لم تعد البدانة مجرد وباء يصيب البشر فقط ، بل انها اصابت ثلث عدد الكلاب والقطط الموجودة في فرنسا التي تقترب اعدادها من 18 مليون قطة وكلب ..! وهذه الحيوانات الاليفة ضحايا الافراط في التغذية ودون ممارسة اي نوع من الرياضة مما قد يعرضها مثل البشر للمعاناة من مرض السكر والاضطرابات المعوية، مع تزايد احتمالات الاصابة بالسرطان واضطراب وظائف الكبد لديها وكذلك اصابتها باضطراب النشاط الهرموني الذي يتحكم في عملية النمو والتكاثر.. بما قد يقلل من متوسط عمر الكلاب والقطط السمينة بنسبة تتراوح ما بين 20 و30%. هذا الكلام نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية وهي من اكثر الصحف الفرنسية وقارا وتحوز احترام القارئ سواء في فرنسا او في خارجها..! ولكن "ما لنا ومال القطط والكلاب" .. والبعض منا قد يعلق علي ذلك الكلام بأنه نوع من الرفاهية المطلقة .. ولا داعي لان نردده، خصوصا في هذه الايام التي نمر بها الان في مصر بعد كوارث من كل لون وكل نوع، وآخر تلك الكوارث مصيبة انفلونزا الطيور. واريد ان اعطي القارئ بعضا من الارقام التي تؤكد اهتمام هؤلاء الناس الذين يعيشون سواء في فرنسا وباقي دول اوروبا الغربية الغنية او في الولاياتالمتحدةالامريكية مثلا، ففي امريكا بلغت قيمة الاعلانات التي ظهرت علي شاشات التليفزيون الامريكي والتي قد يصل عددها الي اكثر من الف قناة رئيسية ومحلية في عام 2004 اكثر من ملياري دولار امريكي ..وهذا الرقم للاعلان عن معلبات غذائية للكلاب والقطط .. أكرر قيمة الاعلانات وليست قيمة المعلبات والاكل المحفوظ لحضرات الكلاب والقطط .. والاغذية بعضها بالفيتامين والبعض الاخر بالحديد والمعادن وهناك اغذية لريجيم آنسات القطط والكلاب! هل يعلم اصحاب الحيوانات الاليفة والذين يتركونها تنام علي السراير الناعمة ان هناك ملايين البشر بلا مأوي .. وينامون جوعي؟! عليهم اللعنة ملايين المرات بعدد ملايين الجوعي في العالم ..آمين!