مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المزمع عقدها في الخامس والعشرين من الشهر الحالي باتت علي المحك فالكل يتخوف من ان تسحب البساط من تحت اقدام فتح خاصة بعد ان أحرزت الاغلبية في المدن الفلسطينية الاربع التي جرت فيها الانتخابات البلدية وهي نابلس البيرة وجنين ورام الله اضافة الي نجاحات اخري بالقري والبلدات. مناهضة حماس تضافرت القوي المناهضة لحماس علي مطلب واحد الا وهو تنحيتها عن حلبة الانتخابات فرأينا الولاياتالمتحدة تحذر السلطة الفلسطينية من مشاركة حركة المقاومة الاسلامية حماس في الانتخابات التشريعية وذلك عندما هدد مجلس النواب الامريكي السلطة الفلسطينية بقطع الدعم لمالي الأمريكي لها فيما اذا سمحت لحماس بالمشاركة في هذه الانتخابات وطالبوا محمود عباس بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية وتفكيكها بدعوي انها فصائل ارهابية وتظل ادارة بوش تتخوف من ان تسيطر حماس علي نسبة كبيرة في المجلس التشريعي الجدير بالذكر ان الخارجية الامريكية سبق لها ان انتقدت مشاركة حماس في الانتخابات البلدية. فيتو من المجتمع الدولي.. خلافا للموقف الامريكي فان الاتحاد الاوروبي سارع هو الاخر وحذر السلطة الفلسطينية من انها ستفقد الدعم المادي فيما اذا شاركت حماس في الانتخابات التشريعية القادمة ورأينا اللجنة الرباعية روسيا، وامريكا، الاتحاد الاوروبي، الأممالمتحدة تضم صوتها الي امريكا واسرائيل وتضع بدورها فيتو علي مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية وهو بلاشك يمثل تدخلا صريحا وسافرا في شأن داخلي يخص الفلسطينيين ويتعارض مع كل اللافتات التي رفعتها امريكا والغرب حول الديمقراطية والحريات. نغمة نشاز.. في الوقت نفسه جاءت فيرونيك دي كيزر المراقبة الاوروبية للانتخابات الفلسطينية لتسجل موقفا مختلفا عن الموقف الذي تبنته اللجنة الرباعية فلقد رأت ان مشاركة حماس في الانتخابات تعد خطوة سياسية ولابد من دعمها لانها بذلك تعني اتخاذ طريق اخر غير العنف ومن ثم يجب تشجيعها والأخذ بيدها وجاء هذا الموقف بمثابة نغمة نشاز عما سجله الاتحاد الاوروبي او لعله رأي شخصي لايمثل الا صاحبته. عراقيل اسرائيلية ولعل احد المعوقات التي تضعها اسرائيل بالنسبة لحماس للحيلولة دونها ودون المشاركة في الانتخابات التشريعية هو منع المقدسيين من الإدلاء بصوتهم في الانتخابات الاخيرة الذي نجم عنه سحب عدد من المرشحين عن القدس بسبب القيود الاسرائيلية وضبابية الموقف الاسرائيلي بخصوص الانتخابات وامكانية اجرائها في القدس وكانت الانتخابات الرئاسية التي عقدت في يناير من العام الماضي قد انتقدت من قبل المراقبين الدوليين علي خلفية الإجراءات الاسرائيلية التي تؤثر علي الانتخابات الفلسطينية في القدس حيث تحرم المواطن المقدسي من المشاركة في الانتخابات الجدير بالذكر ان قرار الانسحاب هذا قد يؤدي الي ارجاء الانتخابات القادمة او الغائها خاصة مع ما قاله محمود عباس السبت الماضي من ان اي تعطيل للانتخابات في القدس ستعد تعطيلا للانتخابات كلها..! شكوك وهواجس... شكوك تحوم حول موقف محمود عباس علي اساس انه قد يكون ضالعا من وراء الكواليس في تشكيل هذا الموقف المعارض المشاركة حماس وقد يكون هناك شبه اتفاق معه يقضي بان يتولي المجتمع الدولي ممثلا في اطراف اللجنة الرباعية التي تضم روسيا وامريكا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وضع العراقيل امام حماس للحيلولة دونها ودون المشاركة في الانتخابات التشريعية علي اساس ان مشاركتها ستكون بالا علي السلام صحيح ان السلطة الفلسطينية حرصت علي ان تبادر وفي العلن باعلان رفضها لاي تدخل اجنبي في الشأن الفلسطيني وتأكيدها علي ضرورة تنفيذ ما اتفق عليه بين الفصائل الفلسطينية والسلطة في اعلان القاهرة في مارس الماضي والذي يقضي بمشاركة الجميع في الانتخابات التشريعية وعدم استثناء اي طرف علي الساحة الفلسطينية من دخولها الا ان اسرائيل قد تمنح السلطة زريعة تبرر بها ارجاء الانتخابات التشريعية. مخاوف بالجملة تثور المخاوف اليوم مع استقبال عام جديد وبعد انتهاء فترة التهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل ومع تصعيد اسرائيل لممارساتها اليومية في تصفية الكوادر الفلسطينية والقصف اليومي تنفيذا لاقامة منطقة امنية عازلة شمال غزة هذا عوضا عن ان اجراء الانتخابات في موعدها قد يصبح مستحيلا مالم تقم فتح بتسوية مشاكلها الداخلية التي تهدد بفقدان تغردها بالسلطة عامل اخر يضاف الي ذلك المجتمع الدولي الذي لايوفر المناخ الحقيقي للانتخابات الفلسطينية حيث لم يقم باية ضغوط علي اسرائيل في هذا السبيل وغض الطرف عما يجري في غزة من قصف يومي علي يد اسرائيل وما يجري في الضفة من قطع الاوصال المحافظة بحيث ينعدم التواصل بين اجزائها. موقف غائب؟ يظل موقف اللجنة الرباعية غير طبيعي وغير مقبول بعد ان غيب نفسه عن الواقع الذي يفرضه الاحتلال علي الفلسطينيين فهو يتغاضي عن كل الاعتداءت الاسرائيلية اليومية ويظل يطالب الفلسطينيين بوأد المقاومة ونزع سلاحها وكأنة بذلك يؤمن لاسرائيل الحق في ان تظل محتلة للأرض الفلسطينية ولاشك ان الانظار اليوم ستكون معلقة علي العام الحالي 2006 الذي سيشهد الانتخابات التشريعية فيما اذا عقدت خاصة وسط المخاوف الكثيرة التي يتصدرها ان تكون غزة اولا واخيرا وان تنفصل فيما بعد عن الضفة الغربية وان تستمر اسرائيل في سيطرتها علي حدود غزة برا وجوا وبحرا وتستمر في محاصرتها عسكريا...