لا يمكن ان يتحرك اي مجتمع بفاعلية ويتقدم بدون مشاركة كل افراده من خلال مؤسسات قوية والحركة هنا ليست مجرد جهود فردية تأتي او لاتأتي في اي وقت وبأي شكل ولكنها تأتي من خلال مؤسسات او تنظيمات حكومية واهلية في الوقت المناسب وبالشكل المناسب الذي يحقق الفاعلية. ونحتاج اليوم الي حركة فاعلة لمنظمات المجتمع المدني علي وجه الخصوص لامرين اساسيين اولهما ما نواجه به بالنسبة لانفلونزا الطيور وما احدثته من تداعيات في مصر كلها وفي كثير من بلدان العالم وثانيهما الدور المؤثر والفعال الذي يمكن ان يكون لمنظمات المجتمع المدني في هذا المجال. وذا اردنا ان نراجع الصورة علي مسرح الاحداث سوف نجد عدة عناصر يزدحم بها المشهد مثل حاجة الي معلومات صحيحة وكافية وسريعة توضح للناس ما هو مطلوب منهم في هذه الظروف سواء كانوا اصحاب مزارع للدواجن او كانوا ممن يربون الدواجن في عشش بالمنازل او كانوا يتعاملون مع الدواجن بيعا وشراء او كانو مستهلكين للدواجن او كانوا مواطنين عاديين ولكنهم بالضرورة متواجدون في المشهد بحكم ان الحدث يؤثر عليهم في حياتهم اليومية. اما العنصر الثاني فهو تلك الشائعات التي تصاحب مثل هذه الاحداث الكبري والتي تنتشر بسرعة فائقة سواء نية او بسوء نية وتؤثر علي حياة الناس وتسبب لهم ذعرا وتؤدي الي نتائج تعقد من الازمة وتحدث ارتباكا في ادارة تلك الازمة. العنصر الثالث علي مسرح الاحداث وفي قلب المشهد هم اولئك الذين يستغلون الظروف ويرفعون اسعار السلع البديلة للدواجن وكأنهم ليسوا من نسيج هذا الوطن او من أبنائه.. والعنصر الأخير علي مسرح الاحداث هم الكثرة الغالبة من ابناء هذا الوطن الذين تشغلهم لقمة العيش ويريدون من يأخذ بأيدهم في مثل هذه الظروف. تلك هي المشاهد الاربعة علي مسرح الاحداث واذا راجعناها ماليا فسنجد انها تشير بوضوح الي اهمية تواجد منظمات المجتمع المدني في هذه الظروف وعلي مسرح الاحداث ووسط كل مشاهده.. مرة اخري نتحدث هنا عن منظمات جمعيات كانت او نقابات او احزاباً ولا نتحدث عن جهود ومبادرات فردية رغم كل تقديرنا واحترامنا لها. ولقد حمل بريدي في خلال تلك الفترة بعض الاستفسارات من بعض تلك المنظمات يتسائل كيف تكون الحركة في مثل هذه الظروف ؟ وكيف يتم التنسيق بين مختلف الجهود؟ والسؤال أراه بالغ الأهمية أخذا في الاعتبار أن منظمات المجتمع المدني وأن كانت قد استطاعت التفاعل بايجابية مع القضايا الوطنية في مجال الاصلاح السياسي في الفترة الاخيرة بغض النظر عن اتفاقنا او عدم اتفاقنا مع بعض الممارسات لبعض تلك المنظمات في هذا الصدد الا ان الملاحظ ان حركة منظمات المجتمع المدني علي الصعيد الاجتماعي مازالت تحتاج الي التفعيل والتطور وسرعة الحركة في هذا الصدد فمازال دور جمعيات حقوق المستهلك والتي يتواجد لدينا العديد منها علي الاوراق غائبا ومازال دور الاحزاب الوطنية مطلوبا في هذا المجال بل قد يكون دورها الان هو فرصتها للاقتراب من الناس والتواجد وسطهم غير ان هناك خطأ اكبر يجب ان تتجنبه تلك الاحزاب في حركتها هنا الا وهو محاولة انتهاز الفرصة لكيل الاتهامات للحكومة ظنا منها ان هذا قد يؤدي الي كسب الشارع معها فهذا فضلا عن مجافته للحقيقة فإنه ليس الحل وليس العلاج كما ان النقابات مهنية كانت او عملية لديها الفرصة لكي تمتد نأشطتها الي خارج جدران اعضائها وعضويتها لتتفاعل مع المجتمع بأثره في مثل هذه الظروف. وبالنسبة لقضية التنسيق بين مختلف تلك الجهود حتي تأتي متكاملة متساندة ومحققة لاهدافها يمكن ان يتم من خلال لجنة للتنسيق يمثل فيها اتحاد الجمعيات الاهلية وممثلون عن الاحزاب وممثلون عن النقابات المهنية والعملية. ولعل تلك المناسبة تكون فرصة لوضع اليات مطلوبة لتفعيل منظمات المجتمع المدني.. وقد يكون من اهم تلك الاليات مايلي:- اولا: التشريعات التي تنظم حركتها. ثانيا:البناء التنظيمي والهيكلي لها. ثالثا:الامكانيات اللازم توافرها لها. ويلعب الاعلام بمختلف اجهزته دورا حاكماً في هذا الشأن لالقاء الدور علي دور هذه المنظمات بما يكفل اعطاء حركتها مزيدا من الاهتمام وبما يظهر النماذج المشرقة فيها حتي تصبح قدوة تدفع الدماء لتسري في جميع اوصال تلك المنظمات نعم منظمات المجتمع المدني نحتاج اليها الان.