بسبب النزاع حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل اضافة الي العنف الذي اجتاح منشآت انتاج البترول في نيجيريا شهدت اسعار الخام ارتفاعات ملحوظا في اليومين الماضيين بعد ان نفذ منظمون لاعمال الشغب في نيجيريا تهديدهم بتوسيع نطاق هجماتهم علي صناعة البترول في بلادهم بما يهدد بقطع الامدادات بمعدلات اكبر وذلك في ثامن اكبر منتج للبترول في العالم. تأتي هذه الزيادة وسط تصريحات من مسئولين امريكيين قالوا فيها ان العالم لا يستطيع ان يتحمل خسارة البترول الايراني وتتضافر هذه العوامل مع تصريحات رسمية من فنزويلا وهي اكبر منتج في امريكا اللاتينية اشارت فيها احتمال ان تقدم منظمة اوبك - الدول المصدرة للبترول - علي خفض انتاجها في اجتماعها القادم. وكان رئيس ادارة معلومات الطاقة الامريكية حذر من ان توقف صادرات البترول الايرانية بسبب النزاع حول برنامجها النووي والذي تعتزم مواصلته رغم الضغوط الدولية سيؤثر بشكل كبير علي توازن سوق البترول العالمي والذي يمر بالفعل باسوأ فتراته وسيؤدي لارتفاع اسعار المنتجات البترولية عامة. وعلي الرغم من ان الولاياتالمتحدة لا تستورد بشكل مباشر البترول الايراني الا ان المسئول الامريكي "كاروسو" قال ان توقف صادرات البترول الايرانية سيؤثر في السوق الامريكي لان الدول الاخري ستدخل في منافسة علي شراء الخام في وقت سيشهد فيه حجم المعروض تناقصا بما سيزيد من الطلب وهو ما سيؤدي بدوره الي اختلال توازن قوي العرض والطلب وامكانية التحكم في اسعاره. واضاف: اي توقف للامدادات سيصيبهم جميعا بالضرر لان الاسعار سترتفع بالنسبة للجميع. وامتنع كاروسو عن الادلاء بتعقيب بشأن امكانية ان يبلغ السعر العام الحالي مائة دولار للبرميل.. واضاف لا استطيع ان اخوض تخمينات بشأن ذلك ولكننا نأمل في امكانية تسوية النزاع دون اي توقف للامدادات. وتزامن تصريحات وزير الطاقة الفنزويلي "رافائيل راميريز" بشأن اوبك القلق السائد في الاسواق العالمية بشأن انتاج نيجيريا الذي يتعرض باستمرار للانخفاض والبرنامج النووي الايراني والذي يمكن ان يدفع مجلس الامن الي فرض عقوبات اقتصادية من بينها تجميد صادرات طهران من البترول او علي الاقل الحد منها كما حدث في اعقاب تحرير الكويت في حرب الخليج الثانية 1991 ورغم ذلك يبدو هذا القرار مستبعدا وان لم يكن مستحيلا في ظل مساندة روسيا والصين لايران وهما من الدول دائمة العضوية التي تملك حق الفيتو في المجلس كما ان موافقتهما علي تمرير مثل هذا القرار يضر بمصالحهما الشخصية خصوصا لو اخذ في الاعتبار التوسع الاقتصادي المطرد الذي تشهده الدولتان وحاجتهما المتنامية للبترول المحرك الاول للاقتصاد العالمي. وينتظر ان يجتمع اعضاء اوبك الشهر الجاري بحلول نهايته لمناقشة السياسة الانتاجية ومن وجهة نظر المحللين يمكن استبعاد لجوء المنظمة الي خيار خفض الانتاج في حالة استمرار النزاع او تواصل اعمال العنف في نيجيريا. وقال المسئول الفنزويلي لا يمكن ان نتوقع وجود سوق للبترول مستقرة في العالم في حين تعمل امريكا علي اشاعة الفوضي وعدم الاستقرار واضاف انه مع التهديدات الامريكية فان خطر استمرار الاسعار حول المستويات الحالية سيتزايد ومعه سترتفع الاسعار مجددا حتي ان الوضع سيصبح رهيبا. وكان متوسط اسعار البترول العالمية قد قفز امس لمستوي يفوق 66 دولارا للبرميل. وصعدت اسعار الخام الامريكي في بورصة "نايمكسل" 3.39 دولار الي 66.31 دولار للبرميل وهو اعلي مستوي له منذ اوائل اكتوبر الماضي مقتربا بذلك من اعلي مستوي قياسي حققه في 30 من اغسطس الماضي عندما حامت الاسعار حول 71 دولارا للبرميل. وتأتي الزيادة بعد ان نفذ مسلحون منظمون لاعمال العنف والخطف الاخيرة علي منشآت بترولية تهديداتهم في منطقة دلتا النيجر الاغني بالبترول باستخدام اساليب اشد عنفا ضد العمال وعائلتهم والمسئولين بدءا من فبراير القادم، وتضخ نيجيريا حاليا 3.5 مليون برميل من الخام يوميا اي حوالي 3% من الانتاج العالمي. واجلت شركة "رويال دتش شل" اكبر شركة بترول اجنبية في البلاد عمالا من بعض المنشآت وخفضت الانتاج بفعل اعمال العنف المتصاعدة. وحذرت وكالة الطاقة الدولية من قدرة العالم المحدودة علي ضخ كميات اضافية من البترول مشيرة الي ان كل الطاقة الانتاجية الفائضة توجد تقريبا في دول اوبك ولا تزيد علي 1.5 مليون برميل يوميا. وفي تصريح يفيد ان دول اوبك ترفض فرض عقوبات شاملة علي ايران ومن بينها حظر تصدير البترول قالت اوبك انها لا تستبعد ان تستخدم السلاح البترولي للضغط الذي يستهدف الحيلولة دون صدور قرارات ضد ايران.