رصدت أكثر من جمعية لحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات غير الحكومية التي قامت بمراقبة العملية الانتخابية ظاهرة كانت طاغية في العديد من اللجان وتتمثل في قيام المصريين ببيع أصواتهم علي الرغم من أن الانتخابات تمت تحت إشراف القضاء.. وحماية أجهزة الأمن خارج اللجان. ظهرت عملية "الشراء" أو ما اصطلح البعض بتسميته "الرشاوي الانتخابية" في معظم الدوائر سواء الراقية أو المتوسطة أو الفقيرة والعشوائية وبدأت بورصة الأصوات بورقة مالية فئة العشرين جنيها، وارتفعت بدون حد أقصي حيث وصل السعر في بعض الدوائر إلي أرقام المئات من الجنيهات. "الاسبوعي" رصدت ظاهرة الرشاوي الانتخابية وعملية بيع الأصوات في هذا التقرير. رصد تقرير لإحدي جمعيات حقوق الانسان واقعة كانت بطلتها احدي السيدات بعد الادلاء بصوتها في اللجنة 25 بمركز أبو السعود بدائرة مصر القديمة حيث طلبت من المستشار أيمن عكاظ العشرين جنيها التي وعدوها بها خارج اللجنة بعد التصويت. أما سيدة أخري فقد جلست أمام مقر احدي اللجان بدائرة الجمالية بعد أن صوتت لصالح المرشحين وبعدما سألت وكيل النيابة أين البطانية التي وعدتموني بها ولم يملك وكيل النيابة المشرف علي اللجنة سوي أن يقول لها: لا توجد بطاطين!! يأتي ذلك في الوقت الذي رصدت فيه جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان وجود عشرات المواطنين أمام مدرسة عمر مكرم الابتدائية بالجمالية بلجانها الفرعية من رقم 52 حتي رقم 56 ويحمل كل منهم البطاقة الانتخابية التي حصلوا عليهم من مكتب الحزب الوطني بعد أن أخذ المسئولون عنه بطاقاتهم الشخصية مقابل مبلغ 25 جنيها ويتوجه كل منهم بعد التصويت مرة أخري إلي المكتب بجوار مدرسة المعز الابتدائية ليتسلم بطانية أما أمانة المرأة بالدائرة فقد قامت بتوزيع 20 جنيها مع شنطة بها مواد غذائية لكل صاحب بطاقة يدلي لصالح الوطني. وفي دائرة مصر القديمة حرصت احدي المرشحات "مستقلة" علي توزيع ثلاثة آلاف علبة لكعك العيد علي الأهلي بخلاف مبالغ مادية بدأت بمبلغ 20 جنيها للصوت في بداية يوم التصويت ووصلت إلي 50 جنيها في نهاية اليوم. صراع الحيتان ويري بعض المراقبين أن الصراع في دائرة مدينة نصر علي شراء الاصوات وصل إلي أشده في هذه الدائرة حيث بلغ سعر الصوت الواحد خمسين جنيها، كما قام أحد المرشحين علي مقعد الفئات في المرحلة الأولي بابتكار وسيلة جديدة للدعاية بتوزيع لعب الاطفال في العيد علي أهالي الدائرة مصحوبة بكروت دعاية له ليواجه بها نشاط مرشحة الاخوان في مدينة نصر، أما في جولة الاعادة التي اشتدت بها المنافسة بين مرشحي الوطني والاخوان فقد وزع مرشح الوطني علي مقعد الفئات وجبات غذائية مغلفة بصورته علي الناخبين والقضاة أيضا وتحديدا في دائرة مدرسة التربية الفكرية بمدينة نصر. حتي العباسية! كما رصد تقرير لاحدي المنظمات الحقوقية بلاغا تقدم به أحد العاملين بمستشفي الطب النفسي بالعباسية أوضح فيه