[email protected] ربما نتفق علي أننا نعاني بالفعل من تدني مستويات الثقافة والوعي حول أهمية توافر حلول وتقنيات الحماية لقواعد البيانات الخاصة بمؤسساتنا ويرجع ذلك بشكل أساسي لعدة أسباب لعل من أهمها عدم تعمقنا في مجال استخدام تكنولوجيا شبكات الكمبيوتر بمؤسساتنا بجانب أن هناك من يري أن شركاتنا ومؤسساتنا أقل عرضة للآثار السلبية الخارجية الناجمة عن محاولات الاختراق والجرائم الإلكترونية التي تتم بصورة شبه يومية من جانب محترفي الاختراق. إلا أن المتابع لنوعية الأخطار الإلكترونية التي بدأت تتزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة يمكنه بسهولة أن يتأكد انه ليس هناك أحد بعيد عن المخاطر الأمنية والجرائم الالكترونية وإننا إذا كنا الآن نظن أننا في مأمن فإنه مع تزايد تواجد مؤسساتنا الخاصة والحكومية علي الإنترنت والاندماج في الاقتصاد الرقمي الجديد لن يكون هناك مجال للحديث عن الآمان لقواعد البيانات والمعلومات كخيار مطروح ما لم نستعد له بالشكل المناسب لاسيما إذا عرفنا ان أكثر من 80% من المخاطر والاعتداءات تتم بشكل داخلي العاملون بالمؤسسة وذلك مع زيادة قوي العمل الوافدة واستمرار التنقلات الوظيفية في المؤسسات حيث يمكن أن تظل كلمة المرور الخاصة بأحد الموظفين للدخول علي شبكة المعلومات لمؤسسة ما كما هي بدون اي تغير رغم أن هذا الموظف ربما يكون ترك عمله بالمؤسسة أو انتقل لفئة وظيفية مختلفة. كذلك يلاحظ أن هناك بعض المؤسسات تركز علي حماية جزء من معلوماتها والذي تراها مهما بالنسبة لها وتترك باقي المجالات بدون اي حماية سواء عن عمد أو نقص موارد هذا بجانب أن بعض المؤسسات ما زالت تعاني من اختلال في هيكل الإنفاق علي أمن المعلومات فبعضها ما زال ينفق مبالغ ضخمة علي تأمين أجهزة الكمبيوتر المركزية لديها وهو أمر جري العرف عليه في الوقت الذي انتقلت فيه البيانات المهمة من أجهزة الكمبيوتر المركزية إلي نظامي Unix وNT وهما نظاما تشغيل نعتقد أنه مازال بهما كثير من نقاط الضعف الأمنية رغم ما يبذل من مجهود لتطويرهما. نتصور أننا في حاجة ماسة لوجود هيئة متخصصة معنية بأمن المعلومات لوضع القواعد والمعايير اللازمة لحماية تداول البيانات الالكترونية سواء للمؤسسات الحكومية أو الخاصة كما يمكن أن تكون جهة استشارية تقدم خدماتها لمن يريد في مجال تأمين المعلومات حيث نعلم أن حماية وأمن تقنيات المعلومات هو من ضروريات نجاح ونمو مؤسساتنا الوطنية كما أن بناء أنظمة الأمن والحماية يعد من الاستثمارات المجدية التي يجب أن تسعي إليها جميع الشركات وذلك لتجنب الخسائر الفادحة التي تترتب عليها في حال تعرضها للاعتداءات والانتهاكات الداخلية أو الخارجية. في النهاية علي مديري شبكات المعلومات أن يعلموا أن تعزيز أمن المعلومات لن يترتب عليه إبطاء نشاط الشركة أو زيادة تكلفته بصورة كبيرة ومن ثم لا معني لتأجيل البت في موضوعات أمن المعلومات وتركها معلقة خاصة إذا كنا نتوقع حدوث إقبال شديد علي التوسع في الأعمال التجارية الإلكترونية والذي سيؤدي بالطبع إلي فجوة متزايدة في أمن المعلومات.