أخيرا اوقفت ادارة البورصة التداول علي السهم المعجزة لمدة يوم واحد ثم اعادت التداول عليه ونقصد بالسهم المعجزة شركة السادس من اكتوبر للتنمية والاستثمار سوديك. كانت البورصة قد اوقفت تداول السهم الثلاثاء الماضي حتي ترسل الشركة مستندات تبرر اسباب الصعود واعادت التعاملات عليه امس الاربعاء بعد ان اعلنت الشركة انه يجري حاليا دراسة اقتراح مشترك لاندماج شركتي "بالم هيلز للتعمير" و"القاهرةالجديدة للاستثمارات العقارية" وان الشركة بصدد التفاوض مع الشركتين حول الاندماج الذي سيستغرق حسب تقديراتها حوالي 3 الي 6 اسابيع علي الاقل كما اكدت الشركة ان مجلس ادارتها لم يبرم اي صفقات مع مستثمرين عرب لبيع حصة من رأسمال الشركة. وقبل الدخول في تفاصيل وتحليل حركة السهم ودور البورصة سنلقي اولا نظرة سريعة علي حركة السهم المعجزة خلال الفترة من اول يناير 2005 وحتي تعاملات الامس فسعر السهم عند بداية تعاملات عام 2005 اول يناير بلغ حوالي 3.83 جنيه ثم صعد بدون توقف تقريبا ليصل عند اقفال تعاملات الامس الي 272.25 جنيه اي ان السهم ارتفع خلال فترة تقل قليلا عن 14 شهرا حوالي 7027% وارجو الا يزعج الرقم القارئ الكريم فالرقم صحيح. نعم صعد السهم بهذه النسبة المذهلة. واحيانا قد يكون هناك ما يبرر صعود سهم ما بنسبة قياسية ورأينا ذلك في العديد من الشركات في السوق ولكن هذا الصعود عادة ما يتوافق مع عدة شروط ومعطيات الاولي تحول في نتائج اعمال الشركة مثلا من الخسائر الي الارباح والثاني وجود ادارة تملك استراتيجية للتوسع والنمو السريع وكذلك معدلات نمو القطاع الذي تعمل به الشركة ومعدلات نمو ربحية الشركة والقطاع مقارنة مع السوق ايضا قد تساهم اندماجات واستحواذات دخلت في حيز التنفيذ فعليا وتكون هذه الاندماجات مع شركات كبيرة ومعروفة ولها قوائمها المالية المعلنة وارباحها المحفزة للآخرين للدخول معها في شراكة. ومن المهم ايضا ان يكون الصعود علي اساس توجه عام من السوق بالنسبة لسهم الشركة اي ان رأسمالها الحر المتاح للتداول يجب ان يكون كبيرا وموزعا بين عدد كبير من المستثمرين وليس من المقبول ان يصعد سهم شركة ما بواسطة عدد محدود من المستثمرين. واذا كانت هذه القواعد فهل يملك سهم سوديك الكثير منها؟ ومن مبررات الصعود اولا ارباح الشركة خلال الاشهر التسعة الاولي من عام 2005 بلغت 13.3 مليون جنيه ولنفترض انه سيحقق خلال عام كامل 20 مليون جنيه وبالتالي فنصيب السهم من الارباح يصل الي 1.3 جنيه وبالتالي فمضاعف ربحية السهم وفقا لاقفال الامس يصل الي حوالي 210 مرات. واذا كان الاندماج المبهم بين بالم هيلز والقاهرةالجديدة عاملا للصعود فأين هي المؤشرات المالية لكل من الشركتين محل الدمج. وهناك دوران الاول لادارة البورصة والثاني للمستثمر نفسه بالنسبة لادارة البورصة فقد تجاهلت كثيرا صعود بما انه جاء في هوجة الصعود القوي للسوق بالكامل وعلي ادارة البورصة ان تتأكد هل تم الصعود وفقا لقوي العرض والطلب الفعلي ام انه طلب مصطنع وكذلك حجم تعاملات مجلس ادارة الشركة وكذلك مجالس ادارات الشركات كلها المدرجة في البورصة تحتاج الي رقابة اكثر فعالية. واذا كانت ادارة البورصة أوقفت السهم حتي ترسل الشركة مستندات فهل المستندات مقنعة لادارة البورصة؟ ويأتي الدور الاهم للمستثمر فادارة البورصة اوقفت السهم والشركة اعطت مبررات الصعود وبالتالي فالمستثمر صاحب القرار.. والنصيحة الاخيرة لصغار المستثمرين لا تنساقوا وراء المضاربات.. اشتروا الاسهم علي اساس الربحية وقوة الشركة والقطاع الذي تعمل به ومعدلات نمو اعمالها وتوسعاتها والنظرة المستقبلية لها.