تناشد منظمة الصحة العالمية الدول الغنية بالإسراع في نجدة الدول الأفريقية الفقيرة التي أصبح سكانها مهددون بالموت نتيجة المرض والجوع الشديد حيث قالت المنظمة إن مرض الملاريا علي سبيل المثال يصيب سنويا 300 مليون في كل 500 مليون أفريقي ومعظمهم من الأطفال والشباب وبذلك تفقد هذه الدول الفقيرة طفل كل 30 ثانية أي أكثر من 80% من الأطفال هناك يلقوا مصرعهم نتيجة ندرة الطعام والشراب بالإضافة إلي المرض. وقال مسئولون لدي المنظمة إن تكلفة إنتاج الناموسيات المضادة للبعوض لا تتجاوز تكلفة الواحدة منها ال 5 دولارات بل قد تقل عن ذلك فإن 2.50 دولار فقط ستكون كافية لعلاج الفرد الأفريقي من الأمراض الأخري وبذلك لن تكون هناك تكلفة باهظة قد ترهق ميزانيات الدول الغنية بالعالم. وقال ويليام ايسترلي اقتصادي لدي "وورلد بنك" في كتابه مسئولية الرجل الأبيض الذي تناول من خلاله مناقشة سبل إيجاد حلول للقضاء علي الفقر بدول العالم الثالث إن الدول الغنية في استطاعتها محو المرض بل والقضاء تماما علي الفقر بالدول المذكورة. وأضاف معارضا موقف وكالات الإغاثة عندما قامت بتوفير الناموسيات اللازمة للسكان لمكافحة البعوض حيث كانت لا تصل بالفعل لكثير من الأسر التي لديها أعداد كبيرة من الأطفال علي الرغم من أن هذه الناموسيات كانت توزع مجانا. وفي المناطق الريقية بمالاوي الأفريقية قامت العيادات الطبية بتوفير الناموسيات للأمهات الأفريقيات لحماية أطفالهن مقابل 50 سنتا ثم قامت بعد ذلك بتخصيص العائد الإجمالي من هذه الحملة لدعم المدن الريفية المجاورة. وبفضل برنامج مكافحة البعوض التي أطلقته المنظمة ارتفعت نسبة الأطفال الأفارقة الأقل من خمس سنوات الذين ينامون تحت الناموسيات من 8% في 2000 إلي 55% في 2004. ويري ايسترلي أن الدول الفقيرة بالعالم تحتاج إلي مزيد من الاهتمام وتكثيف برامج علاج الجوع والمرض هناك. وقال ايسترلي إن هناك أسبابا مأساوية تكمن وراء فقر بعض الدول الأفريقية أحدها وأولها هي أن العديد من سكان الدول الفقيرة بالقارة السمراء يعانون كثيرا من نقص الأدوية حتي رخيصة الثمن، أما السبب المأساوي الثاني هو عدم كفاية المساعدات التي تقدمها الدول الغنية لهذه الدول الفقيرة.