في ظاهرة لافتة للنظر تقدم 32 صحفيا لخوض انتخابات مجلس الشعب بينهم 10 خاضوا المرحلة الأولي لم ينجح منهم سوي واحد فقط والباقون موزعون علي المرحلة الثانية التي بدأت أمس والثالثة المقرر لها أول ديسمبر القادم. وتعد هذه الظاهرة أكثر الظواهر التي تلفت النظر في اتجاهات انتخابات مجلس الشعب بعد ظاهرة رجال الأعمال. ويثير ذلك مجموعة من التساؤلات حول أسباب إقدام هذا العدد من أبناء صاحبة الجلالة علي كرسي مجلس الشعب والجلوس تحت القبة وممارسة دوره الرقابي البرلماني إلي جانب دوره في الصحافة، وهل يمثل ذلك اضافة للصحفي أم للمجلس أم للاثنين معا؟ طرحنا كل هذه الأسئلة علي أصحاب الشأن وكانت هذه اجاباتهم. مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الاسبوع الفائز الوحيد حتي الآن من بين الصحفيين المرشحين يري أن قيام الصحفي بترشيح نفسه لانتخابات مجلس الشعب يعتبر إضافة للصحافة وليس انتقاصا من دورها وأن الصحفي مثل أي مواطن له الحق في أن يلعب دورا سياسيا وأن ينتمي لأي فكر أو موقف سياسي يختاره ويلفت بكري إلي أن الصحافة سلطة معنوية ويختلف الأمر بالنسبة لعضو مجلس الشعب الذي يمثل سلطة تشريعية ويقول: إن الصحفي في البرلمان يمارس دوره كصانع قرار في حين أن العمل الصحفي يقتصر علي نشر الوعي. أما عبده مغربي الصحفي بجريدة صوت الأمة والذي يخوض انتخابات مجلس الشعب بمحافظة قنا فيقول إن كل قضايا الفساد التي تناولها في الفترات السابقة كانت تنتهي عند حد الكتابة ونشرها للقارئ ولكن الأمر مختلف بالنسبة لنائب البرلمان الذي يمتلك الأدوات الرقابية مثل طلبات الاحاطة والاستجوابات ويصبح أكثر تأثيرا من خلالها ويقول إن الصحفي الذي يسعي لكرسي البرلمان يريد أن يستكمل معاركه الصحفية تحت قبة المجلس بدلا من الكتابة في الصحف التي فقدت تأثيرها إلي حد كبير لدرجة أن الصحفي أصبح وكأنه (يؤذن في مالطة). ويتفق مع الرأي السابق سليم عزوز الصحفي بجريدة الأحرار الذي يخوض الانتخابات خلال المرحلة الثالثة عن دائرة جهينة بمحافظة سوهاج ويوضح أن هناك سيطرة مقنعة علي الصحف لا تمكن الصحفي من ممارسة دوره الرقابي كما يريد ويجعل ذلك بعض الصحفيين الذين يتطلعون لاستعادة دورهم المؤثر إلي أن يخوضوا انتخابات مجلس الشعب كما يشير إلي أن الاشراف القضائي الكامل علي العملية الانتخابية أتاح الفرصة أمام المرشحين من مختلف المهن وكان من الطبيعي أن يكون لمهنة الصحافة نصيب الأسد باعتبار أن الصحفي أكثر احتكاكا من غيره بالقضايا التشريعية والسياسية وبمشكلات الجماهير وأكثر قدرة علي ممارسة دوره البرلماني مقارنة بغيره من المرشحين وعلي العكس من عبده مغربي يري "عزوز" مجلس الشعب لم يعد له دور رقابي فعال مثل الصحافة ولكن الأمل مازال يراود بعض الصحفيين في القيام بشيء مؤثر. وفي مواجهة هؤلاء يطرح سيد تلاوي الصحفي بجريدة الرأي للشعب والمرشح عن دائرة طما بعدا جديدا لإقدام الصحفيين علي خوض انتخابات مجلس الشعب ويقول: إن كرسي البرلمان يتيح للصحفي توسيع نطاق الخدمات التي يقدمها لدائرته وحصولهم علي أكبر قدر من حقوقهم، ويوضح علي سبيل المثال أنه كصحفي لا يستطيع سوي الكتابة عن عدم وجود صرف صحي بدائرته ولكنه عندما يصبح عضوا في مجلس الشعب فيستطيع من خلال الاستجوابات وطلبات الاحاطة اثارة هذه المشكلات.