استطاعت البورصات العالمية أن تسجل انتعاشاً خلال تعاملات الأسبوع الماضي بسبب توالي إعلان النتائج المالية وتوقعات الشركات التي أضفت تفاؤلاً علي المستثمرين مما دفعهم إلي الإقبال علي عمليات شراء الأسهم. وتأتي تلك المكاسب عقب الهبوط الذي شهدته الأسبوع السابق بسبب مواصلة أسعار البترول لارتفاعها مع تعقد الملف النووي الإيراني. استطاعت وول ستريت مع نهاية تعاملات الأسبوع الجمعة الماضية أن تعوض معظم الخاسئر التي منيت بها خلال الأسبوع السابق بعدما أعلنت كل من شركة مايكروسوفت وبروكتيل اند جامبيل (بي اند جي) توقعاتهما بشان نمو أرباحهما والتي جاءت أقوي من توقعات المحللين. وخلال تعاملات الجمعة انتعش مؤشر استاندارد اند بورز 500 بنحو 9.89 نقطة أو 0.8% ليصل إلي 1283.72 نقطة فيما تقدم مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 97.74 نقطة أو 0.9% ليصل 10907.21 نقطة. وقاد سهم برودكوم المصنعة لرقائق الكمبيوتر المكاسب بمؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا حيث بلغت مكاسبه 21.23 نقطة أو 0.9% مسجلاً 2304.23 نقطة. وكان سهم شركة برودكوم قد انتعش عقب إعلان الشركة لتوقعات مبيعاتها خلال الربع الأول والتي تجاوزت تقديرات المحللين. وسجل السوق أفضل تقدم أسبوعي خلال ثلاثة أسابيع حيث صعد مؤشر اس اند بي 500 بنسبة 1.8% فيما انتعش مؤشر داو بمقدار 2.3% بعد ان سجل الأسبوع السابق اكبرخسارة له منذ يونية الماضي كما أضاف مؤشر ناسداك نحو 2.5% إلي قيمته. وسجلت البورصة مكاسب قوية خلال تعاملات يومي الخميس والجمعة بالرغم من صدور تقرير عن وزارة التجارة الأمريكية يقول ان النمو الاقتصادي للبلاد قد تبأطا لأدني مستوياته منذ عام 2002 خلال الربع الأخير من العام الماضي حيث كان لتقديرات مايكروسوفت أكبر شركة في العالم مصنعة للبرمجيات وبي اند جي أكبر شركة أمريكية مصنعة للمنتجات الإستهلاكية الشأن الأكبر. وصعد سهم مايكروسوفت بنحو 1.29 دولار أو 4.9% ليصل سعره إلي 27.79 دولار مسجلاً افضل أداء بمؤشر داو واكبر مكسب له منذ إبريل عام 2004. وذكرت الشركة أن أرباحها لكل سهم خلال الربع الحالي ستتراوح ما بين 32 و33 سنتاً كما أن الإيرادات ستتراوح ما بين 10.9 و11.2 مليار دولار بسبب المكاسب العائدة من إصدارتها الجديدة مثل برنامج اس كيو ال وجهاز اكس بوكس لألعاب الفيديو. وانتعش سهم بي اند جي بنحو 92 سنتاً ليبلغ 59.74 دولار بعدما أعلنت أن أرباحها ستزيد لتتراوح ما بين 2.58 دولار و2.62 دولار للسهم خلال العام الحالي مقارنة بالتوقعات السابقة التي قالت أنها ستتردد في نطاق 2.54 و2.6 دولار للسهم. في حين كان متوسط توقعات المحللين بشركة ثومصن المالية أن يكون 2.59 دولار. البورصات الأوروبية ارتفعت الأسهم في البورصات الأوروبية خلال تعاملات الأسبوع الماضي مما دفع مؤشر داو جونز ستوكس 600 لأن يسجل افضل أدء له خلال بداية العام في ثماني أعوام بعد أن أدت صفقات الاندماج والشراء ونتائج الأعمال المتجاوزة للتوقعات إلي زيادة الثقة في الشركات. وقفز مؤشر ستوكس 600 بنحو 2.8% ليصل إلي 321.22 نقطة خلال الخمسة ايام المنتهين في الجمعة الماضي ليصل إلي أعلي مستوي له منذ يوليو 2001 فيما أضاف مؤشر ستوكس 50 نحو 3% إلي قيمته كما قفز مؤشر يورو ستوكس 50 بنحو 3.8%. واستطاع مؤشر ستوكس 600 ان يقفز بنحو 3.6% خلال هذا