بعد مرور اكثر من اسبوعين علي بدء تداول اسهم المصرية للاتصالات في البورصة وتراجع السهم عن مستوي 20 جنيها كان لابد من وقفة لتقييم وضع السهم.. وفقا لغالبية الدراسات التي اصدرتها شركات الاوراق المالية العاملة في السوق قبل بدء الطرح تم تقييم السهم بين 16 جنيها و19 جنيها بما يعني ان السهم كان من المتوقع له ان يصل علي اقصي تقدير الي 19 جنيها مع بدء التداول عليه ودخل غالبية المستثمرين الاكتتاب علي هذا الاساس بان الربحية التي سيتم تحقيقها في حدود اربعة جنيهات.. بالطبع هناك فئة من المستثمرين قيمت السهم باسعار تتراوح ما بين 30 جنيها و50 جنيها بناء علي مقارنته باسهم الاتصالات الاخري ولم تضع في اعتبارها الفترة الزمنية التي استغرقتها الاسهم الاخري للوصول الي اسعارها الحالية. جاءت التغطية غير المتوقعة لاسهم المصرية للاتصالات سواء الاكتتاب العام او الخاص لترفع من توقعات العاملين في السوق لسعر السهم عند بدء التداول عليه الي ما يتراوح بين 25 جنيها و30 جنيها خاصة مع نشر الصحف لتوقعاتها بان يصل سعرا لسهم الي هذه المعدلات. .. الا ان الواقع كان مخالفا لهذه التوقعات ووصل السهم الي سعر 30 جنيها اول جلسة فقط وتراجع خلالها الي نحو 23 جنيها ليبدأ رحلة التراجع في الجلسات التالية بدافع من عمليات بيع كبيرة تمت علي السهم من قبل مؤسسات كبري يؤكد العاملون في السوق انها من جانب المكتتبين بالاكتتاب الخاص. لا شك ان السهم وصل حاليا للسعر الذي حددته غالبية الدراسات التي اجرتها شركات الاوراق المالية وهو السعر العادل من وجهة نظر المحللين.. الا ان المستثمرين يوجهون اتهامات الي شركة المجموعة المالية هيرمس بالتلاعب بالسهم في السوق من خلال بيع كميات كبيرة للمستثمرين في الاكتتاب الخاص اثرت سلبيا علي اداء السهم في السوق. اكد بعض مسئولي شركات السمسرة ان المجموعة المالية هيرمس قامت خلال الايام الاولي للتداول ببيع كميات ضخمة لمستثمرين كبار مما ادي الي تراجع السهم بصورة كبيرة بعدما وصل بداية التعامل الي 30 جنيها. والسؤال الآن لماذا يبيع كبار المستثمرين الذين دخلوا في الاكتتاب الخاص اسهمهم الايام الاولي للتداول علي السهم؟ واذا لم يكن الاكتتاب الخاص مخصصا للمستثمر طويل الاجل نسبيا. لماذا تمت تسميته اكتتابا خاص؟ هذه التساؤلات ننقلها من السوق ونطلب اجابة من هيئة سوق المال عليها؟ اطلب من هيئة سوق المال الاجابة لان رئيس الهيئة الدكتور هاني سري الدين دافع في احدي الصحف عن الطريقة التي تم بها تنفيذ الطرح الخاص بقوله انه يستهدف نوعية معينة من المستثمرين تتسم بالاستثمار طويل الاجل بعيدا عن المضاربة ويتم قصر الطرح علي عدد محدد منهم وفقا للاعراف السائدة في الاسواق الدولية. يعني ذلك ان اسلوب الطرح الخاص الذي تم استخدامه في الطرح الخاص استهدف مستثمرين طويلي الاجل ولكن ما حدث ان اول من ضارب علي السهم وباعه في السوق هؤلاء المستثمرون. في ضوء ذلك هناك تساؤلات لماذا لا يتم وضع شرط في الاكتتابات القادمة بعدم بيع المستثمرين في الاكتتاب الخاص اسهمهم الا بعد مرور فترة من الوقت لمنح السهم فرصة للاستقرار في السوق؟ ليكون هناك اختلاف بين نوعية المستثمر الذي يدخل الاكتتاب الخاص وتمييزه عن مستثمر الاكتتاب العام؟!