تعافت مبيعات التجزئة في الولاياتالمتحدة بشكل معتدل خلال شهر مارس مدعومة بشكل اساسي من مشتريات السيارات بعد أن اظهرت أداءاً ضعيفاً خلال الأشهر السابقة وفقاً لتقرير حكومي. وأظهر تقرير لمكتب الإحصائيات الأمريكي أن مبيعات التجزئة انتعشت بنحو 0.6% خلال الشهر الماضي مقارنة بهبوطه خلال شهر فبراير بنسبة 0.8 % حيث تراجع إجمالي المبيعات خلال شهر فبراير بنحو 1.4 %. وتأتي تلك النتائج متماشية مع تقديرات المحللين بأن تشهد مبيعات شهر مارس انتعاشاً بنحو 0.6 %. ووفقاً لهذا التقرير فأن مبيعات السيارات قد قفزت في مارس بنحو 1.6% بعد أن هبطت بمقدار 2.8% خلال شهر فبراير. ومن بين القطاعات الأخري التي سجلت أداء قويا جاء قطاع الأثاث المنزلي مسجلة انتعشاً بنحو 0.5% خلال هذا الشهر كما قفزت مبيعات مواد البناء بنحو 1.2% وكذلك المبيعات بمحلات البضائع الرياضية ومتاجر المتب والموسيقي بعد ان تقدمت بمقدار 0.6 %. وعلي جانب أخر ادي انتقال عيد الفصح إلي شهر إبريل هذا العام بدلاً من شهر مارس العام الماضي غالباً إلي تأثير سلبي علي مبيعات الملابس والإكسسوارات والهدايا. وأوضح التقرير أن محلات بيع الملابس قد هبطت خلال مارس بنحو طفيف في حين تراجعت متاجر البيع بالتجزئة بمقدار 0.1% فيما شهدت منافذ بيع الألكترونيات أسوء أداء بعد أن تراجعت مبيعاتها بمقدار 1.1 %. وتعليقاً علي تلك النتائج يقول الاقتصادي جيم اوسوليفان ان هذه النسب تظهر أن إنفاق المستهلكين مازال يبدو قوياً مشيراً إلي ان التنقيحات في شهر فبراير كانت مفاجئة مما دعم متوسط إنفاق المستهلكين خلال الربع الأول. وتوقع ان ينمو إنفاق المستهلكين بمعدل سنوي يصل إلي 5.5% خلال الربع الأول مقارنة بزيادة قدرها 0.9% فقط سجلها خلال الربع الأخير من العام الماضي. وفي هذا السياق يضيف اوسوليفان "هناك عدة أسباب تجعلني أعتقد أن إنفاق المستهلكين سيبداً في التباطؤ خلال الأشهر القادمة.السبب الاساسي هو ارتفاع معدلات الفائدة مما يحبط مالكي المنازل في طلب مزيد من القروض بضمان منازلهم". من جانبه أوضح انثوني شان كبير الاقتصاديين في مؤسسة جيه بي مورجان أن التفاؤل بشان سوق الوظائف يمثل حافزاً للإنفاق ويساعد علي مواجهة الضغوط الناجمة من ارتفاع أسعار الطاقة علي ميزاينة المستهلك". واضاف شان أن "علي ما يبدو أن التحسن العام في ظروف سوق العمالة والذي يدل عليه الهبوط الأخير في معدل البطالة يقامو حالياً تأثير ارتفاع أسعار الطاقة". وأوضح شان أن تأخر عيد الفصح فشل في التأثير علي الارقام النهائية لمبيعات التجزئة بشكل أفضل مما توقعات الخبراء. واضاف أن هذا الأمر قد يمثل أملاً في أن الإنفاق لن يتباطئ بالنحو الذي يتوقعه الخبراء خلال الربع الثاني. تباطؤ الاقتصاد علي جانب أخر من المحتمل أن يظهر الاقتصاد الأمريكي علامات علي التباطؤ بعد الانتعاش الذي سجله خلال بداية العام بسبب ارتفاع أعار الطاقة وبلوغها مستويات قياسية. وادي ظهور نتائج دون المتوقع في قطاعي المنازل والتصنيع خلال شهر إبريل إلي تنامي المخاوف بشان قوة الأداء الاقتصادي علي المدي القريب علي الرغم من صدور تقرير منفصل يبين أن الاستثمارات الاجنبية في الأصول بالولاياتالمتحدة قد تعافي في شهر فبراير. وتسببت الأزمة المتعلقة بالطموح الإيراني النووي في بلوغ اسعار الطاقة مستوي قريب من ال70 دولار للبرميل للمرة الأولي في التاريخ. ويؤثر أرتفاع أسعار الطاقة علي نمو الاقتصاد بشكل سلبي نظراً لان المستهلكين يتبقي معاهم أموال أقل لإنفاق أو الاستثمار وكذلك ارتفاع تكلفة الأعمال. وإذا امتد تأثير ارتفاع أسعار الطاقة لباقي أجزاء الاقتصاد فأن ذلك من المحتمل أن يدفع التضخم للصعود. وصرح احد الاقتصاديين أن الاقتصاد من المحتمل أن ينمو بنحو 5.1% خلال الربع الأول إلا أن نسب النمو من المحتمل أن تتباطاً لتصل إلي 2.6% خلال الربع الثاني.