رغم انتشار ماكينات الصارف الآلي ATM في أماكن عديدة إلا ان العديد من البنوك لا تمتلك ماكينات خاصة بها وتقوم بتقديم خدمات الصرافة الالي عن طريق الاشتراك في شبكة 123 والتي تسمح لمشتركيها باستخدام ماكينات ال ATM التي تحمل "اللوجو" الخاص بها. ارجع مسئولو ال ATM بالبنوك ذلك إلي ارتفاع تكلفة ماكينة ATM حيث تصل أقل تكلفة لها إلي 30 ألف دولار تقريبا، الأمر الذي يؤدي إلي تفضيل البنوك اللجوء إلي ماكينات البنوك الأخري توفيرا للنفقات. في البداية يري محمد عزت مدير مركز البطاقات ببنك المؤسسة العربية المصرفية ABC "مصر" ان احجام بعض البنوك عن امتلاك ماكينات ATM خاصة بها يرجع إلي ارتفاع تكلفة ماكينات ATM فسعر الماكينة نفسها مرتفع للغاية حيث يصل أقل سعر للمكاينة إلي 30 ألف دولار تقريبا ويزداد السعر كلما ازدادت امكانيات الماكينة نفسها. يضاف إلي ذلك ان هذه الأجهزة تحتاج إلي نظام خاص لتنظيم العمليات الخاصة بتنفيذ التعليمات التي تتلقاها الماكينة، فالأمر لا يقتصر علي سعر الماكينة فقط!! ويري عزت ان البنوك التي لا تمتلك ماكينات ATM خاصة بها بنوك ضعيفة ولن تقوي علي الاستمرار والمنافسة فالمستقبل لن يكون إلا للكيانات الكبيرة ولن يستمر إلا الأقوي. وفي حالة دمج الكيانات الصغيرة في الكيانات الكبيرة فان البنوك سوف تسعي إلي تطوير خدماتها ومن بينها التوسع في خدمات ATM. وفي بنك الدلتا الدولي يقول عادل فرج مساعد بمركز البطاقات بالبنك ان قرار امتلاك البنك لماكينات صرافة آلية خاصة به يرجع إلي مدي جدواها الاقتصاية فاذا كانت هناك جدوي من وراء اقتنائها، فإن البنك لن يتردد في ذلك ويشير إلي أنه ليس بالضرورة ان يمتلك البنك أجهزة صرافة آلية خاصة به لتقديم خدمات ال ATM فهناك بعض البنوك التي تكتفي بالاشتراك في شبكة 123 فهناك 32 بنكا يتبع هذه الشبكة و1250 جهازا تابعا للبنوك المشتركة في شبكة 123 حيث يقوم البنك باصدار بطاقات خاصة به ويتم الصرف من خلال أي جهاز لشبكة 123 وفي هذه الحالة يتم خصم عمولة من حساب العميل تصل إلي 3 جنيهات في حالة السحب النقدي وجنيه ونصف الجنيه في حالة الاستفسار عن الرصيد. وبالنسبة لتكلفة ماكينات ال ATM يقول فرج ان تكلفة الماكينة تتراوح ما بين 18 و45 ألف دولار حسب نوع الماكينة والشركة المنتجه والطراز والامكاينات وهكذا. فهناك ماكينات يطلق عليها ماكينات حائط توضع علي الحائط وهناك ماكينات "لوبي" توضع في الأماكن المختلفة لصالات الفنادق والفروع وغيرها وهناك ماكينات تمتلك خاصية الايداع وهناك ماكينات تقبل الايداع من خلال ظرف أو من خلال الايداع النقدي حيث يتم ايداع المبلغ في ظرف يدون عليه قيمة المبلغ يتم اضافته لحساب العميل في اليوم التالي: وقد يتم الايداع في صورة نقدية بعد عده وفرزه وهذا النوع من الماكينات تكلفته أعلي من النوع الذي يقبل الايداعات في شكل أظرف كما ان هناك ماكينات تقوم بتغيير العملة وهكذا فقيمة الماكينة تختلف باحتلاف نوعها وامكانياتها. وفي بنك قناة السويس يري فؤاد حسين مدير إدارة البطاقات والخدمات المصرفية بالبنك ان ماكينات الصرافة الآلية ATM مرتفعة التكلفة فأقل ماكينة تصل تكلفتها علي سبيل المثال إلي حوالي 29 ألف دولار تقريبا. ولكي توضع الماكينة في مكان فانه لابد ان يكون مكان ملائم يتسم بالحيوية والحركة وإلا فلا داعي لها علي الاطلاق. فماكينة ال ATM تعد فرعا قائما بذاته يقوم بخدمة 85% من عملاء البنك فهي تقبل السحب والايداع وتعمل لمدة 24 ساعة طوال أيام الاسبوع واختيار المكان الملائم للماكينة يتطلب تكلفة ايجارية مرتفعة لذلك فاتخاذ أي قرار بتركيب ماكينات صرافة آلية خاصة بالبنك لابد وان يكون مدروسا بعناية لذلك فهو أمر يرجع إلي الإدارة العليا للبنك فهي صاحبة القرار في مثل هذه الأمور. فإذا ثبت من خلال دراسة القرار ان هذا الأمر له جدوي اقتصادية فان البنك يتخذ قرارا باقتناء ماكينات ATM خاصة به وان الأمر لا يستدعي ذلك فان البنوك تكتفي بالاشتراك في شبكة 123 وتقوم بتقديم الخدمة عن طريق أجهزة الشبكة بدلا من تركيب ماكينات خاصة بها. ويري أحمد خليفة نائب مدير تطوير الخدمات المصرفية بإدارة التجزئة المصرفية بأحد البنوك ان سبب عدم امتلاك بعض البنوك لماكينات ATM خاصة بها قد يعود لعدة أسباب منها ان بعض البنوك لم تتجه حتي الآن لتقديم خدمات التجزئة المصرفية أو التوسع فيها بشكل كبير بالاضافة إلي عدم وجود شبكات اتصالات كافية لديها لتقوم بتقديم هذه الخدمة وتغذية الماكينات أو قد يرجع السبب في ذلك إلي تفضيل هذه البنوك الاستعانة بمؤسسات خارجية لتقديم خدمات الصراف الآلية وعموما فان هذا كله يعود أولا أو أخيرا إلي قرار الإدارة العليا والسياسة العامة للبنك، وهي أمور تحكمها عوامل عديدة كالجدوي الاقتصادية وحجم قاعدة العملاء إلي آخر ذلك من العوامل. وعن تكلفة حيازة ماكينات ATM يقول خليفة ان تكلفة الماكينة يتوقف علي عدة أمور فهناك علي سبيل المثال ماكينات تعمل بمفاتيح وأزرار عادية وهناك من تعمل بمجرد اللمس بالاضافة إلي المكان الذي ستتواجد به الماكينة فوجود الماكينة بأحد فروع البنك لايحتاج لتكلفة كبيرة بينما وجودها في أحد الاماكن الحيوية كالمولات وأحياء وشوارع وسط المدينة يتطلب دفع ايجارات مرتفعة بالاضافة إلي تكاليف شبكة الاتصال التي تغذي هذه الماكينات.