أخذت الشركة القابضة للتجارة زمام المبادرة في زراعة واستصلاح أراضيها في توشكي من خلال مشروع تنمية جنوبالوادي حيث بدأت بالفعل تجني بشائر الخير من الزراعات التي نجحت وبدأت تنشر في الفرع الثاني من الاراضي المخصصة لها ليتحول بذلك حلم المصريين الذي بدأ معهم منذ خمسينيات القرن الماضي الي حقيقة بعد ان استطاعت القابضة للتجارة ان تنجز عشرات اضعاف ما أنجزه الآخرون الذين فضلوا الاكتفاء فقط بالمشاهدة!! كانت النتائج التي تحققت حافزا لاعتماد الشركة القابضة للتجارة الأسبوع الماضي بحضور رؤساء الشركات التابعة علي ارض المشروع مبلغ 220 مليون جنيه لاستصلاح واستزراع اراض جديدة في اطار خطتها التي تطمح لتنفيذها خلال العامين القادمين للانتهاء من 120 الف فدان المسئولة عنها. وبالرغم من التحذيرات التي قدمتها العديد من الجهات والخبراء بعدم صلاحية زراعة بعض الانواع الاستراتيجية في المنطقة بل وتشكيك البعض في المشروع بأكمله الا ان المفاجأة في النتائج المحققة لم تكن في اللون الاخضر الذي كسا الصحراء فقط ولكن في نوعية المحاصيل الزراعية التي تمت زراعتها وخاصة القمح التي تقف سنابله الممشوقة متراصة علي مساحات تصل الي نحو 6500 فدان وتستهدف الشركة القابضة للتجارة ان تصل هذه المساحة الي 10 الاف فدان تمت الانتهاء من زراعتها بالخضر والفاكهة ليحيط بهذه المساحات نحو 400 فدان تم زراعتها باشجار الغابات لانتاج الخشب وبذلك تكون المرحلة الاولي للخطة قد انتهت بنجاح ولكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل الجديد هو الاتجاه لتربية ابقار "الفريزيان" التي يعتبر موطنها الاصلي في القارة الاوروبية بعد ان نجحت التجارب بالفعل في انتاج هذه الانواع بالمنطقة. رصد "الاسبوعي" في جولته الميدانية بالمشروع اهم ما تم انجازه والخطة المستقبلية للشركة القابضة للتجارة والتقي بالعديد من العمال هناك للتعرف علي ظروف العمل بالمنطقة وشاهد العديد من الانجازات ولكن في نفس الوقت كشف بعض المعوقات التي تؤدي الي بطء التنفيذ والتي تتطلب تدخلا سريعا من اجل تحقيق المزيد من الانجازات. بداية وعقبات بناء علي موافقة مجلس الوزراء في فبرير 1998 كما يوضح ذلك المحاسب هادي فهمي رئيس الشركة القابضة للتجارة فقد تم تخصيص 120 الف فدان تمثل فرع (2) في مشروع جنوبالوادي للتنمية "توشكي" للشركة القابضة لتكون مسئولة عن استصلاح واستزراع المساحة الخاصة بها وتمليكها 6.99% من الاسهم حتي تتمتع بمزايا القانون رقم (8) لسنة 1997 الخاص بضمانات وحوافز الاستثمار مشيرا الي ان المشروع ككل هو مشروع قومي استراتيجي اقتصادي تم تنفيذه بايد مصرية دون اي معاونة خارجية من خلال تعبئة قدرات الدولة بشكل جيد متمثلة في وزارات الموارد المائية والري والكهرباء والزراعة والاستثمار والانتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع التي تم التعاقد معها لتصنيع معدات باستثمارات تبلغ نحو 400 مليون جنيه. المحاصيل الاستراتيجية اضاف فهمي ان من اهم المشكلات التي واجهت المشروع وأدت الي تباطؤ عمليات الزراعة والاستصلاح توقف كهربة الريف عن توريد المعدات بعد ان ان استوردتها في فترة معينة ونتيجة لتغير اسعار الصرف ارتفعت عليها الأعباء مما اضطر الشركة القابضة الي تحمل هذه الفروق لسرعة الانجاز اضافة الي انتظار توصيل الخدمات كما ان الخلافات ظلت لسنوات طويلة علي انواع المحاصيل التي ستزرع في توشكي موضحا ان هناك توجهات صدرت من الرئيس مبارك باعطاء الاولوية للمحاصيل الاستراتيجية وخاصة القمح لتبدأ بعدها التجارب سريعًا حول امكانية زراعتها بارض المشروع وبالفعل اظهرت النتائج امكانية ذلك بالرغم من النصائح والاعتراضات التي تقدمت بها العديد من الجهات والخبراء اكد رئيس القابضة ان الرئيس شهد في زيارته للمشروع العام الماضي النجاح الذي تحقق وانتهت "القابضة" في اطار خطتها من المرحلة الاولي المتمثلة في 7 الاف فدان تتضمن 75% منها محاصيل استراتيجية تزرع بالري المحوري من زراعة محاصيل مجزية العائد مثل القمح والشعير والذرة بالاضافة إلي زراعة الخضر والفاكهة ومحاصيل يتم تصديرها ويتم زراعتها بنظام الري بالتنقيط في 25% من المتخللات مشيرا إلي ان الشركة القابضة تهدف إلي أن تصل المساحات المنزرعة بالقمح إلي 10 آلاف فدان مع نهاية النصف الأول من العام الحالي علي ان يكون ذلك متزامنا مع المرحلة الثانية التي تستهدف الانتهاء من استصلاح 23 ألف فدان مع نهاية 2007. قال فهمي: انه تم اعتماد مبلغ 220 مليون جنيه لهذا الشأن بعد أن استثمرت بالفعل نحو 138 مليون جنيه خلال المراحل السابقة لتصل جملة هذه الأموال إلي 358 مليون جنيه مشيرا إلي أن المحاصيل الاستراتيجية وعلي رأسها القمح يتم توجيهها للسوق المحلي الخضر والفواكة فيتم تصديرها.