الشهر مسجلاً افضل أداء له خلال شهر يناير منذ عام 1998. وكانت مكاسب المؤشر قد تقلصت خلال الأسبوعين السابقين بعد ان تسبب خفض التوقعات المعلن من قبل شركة انفينون تكنولوجيز وفرانس تليكوم في تزايد المخاوف بشان إمكانية تباطؤ نمو الأرباح بشكل أكبر من توقعات المحللين. ويتوقع المحللون أن ترتفع أرباح الشركات المدرجة بمؤشر ستوكس 600 بمتوسط 9.3% خلال العام الحالي مقارنة بتقديرات سابقة منذ أسبوعين أن تكون بنسبة 8.7%. وخلال الأسبوع الحالي تقدمت جميع مؤشرات بورصات أوربا الغربية ال18 فيما عدا بورصة اليونان. وصعد مؤشر داكس في ألمانيا بمقدار 5.6% كما تقدم مؤشر كاك 40 في بورصة باريس بنحو 3.8% فيما ارتفع مؤشر اف تي للشركات المائة الكبري في بورصة لندن بنحو 2%. وخلال تعاملات الجمعة صعد مؤشر ستوكس 600 بنحو 1.2% وهو نفس مقدار انتعاش كل من ستوكس 50 ويورو ستوكس 50. وقاد سهم ارسيلور اس إيه ثاني أكبر شركة في العالم للصلب الارتفاعات بعدما قدمت شركة ميتال ستيل الأكبر عالمياً عرضاً لشرائها مقابل 18.6 مليار يورو (22.5 مليار دولار) ليصبح أكبر صفقة خلال العام الحالي حيث قفز سهم الأولي بنحو 36% خلال الأسبوع المنصرم ليصل سعره إلي 28.54 يورو فيما تقدم سهم الثانية بمقدار 18%. وانتعش سهم هايسينكروب أكبر مصنع ألماني للصلب بنحو 18% مسجلاً اكبر انتعاش له منذ ستة أعوام بعد موافقتها علي شراء شركة دوفاسكو مقابل 5.26 مليار دولار كندي (4.6 مليار دولار أمريكي) كما قامت الشركة برفع تقديرات أرباحها مرجعة ذلك غلي النمو عمليات الشراء. وسجلت قيمة صفقات الشراء التي ترتبط بالشركات الأوروبية نحو 1.15 ترليون دولار خلال عام 2005. البورصات الآسيوية تعافت الأسهم الآسيوية خلال تعاملات الاسبوع الماضي من أكبر خسائر منيت بها منذ ثلاثة أشهر خلال الأسبوع السابق مدعومة بانتعاش سهمي سوني وهاينكس سيمكونداكتور بعد أعلنهما أرباح فصلية أكبر مما هو متوقع. وأنهي مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال اسيا باسيفك تعاملات الأسبوع متقدماً بمقدار 2.7% ليغلق عند مستوي 128.53 نقطة بعدما فقد 2.8% خلال الأسبوع السابق. وقفز مؤشر نيكي المجمع لأسهم 225 مؤسسة في بورصة طوكيو بمقدار 4.9% خلال الأسبوع المنقضي ليغلق علي 16460.68 نقطة وهو أعلي مستوي له منذ 8 سبتمبر عام 2000 فيما انتعش مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بمقدار 4.1 في المائة. وتقد مؤشر كوسبي ببورصة كوريا الجنوبية بنحو 4.5% كما أضاف مؤشر اس اند بي/ إيه اس اكس 200 باستراليا نحو 1.6% إلي قيمته مسجلاً مستوي قياسي فيما صعدت باقي مؤشرات المنطقة فيما عدا مؤشر بورصة نيوزلندا. وحققت أسهم الشركات المالية انتعاشاً بما فيهم سهم ميزاهو فاينينشيال جروب وكوكمين بنك بعد ورود تقارير أظهرت نمو اقتصاد كل من الصين وكوريا الجنوبية بشكل أكبر مما هو متوقع ونمو أنشط في اليابان. وصعد سهم سوني ثاني أكبر شركة مصنعة للإلكترونيات بنحو 16% فيما تقدم هاينكس ثاني أكبر شركة مصنعة لرقائق الذاكرة. وجاء ارتفاع سهم سوني بعد إعلان الشركة عن تحقيقها أرباح قياسية خلال الربع الماضي كما توقعت أن تسجل ارباحاً قدرها 70 مليار ين (600 مليون دولار أمريكي) بدلاً من توقاعتها السابقة بأن تسجل خسارة قدرها 10 مليارات ين خلال العام بأكمله بسبب انتعاش المبيعات الإلكترونية.