدرك جيدا ان قضية الإرهاب لم تعد محلية وإنما يمكن ان تقع مثل هذه الحوادث في أي دولة سياحية وأنه يريد فقط أن يلمس مدي جدية الدولة في مواجهة الإرهاب. وأوضح المستثمرون أن الدولة حتي اذا تصرفت بعدم شفافية واخفاء الحقيقة فان السائح والوكلاء قادرون علي الحصول علي المعلومات الصحيحة، واضافوا أن المنافسة علي السوق السياحي اصبحت شرسة بسبب العوائد الكبيرة التي تحققها الدول من السياحة وأن مصداقية الاعلام في كشف الحقائق مهمة خاصة أننا في عصر اصبح العالم كله فيه قرية صغيرة ولم يعد بمقدور احد التغطية علي الأحداث التي تقع داخله. ومن جانب آخر، تباينت آراء المستثمرين من أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية المختلفة حول تداعيات الحادث الأخير علي الحركة السياحية سواء بالغاء أو استكمال الحجوزات الحالية أو إرجاء الحجوزات المستقبلية.. ففي حين يري البعض أن الصورة مازالت وردية علي الرغم من تأثير الحادث في الحركة الوافدة، يراها الاَخرون قاتمة تماما. ومن جانبه، أكد زهير جرانة وزير السياحة أمام لجنة الثقافة والسياحة بمجلس الشعب ان الاحداث الأخيرة التي وقعت في دهب والجورة بسيناء لن يكون لها تأثير علي المدي البعيد، موضحا أن السياحة ستعود الي سابق عهدها رغم ما شهدته المناطق السياحية من الغاء للعديد من الحجوزات بعد الأحداث الإرهابية. وأشار الي ان عدد الليالي السياحية التي الغيت 37 الفا و635 ليلة من اجمالي 3319 غرفة علي مستوي الجمهورية. وعلي الرغم من أن الوزير أعلن الحقائق أمام مجلس الشعب فإنه قال إن تأثير النشر علي الأحداث الإرهابية كان سلبيا علي السياحة في مصر. وطالب جرانة بأن نتوجه نحو المستقبل بدلا من التركيز علي أحداث تؤلم أسر الضحايا وتساعد أجهزة الدعاية المضادة علي التشكيك في حقيقة أن مصر بلد الأمان. وقال فتحي نور مستشار وزير السياحة ورئيس غرفة الفنادق إن نسب الاشغالات الفندقية في معظم المناطق السياحية جيدة خصوصا أن شهر مايو الجاري يتزامن مع موسم الامتحانات في الدول الأوروبية، بالاضافة الي ان شهر يونية المقبل سيتزامن ايضا مع مباريات كأس العالم. وأوضح أن معظم منظمي الرحلات الخارجية أكدوا وقوفهم بجانب شركات السياحة والفنادق المصرية لعبور هذه الازمة التي تحدث في كثير من أنحاء العالم. وأشار نور الي انه لم يعد تنشر اخبار عن حادث دهب الإرهابي خارجيا بينما مازالت الجرائد المصرية تتابع النشر وهذا خطأ. ويتفق هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية مع الاراء التي تطالب بعدم نشر أية أخبار عن الحوادث الإرهابية الأخيرة؛ لأن ذلك ليس في الصالح العام. وأشار الي ان هناك نسبة الغاءات بسيطة في الحجوزات الحالية الوافدة الي شرم الشيخ، خصوصا بعد تقلص اعداد الطائرات الوافدة من بعض الأسواق مثل السوق الروسي وهذا متوقع في شهري مايو ويونية بسبب ظروف الامتحانات في أوروبا موضحا أن هناك أسواقا أخري مثل السوق الانجليزي بدأت تعوض تقلص الاعداد من بعض الأسواق. وأكد هشام ان نسبة الاشغالات حاليا في معظم فنادق شرم الشيخ تتجاوز ال70% بسبب منتدي دافوس الذي سيعقد خلال أيام، كما أن هناك فنادق تقل بها نسبة الاشغال عن النسبة السابقة وهذا يرجع الي ضعف آليات تسويقها. وقال إن هناك بعض الحجوزات تم ارجاؤها الا أنها ليست بنسبة الغاءات الكوارث.. والموقف سيتضح تماما خلال الفترة القادمة. حذار من خفض الأسعار أما المهندس ماجد الجمل رئيس جمعية مستثمري طابا للتنمية السياحية فأشار الي ان هناك نسبة الغاءات في فنادق طابا لا تقل عن 10%، مؤكدا أن الالغاءات الحالية ليست هي المشكلة وانما المشكلة الكبيرة التي يخشاها الكثير من المستثمرين السياحيين هي الحجوزات الجديدة أو المستقبلية وهل ستتم بمعدلات طبيعية أم لا. وأوضح الجمل أن منظمي الرحلات الخارجية سيمارسون ضغوطا "معهودة" علي شركات السياحة والفنادق المصرية؛ لخفض السعر بعد هذا الحادث الا ان هناك عزما وصمودا لعدم الاستجابة لهذا المطلب؛ حتي لا يؤثر سلبيا علي الحجوزات المستقبلية..