الفكرة الأولي.. صاحب الفخامة الرئيس المرحوم.. علي الرغم من أن موقع الدول العربية والإسلامية في مجملها علي الساحة الدولية والإقليمية يترنح متهاوياً تحت الصفر وبدرجات سحيقة فلا السيادة كاملة ولا الكرامة مصونة، فيما تحتل دولنا في الميزان الصناعي عالمياً في موقعاً بائساً ومؤلماً، أما من الناحية الاقتصادية والتنموية والتي تعاني من أنيميا حادة ومزمنة حيث تجد الناس منقسمين طبقتين ودرجتين في معظم مجتمعاتنا: قلة قليلة من الحكام والمسئولين ومن يدور في فلكهم غارقون في ثراء فاحش وغالبية ساحقة تتمرغ في أوحال فقر مدقع وأحوال بائسة، علي الرغم من كل ذلك وأكثر منه، فإنك تجد أن لحكامنا وزعمائنا إذ يتوفاهم الموت بعد حكم مديد، مكانة سامية ودرجة عالية علي الساحات الإقليمية والدولية تتجلي في رسائل العزاء من الشخصيات الدولية والتي تتحدث بالإشادات الكبيرة بالسياسات الرشيدة والحكيمة للراحلين، كما أن المرء يكتشف من خلال ما يسمعه ويشاهده من تعليقات المحللين ومقالات المحررين وإشادة السياسيين في وسائل الإعلام المختلفة لفخامة الزعيم الراحل أن هؤلاء الحكام قل إن ينجب التاريخ لهم نظيراً ويندر أن يجود الزمان بمن يكون لهم مثيلاً. وللحقيقة والتاريخ، فإن من حق الغالبية من حكامنا أن يدخلوا التاريخ وأن تدون أسماؤهم في الكتب التي تعني بالأرقام القياسية، فالكثير منهم حقق ثروات خيالية في فترات قياسية وحكامنا أو بعضاً منهم إلي جانب تصدرهم قائمة الأثري عالمياً، فهم يتصدرون وربما علي مدار التاريخ لوائح الأطول حكماً والأكثر حيازة علي السلطات والنفوذ والمقدرات داخل الوطن، ولأن حكامنا قد حباهم الله بخصائص قل أن يمتلكها إنس ولا جان، فتجد أن لهم القدرة علي الحكم وهم في حالة الغيبوبة الكاملة أو الشلل التام أو عند الإصابة بالأمراض المقعدة والمزمنة، ولأن رحيل حكامنا يشكل كما تقول وسائل إعلامهم الفاجعة الكبري والمصيبة العظمي، ولأننا سبقنا العالم والأمم في الإنجازات والتي سردت أعلاه جزءاً يسيراً منها والتي يمكن أن نضيف لها توريث الحكم في الجمهوريات البائسة وبطرق كوميدية سوداء فاجعة، لكل ما تم ذكره اختصاراً فانني اقترح أن نسبق السابقين ونتجاوز اللاحقين بإبقاء حكامنا علي سدة الحكم لمدة خمس سنوات علي الأقل بعد رحيلهم المفجع عن هذه الدنيا الفانية وأن تكون اجتماعات مجالس الوزراء والبرلمانات بجانب أضرحة القادة الكبار والذين صنعوا لنا الأمجاد وحولوا أيامنا كل أيامنا أفراحاً وأعياداً، أكاد أرجح أنه لو طبق هذا الاقتراح وسوق له المطبلون والمزمرون ممن يقودون إعلامنا الرسمي في الكثير من دولنا العربية، لو طبق ذلك فلن يتغير من أحوالنا شيء، ذلك لأن القيعان والتي نتمرغ فيها حكومات وشعوباً وأفراداً ليس دونها قاع ولا من بعدها انهيار أو انحدار. الفكرة الثانية.. طهران.. وواشنطن! قد تتداعي "أوراق اللعب" المتاحة لكل من إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة ما يتعلق بأزمة البرنامج النووي الإيراني، ما تستند إليه إيران من علاقات واتفاقات اقتصادية مع بعض الدول القوية اقتصادياً علي المستوي العالمي ليس بالحاجز القوي ضد التحرشات الأمريكية، فهذه الروابط الاقتصادية قد تتداعي إذا طبقت الولاياتالمتحدةالأمريكية أسلوباً في أمركة العلاقات الاقتصادية الدولية بحيث تخدم هذه العلاقات مصالح واشنطن وسياستها، فالقوة ليست بعقد الاتفاقات وضمان المصالح، ولكنها في مدي السيطرة علي مصالح الدول الأخري، دون إلحاق الضرر بالمصالح الوطنية. وأري أن الولاياتالمتحدة محترفة لمهنة الأمركة التي قد تكون مؤثرة في الرأي الاقتصادي الدولي نوعاً ما، ومن جهة أخري، فإن الضمان الذي تتخذه أمريكا للسيطرة والهيمنة قد يتداعي، وقد تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قد نجحت في فرض الهيمنة بشتي أنواعها، ولكنها في الوقت نفسه تسير بسرعة دون النظر بروية لما قد تؤول إليه هذه الهيمنة، فقد أثبت التاريخ علي مدي الزمن بأن القوي المسيطرة عالمياً تتحطم من قبل عدو يستهان به. الفكرة الثالثة.. وماذا يعني غياب شارون..؟ عندما رحل العاهل السعودي الملك فهد تعامل العرب مع رحيله بأقل مما تعاملوا مع مرض شارون، ونفس التعامل قاموا به مع رحيل أمير الكويت، ومشكلة خلفه. وكأن شارون فوق كل القادة العرب الأحياء والأموات، فقد أولوا اهتماماً غير مسبوق بمرضه، وربما يوجد هناك من يقول إن ذلك ينم علي النضج السياسي وعلي استيعاب معادلات الصراع في الشرق الأوسط، فإسرائيل بعد أكثر من نصف قرن من إنشائها صارت جزءاً من هذه المنطقة تؤثر فيها وتتأثر بها إما سلباً أو إيجاباً وهذا يشمل السياسة والاقتصاد والصحة والأمن والبيئة والمزاج العام والثقافة والعلوم وكل شيء.