سيطرت علي اسواق البترول العالمية هذا الاسبوع حالة من القلق والترقب مع تصاعد القصف الاسرائيلي للبنان وغزة في الوقت الذي استهدفت فيه صواريخ حزب الله العمق الاسرائيلي وهو ما ينذر بطول المواجهة مع اصرار اسرائيل علي تسليم حزب الله وحماس لجنوها الثلاثة المخطتفين هذا في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من عدم التوصل لحل فيما يتعلق بالملف النووي الايراني مما دفع العديد من الخبراء الي توقع ان تلامس اسعار البترول العالمية قريبا مستوي 80 دولارا قبل استهدافها ال100 دولار للبرميل. ارتفاع حاد ... ففي نيويورك شهدت أسعار العقود الاجلة لخام النفط الامريكي ارتفاعا حادا امس الاول مع استمرار الهجوم الاسرائيلي علي لبنان واعلان الصين نمو اقتصادها بمعدل أعلي مما كان متوقعا، اذ اغلق الخام الامريكي لعقود تسليم أغسطس مرتفعا 90 سنتا عند 76.20 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية بعد ان بلغت الاسعار مستوي قياسيا مرتفعا نهاية الاسبوع الماضي مسجلة 78.40 دولار. وفي لندن زاد خام برنت في عقود سبتمبر 98 سنتا الي 76.90 دولار للبرميل. وارتفع سعر البنزين الامريكي في عقود اغسطس 4.97 سنت الي 2.335 دولار للجالون في حين ارتفع زيت التدفئة 4.16 سنت الي 2.061 دولار. مخاوف .. ويخشي متعاملون من اتساع دائرة العنف في الشرق الاوسط ليشمل منتجين كبار للخام في المنطقة مثل ايران أحد مساندي حزب الله. ومما ساهم في تعزيز أسعار النفط أيضا اعلان الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم نمو اقتصادها في الربع الثاني من العام بنسبة 11.3 في المئة متجاوزا توقعات المحللين بنمو قدره 10.5 في المئة. وفي الولاياتالمتحدة من المتوقع أن تكون مخزونات البنزين قد تراجعت بواقع 800 ألف برميل الاسبوع الماضي وتوقع المحللون ارتفاع مخزونات الخام 500 ألف برميل وزيادة مخزونات نواتج التقطير 1.8 مليون برميل. وكما توقعوا ارتفاع معدل استغلال طاقة المصافي نقطة مئوية واحدة. والهاجس الذي يهيمن علي الأسواق هو اعتبار هذا النزاع جزءاً من الصراع الذي يدور حول إيران ومعها سورية ونفوذهما في المنطقة، وأن ما يدور هنا اليوم ما هو إلا ورقة من الأوراق التي في يد الأطراف المختلفة. وطبعاً من غير المهم مدي الموت والدمار الذي يمكن أن يلحق بالشعب اللبناني نتيجة كل هذا، فالأسواق تتخوف فقط من استمرار هذا النزاع مدة طويلة واتساع رقعته الجغرافية. وضع دقيق ... ويدور هذا الصراع في وضع دقيق للغاية بالنسبة إلي صناعة النفط العالمية، قلما مرت به أو عرفت مثله. فالاسبوع الماضي، فجّر المتمردون في نيجيريا أنابيب نفطية تصل طاقتها إلي 120 ألف برميل يومياً. ويأتي هذا التفجير إلي جانب التخريب الذي يحدث منذ فبراير الماضي، فقد خرب المتمردون أنابيب ومنشآت سطحية بطاقة 500 ألف برميل يومياً. صحيح أن بعض هذا النقص قد عُوّض، لكن صحيح أيضاً أن الطاقة الإنتاجية الفائضة علي الصعيد العالمي محدودة نسبياً، خصوصاً من النفط الخفيف الذي يتميز به الإنتاج النيجيري. وهناك طبعاً التذبذب الكبير الحادث في الإنتاج العراقي. فقد تراوح هذا الإنتاج بين 1.8 مليون برميل يومياً في أوائل السنة ونحو 2.4 مليون برميل يومياً حالياً. والأسواق في حيرة من أمرها في ما يتعلق بقدرة السلطات العراقية علي المحافظة علي هذا المستوي من الإنتاج. كذلك تشعر الأسواق بالقلق من الصراع الطائفي الدموي في العاصمة بغداد، وما ستؤول إليه التفجيرات والعمليات اليومية من القتل علي الهوية، خصوصاً في حال الإصرار علي تأسيس فيديرالية للوسط والجنوب، كما يطالب المجلس الأعلي للثورة الإسلامية، قبل نهاية السنة. جولة لرئيس أوبك علي جانب أخر قال أحد مساعدي ادموند داوكورو رئيس منظمة أوبك أمس الاربعاء ان داوكورو سيغادر نيجيريا في مطلع الاسبوع المقبل للقيام بجولة تستمر أسبوعا وتشمل السعودية وايران وليبيا والكويت. وأضاف أن الهدف الاصلي من الجولة تسوية بعض المسائل المعلقة الخاصة بالمنظمة ولكن جدول الاعمال قد يوسع ليشمل أحدث ارتفاع في أسعار النفط والصراع في الشرق الاوسط. وقال المساعد "في الاصل كانت الرحلة ترمي لمعالجة بعض المسائل العالقة في أوبك. أما الان فان هذه المسائل (الاسعار والصراع) مطروحة. وربما يتم توسيع جدول الاعمال ليشملها." وتابع أن من المسائل التي يسعي داوكورو الي تسويتها نزاع بين ايران والكويت علي المرشح الذي يجب أن يتم تعيينه أمينا عاما للمنظمة. وقال ان مسألة أخري تتمثل في أن كلا من ليبيا والسعودية تريد استضافة اجتماع لرؤساء الدول الاعضاء.