يعتزم وزراء الزراعة في دول الاتحاد الأوروبي الإسراع في تقديم المساعدات إلي العاملين في مجال الصناعات الداجنة الذين تضرروا من انفلونزا الطيور ويهدفون إلي التوصل إلي عدد من الإجراءات الحاسمة في كل ما يتعلق بالمرض، وذلك قبل حلول شهر مايو.. في الوقت الذي تواجه فيه منظمة الصحة العالمية ضغوطا لتقاسم المعلومات، والمعروف أنه من المتوقع أن يكبد المرض القاتل الاقتصاد العالمي خسائر قد تصل إلي 600 مليار دولار. ويشير بحث لمنظمة الصحة العالمية إلي أن المعامل الثمانية المتاحة للحصول علي معلومات هي جامعة هونج كونج ووحدة الفيروس الحكومية في هونج كونج ومعهد باستير في باريس والمعهد الوطني للأمراض الوبائية في طوكيو والمعهد الوطني للأبحاث الطبية بلندن ومستشفي سان جورج لأبحاث الأطفال في ولاية تنيسي بمدينة ممفيس ومراكز السيطرة ومنع المرض في ولاية جورجيا بمدينة أتلانتا الأمريكية ومركز المنظمة لأبحاث الانفلونزا في ملبورن باستراليا. وتتزايد الضغوط علي منظمة الصحة للكشف عن قاعدة بياناتها الخاصة ببيانات انفلونزا الطيور خصوصا بعد أن رفضت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إعطاء بيانات لمعهد إيطالي للأبحاث في ظل هذا النظام الحصري. ورغم أن الصين كانت تعارض في البداية فإنها بدت أكثر تعاونا في الاَونة الأخيرة في تزويد المنظمة بالمعلومات الخاصة بهذا المرض القاتل وأصبحت تتقاسمها بشكل أوسع مع الوكالة الدولية وقدمت لها كمية كبيرة من العينات.. وكان مسئولون صينيون قد امتنعوا عن تسليم هذه المعلومات طيلة ما يزيد علي نصف عام وهو الأمر الذي فسره البعض بأن الحكومة في بكين لم تكن راضية عن النتائج التي توصل لها العلماء الصينيون في مجال مكافحة المرض. وفي الأسبوع الماضي تعرضت المنظمة العالمية لنقد لاذع من إحدي الصحف الأمريكية الشهيرة وهي "نيويورك تايمز" واصفة المنظمة بأنها تتبني موقفا غريبا يوصف بقاعدة بيانات سرية وقالت إن هذه البيانات والنتائج يجب أن تكون متاحة لمراكز الأبحاث بشكل فوري للمساعدة في الحد من المرض أو الوباء الذي يبدو الأكثر خطورة علي البشرية في نصف قرن. وتعرض الموضوع الذي نشرته الصحيفة إلي موقف عالمة إيطالية توصلت إلي نتائج مهمة رفضت تزويد المنظمة بمعلوماتها وفضلت بدلا من ذلك الإعلان عنها لتضرب د. كابوا مثلا يجب أن يحتذي به في تبادل وتقاسم المعلومات كما ناشدت الجامعات بأن تحذو مثلها. ويخشي علماء ومسئولون صحيون رغم التقليل أحيانا من خطورة المرض من أن يحصد هذا الوباء الذي قتل حتي الاَن أكثر من مائة شخص منذ ظهوره عام 2003 حياة الملايين من البشر ولذلك فإن تبادل العينات والمعلومات والنتائج والأبحاث ربما يولد أكثر من "تقنية" لإنتاج أمصال واتخاذ إجراءات أكثر للوقاية من الوباء. والغريب أن المتحدث باسم المنظمة في جنيف قال إن المباحثات جارية وتتسارع إلا أنه لم يتم ا لتوصل لقرار بشأن تبادل المعلومات وإتاحة قاعدة بياناتها. وتشير الاحصاءات المتوافرة إلي أن منظمة الصحة العالمية تمتلك ثلث المعلومات المهمة عن المرض جمعتها من عينات وأبحاث أمدتها بها دول مثل أندونيسيا والصين وكوريا الجنوبية وبريطانيا وروسيا وماليزيا ومنغوليا وتايلاند وتركيا.