صرح مسئولون أوروبيون بأن فيروس انفلونزا الطيور H5N1 وصل إلي كل من اليونان وإيطاليا وبلغاريا وبذلك تبدأ سلسلة انتشار المرض ولأول مرة بدول الاتحاد الأوروبي. وأعلن فرانسيسكو ستوراس وزير الصحة الإيطالي خلال مؤتمر صحفي أنه تم اكتشاف عدد 17 من طيور الإوز صريعة في ثلاث مناطق جنوبية بإيطاليا وهي كالابريا وصقلية وبوجليا، حيث أكد المعمل الإيطالي القومي للانفلونزا بمدينة باديوا أن فيروس H5N1 اكتشف بين خمس حالات من ال 17 حالة من الإوز النافق ويخضع العدد الباقي حاليا إلي الاختبار لمعرفة ما إذا كان مصابا بالفيروس من عدمه. ويعد وصول انفلونزا الطيور إلي غرب أوروبا أمرا كان متوقعا منذ بدأ الفيروس التحرك والانتشار بشكل مطرد من الصين إلي روسيا إلي البلقان وأخيرا إلي غرب إفريقيا خلال الأسبوع الماضي. ومن المعروف أن هذا الفيروس ينتقل بواسطة الطيور المهاجرة؛ لذلك فإن جميع الدول خاضعة لتهديد إمكانية الإصابة بالمرض. وقال جيوان لابروث أحد كبار البيطريين لدي منظمة الأغذية والزراعة بروما والتابعة للأمم المتحدة إن منظمته توقعت انتشار الفيروس بإيطاليا منذ عدة أشهر وبالفعل تجسدت هذه التوقعات في شكل واقع أصبح يهدد إيطاليا بأكملها. ويبدو أن اكتشاف الفيروس بإيطاليا يعد نموذجا علي الاكتشاف المبكر للمرض مما يعكس مدي إمكانية الدول التي تمتلك مصادر علمية وقوة مادية في السيطرة علي الفيروس ومنع انتشاره بل والقضاء عليه علي عكس الحال مع الدول الفقيرة مثل نيجيريا وتركيا والعراق التي اكتشفت الفيروس في حالات متأخرة مما ساعده علي مزيد من الانتشار بين الطيور والانتقال إلي الإنسان. وفي حين أن فيروس H5N1 لا ينتشر من إنسان إلي اَخر إلا أن العلماء أعربوا عن مخاوفهم في أن يتحول الفيروس أو يطرأ عليه طفرة جينية تجعله قادرا علي الانتقال من إنسان مصاب إلي إنسان سليم بما يهدد بوقوع كارثة إنسانية تهدد البشر حول العالم. وتأتي التقارير لتكشف عن أن عدد المصابين بالفيروس علي مستوي العالم وصل إلي 160 شخصا أغلبهم ممن يتعاملون عن قرب مع الطيور المصابة ونصف هذا العدد فارق الحياة بالفعل. وباليونان صرحت مصادر صحية عن اكتشاف ثلاثة من طيور الإوز النافقة في جزء شمالي من الدولة وبعد الفحص لهذا العدد أثبت إصابتها بفيروس انفلونزا الطيور وبعدها ببضع ساعات أعلن مسئولون لدي الاتحاد الأوروبي عن اكتشاف حالات مشابهة ببلغاريا قرب دلتا الدانوب. يذكر أن طيور الإوز من أكثر الطيور حساسية إلي فيروس الإنفلونزا، كما أنها تلاحظ سريعا من قبل الأشخاص عندما توجد في الطرقات ميتة نظرا لكبر حجمها، كما أن الإوز في جنوب إيطاليا بطبيعته لا يهاجر لكن المناطق التي يتواجد بها تقع في مهب الطرق التي تمر بها الطيور المهاجرة من شرق وغرب أوروبا. وخلال الشهور القليلة الماضية أصدرت العديد من دول الاتحاد ومن بينها سويسرا والنمسا وهولندا أوامر رسمية لتجار الدواجن بعمل حصر لما لديهم من دواجن وفرضت عقوبات علي من يقوم منهم ببيع دواجن حية بالأسواق. وفي إطار مساعي المفوضية الأوروبية لتهدئة الخوف العام الذي تحول إلي فزع، ينتاب دول الاتحاد وقال ماركوس كيبريانو مفوض الشئون الصحية إن ظهور الفيروس بدول الاتحاد ليس بالأمر المزعج لكن المثير للخوف أن تتكاسل الجهات المعنية في التصدي لهذا الفيروس وتتقاعس عن وضع البرامج اللازمة لمنع انتشار المرض والاستعانة بالأدوية التي لاتزال غالية الثمن سواء للتطعيم ضده أو الأدوية المعالجة التي لاتزال في حيز التجريب. والمعروف أن الشركات الأمريكية للأدوية تحتكر إنتاج الأمصال المضادة للفيروس في حين يدعو المجتمع الدولي إلي تعميم نشر هذه الأمصال علي اعتبار أن المرض يمس الإنسانية بأسرها.