اعتبر الخبراء سوق الأوراق المالية عام 2005 هو الأقوي في تاريخ برنامج الخصخصة أو ما يطلق عليه برنامج إدارة الأصول المملوكة للدولة والذي شهد تطورات كبيرة خلال العام وتنفيذ صفقات ضخمة تركزت في شركات البترول والاتصالات والأسمنت مما شجع بعضهم أن يطلق علي العام الماضي عام الخصخصة. ونجحت سوق الأوراق المالية خلال عام 2005 في جذب أكثر من 55 مليار دولار من الأموال العربية والأجنبية عن طريق 3 طروحات حكومية فقط تمثلت في شركات سيدي كرير وأموك والمصرية للاتصالات التي استقطبت بمفردها ما يزيد علي 30 مليار دولار. ويري الخبراء أن أهم الأحداث التي شهدتها البورصة في عام 2005 وكان لها التأثير الأكبر علي السوق هو هذا الكم الضخم من الاكتتابات الحكومية التي نجحت في جذب أكثر من 1.2 مليون مستثمر جديد دخلوا السوق لأول مرة مع نجاحها في تحقيق معدلات ربحية جيدة للمستثمرين علاوة علي مجموعة كبيرة من الصفقات التي تمت في قطاعات متعددة ضمن برنامج إدارة الأصول المملوكة للدولة. وأشاروا إلي تنفيذ صفقات الخصخصة خلال العام الماضي في مواعيدها المحددة تقريباً ساهم في زيادة ثقة المستثمرين العرب والأجانب في الاقتصاد المصري مما كان له أكبر الأثر في دخول سيولة متمثلة في قوة شرائية كبيرة للسوق. وأضافوا إلي أن الحكومة في 2005 نجحت في ضمان حدود جيدة للمواطنين لتحقيق مكاسب إضافية من خلال الاكتتابات التي طرحتها وأن نجاح برنامج الخصخصة يأتي من خلال إنجاز الصفقات وجذب المستثمر الأجنبي إلي مصر بغض النظر عن السعر حتي لو جاء أقل من التقييمات مشيرين إلي أن الحكومة استفادت من تجارب الماضي في مطاحن اسكندرية والمحمودية. من جانبه قال عويس أحمد سمسار شركة التضامن العربي للأوراق المالية أن عام 2005 شهد العديد من الأحداث الاقتصادية التي لم يشهدها الاقتصاد المصري من قبل وكان لها انعكاس ايجابي للغاية علي السوق أولها النجاح الكبير لبرنامج خصخصة الشركات وإدارة الأصول المملوكة للدولة بعد سنوات طويلة من التعثر والفشل إضافة إلي الطلبات الاستثمارية والتدفقات النقدية من المستثمرين العرب والأجانب للدخول إلي السوق المصرية من أغلب دول العالم حيث رأينا شركات من عدة جنسيات مختلفة "هندية وكندية واسبانية" تتنافس بشراسة للاستحواذ علي شركات مصرية وخير دليل هو الشركة المصرية للأسمدة وهي ظاهرة لم يشهدها السوق المصري منذ فترة. وأشار إلي أن برنامج الخصخصة حقق العديد من الصفقات العملاقة الناجحة والطروحات الجديدة وضخ سيولة جديدة إلي سوق الأوراق المالية وخصخصة شركات لم يكن هناك تفكير للاقتراب منها من الأساس مثل شركات البترول والاتصالات إضافة إلي أن السياسات الاقتصادية شجعت القطاع الخاص علي معاودة طرح اكتتابات في البورصة. وأوضح أن عام 2005 يعتبر أكثر الأعوام نجاحاً علي صعيد برنامج الخصخصة حيث شهد تنفيذ العديد من الصفقات التي تعتبر الأهم في تاريخ الاقتصاد المصري مثل صفقة المصرية للأسمدة التي تجاوزت قيمتها 739 دولاراً وينتظر أيضاً الإعلان عن اتمام البعض الاخر مثل صفقات بيع بنك الاسكندرية والبنك المصري الأمريكي والبنك التجاري الدولي وهي كما تبدو شبه محسومة. كما تم تنفيذ صفقة بيع بنك مصر الدولي لصالح سوستيه جنرال الفرنسي بقيمة 2.3 مليار جنيه وبيع مصر رومانيا بقيمة 497.9 مليون جنيه لصالح بنك لبنان والمهجر وصفقة بيع مصر أمريكا الدولي لصالح البنك العربي الأفريقي بقيمة 239 مليون جنيه وصفقة بيع السويس للأسمنت لصالح ايتاليشمنتي الايطالية بقيمة 3.3 مليار جنيه وغيرها العديد من الصفقات وهو كم لم يشهده برنامج الخصخصة في مصر منذ بدايته في أوائل التسعينيات. وقال باسم رضا رئيس شركة أمان للأوراق المالية أن عام 2005 يعتبر عاماً غير تقليدي في تاريخ البورصة المصرية ليس نتيجة الارتفاعات والمكاسب الرأسمالية التي تحققت لكن من خلال الاجراءات والأحداث التي شهدتها لأول مرة مثل هذا الكم الضخم من الاكتتابات والتي نجحت في جذب أكثر من 1.2 مليون مستثمر جديد للسوق لأول مرة مع نجاحها في تحقيق معدلات ربحية جيدة للمستثمرين ليس بفعل المضاربات ولكن نتيجة الأداء المالي الجيد للشركات.