قيام أتوبيسات نقل العاملين بالمستشفي لتوجيهم إلي مقر اللجان الانتخابية مقابل 30 جنيها لصالح مرشح الوطني ولم تكن الرشاوي المادية هي العامل الوحيد المتحكم في هذه الدائرة، حيث دخل عامل الرشاوي الحكومية طرفا في هذا الصراع حيث مرت احدي السيارات أمام مقر لجنة مدرسة السيدة نفيسة الثانوية بنات لتعلن أنه تم الاتفاق بين مرشحي الوطني ومحافظة القاهرة علي أنه سيتم في حالة فوز المرشحين توفير 4000 فرصة عمل للشباب كما سيتم إنشاء مكتبين للشهر العقاري بمدينة نصر. كوكتيل رشاوي وشهدت الدائرة 24 بحلوان جميع أنواع الرشاوي الانتخابية المادية والمعنوية والحكومية وبدأت بوعد الوزير بصرف مرتب شهر للعاملين قبل بداية الجولة الأولي ورصدت احدي المنظمات في تقريرها عن مرحلة الاعادة أن كل ناخب كان يتسلم 20 جنيها بالاضافة لوجبة غذائية كما تم احتساب يوم الأربعاء الماضي اجازة العاملين تقديرا للمجهود الذي بذلوه في التصويت!! ولم تقتصر الرشاوي في الدائرة علي العمال الحاليين بل امتدت لتشمل الذين هم علي المعاش حيث تلاحظ وجودهم باللجان الانتخابية بمجموعات كبيرة بعد أن تم التنبيه وعليهم بأن ينتظروا أمام مساكنهم لتقلهم سيارات إلي اللجان وكانت مكافآتهم أن حصل كل منهم علي منتجات المصانع "شوك وسكاكين وملاعق" بقيمة توازي 100 جنيه! نور.. وحميدة أما دائرة باب الشعرية والتي نافس فيها مرشح ورئيس حزب الغد علي مقعد الفئات فقد أغدق علي الناخبين مبالغ مالية تتراوح ما بين 100 - 300 جنيها للصوت في حين اكتفي مرشح حزبه رجب حميدة علي مقعد العمال بتوزيع علب الكشري علي الناخبين يوم التصويت!! ولم تختلف الرشاوي الانتخابية في باقي المحافظات عما شهدته محافظة القاهرة ففي دائرة قسم أول الجيزة كان أحد مرشحي الفئات يتعامل مع مندوبات له لجمع الأصوات وتتولي كل واحدة مسئولية كشف يضم 35 اسما علي أن تكون تكلفة القائمة 1000 جنيه، كما تم التنبيه علي المستفيدات من الجمعية الخيرية أن من تذهب للتصويت سيتم قطع المعونة الشهرية عنها ووصل الأمر إلي أن احداهن توسلت في جولة الاعادة للقاضي في احدي اللجان أن يعطيها ما يفيد بأنها قامت بالتصويت في المرة الأولي وذلك كما ورد في تقرير جمعية التنمية الديمقراطية لحقوق الإنسان. رشاوي المنوفية أما في دائرة شبين الكوم بالمنوفية فقد اختلف ثمن الصوت لصالح أحد المرشحين أحمد كليلة من قرية لأخري وذلك حسب انتمائهم له وتراوح الصوت ما بين 50 - 100 جنيه كما قام بتوزيع شنطة سلع تموينية قبل الاعادة بيومين ضمانا لحصد المزيد من الأصوات. وتختلف تكلفة الصوت بالنسبة لأحد المرشحين المنشقين عن الوطني في دائرة بركة السبع خلال جولة الاعادة وتراوحت ما بين 20 إلي 100 جنيه وهي نفس التكلفة للصوت في دائرة الشهداء والتي لم تزد علي 100 جنيه وكان أهالي دائرة منوف أكثر حظا حيث تم توزيع شكائر دقيق وسماد وعلب المسلي علي كل بطاقة تموينية وصعدت تكلفة الصوت أحيانا لأكثر من 100 جنيه.