إذا فازت حماس في الانتخابات الفلسطينية فلن تعترف الإدارة الأمريكية بهذه الانتخابات.. وهذه هي الديمقراطية الأمريكيةالجديدة.. إذا لم يأت إلي السلطة من تريدهم أمريكا فلن يعترف احد بنتائج الانتخابات.. ولاشك أن هذه الاشياء تكشف الوجه الحقيقي للديمقراطية التي تريدها.. لم يكن غريباً أن يعترف الرئيس بوش في حديث تليفوني مع توني بلير برغبته في ضرب مقر قناة الجزيرة.. ولم يكن غريباً أن يتجسس الرئيس بوش علي شعبه.. أو يتجسس بلير علي الشعب الروسي.. أو تمارس القوات الأمريكية عمليات التعذيب ضد الشعب العراقي في سجن أبوغريب. هذه هي الديمقراطية الأمريكية التي يسعي الرئيس بوش وتابعه بلير إلي نشرها في الدول العربية والاسلامية المتخلفة.. لا اعتقد أن هناك مواطناً واحداً في أمريكا وليس خارجها سوف يصدق بعد ذلك الرئيس بوش، ان اخطر ما في فترة حكم هذا الرجل انه أفسد كل التاريخ السياسي لأمريكا في مجال حقوق الانسان وأنه مارس ضد شعبه كل ألوان الكذب والتحايل وتلفيق التهم والاشاعات وسوف يكون للرئيس بوش سجل حافل في تاريخ الكذب العالمي.. وبعد ذلك مازال يحلو للبعض في الدول العربية أن يتحدث عن أمريكا بلد الحريات وحقوق الانسان والجنة الموعودة التي تنتظر العرب والمسلمين في ظل الرعاية الأمريكية والمستقبل المشرق الذي ترسمه أمريكا لنا.. ان حماس مرفوضة من أمريكا ولن يعترف بها احد حتي لو نجحت في الانتخابات الفلسطينية وهذا يعني ان ارادة الشعوب لا تمثل شيئاً في رأي الادارة الأمريكية وأن المطلوب أولاً وأخيراً هو أمن واستقرار اسرائيل وكل من يحقق هذا الهدف فهو صديق لأمريكا وكل من لا يعمل لهذا الهدف عدو لإسرائيل وأمريكا.. ان امريكا لا تريد الان اصدقاء ولكنها في الحقيقة تبحث عن عملاء وهي تعلن ذلك بكل الصراحة وأيضاً كل الوقاحة.. انها تريد من الشعوب أن تتحول إلي طابور خامس يعمل لحساب مصالح أمريكا وبعد ذلك فلتسقط كل الأقاويل حول الحريات والانتماء وحقوق الانسان والسيادة الوطنية.. ان امريكا الان تؤكد كل يوم انها تلعب السياسة التي تحقق مصالحها حتي ولو استخدمت كل الوسائل غير المشروعة لتحقيق أهدافها ابتداء بالتجسس وانتهاء بتجنيد العملاء وأصحاب المصالح ولهذا يجب أن نفتش دائماً في أوراق الطابور الخامس الذي تسانده أمريكا في كل شيء وهي لا تتردد في اعلان ذلك بكل الصراحة والوضوح، انها ليست في حاجة لأصدقاء.. ولكنها دائماً في حاجة للعملاء.