دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة كانت حتي وقت قريب من اهدأ الدوائر الانتخابية في مصر ولكنها تعيش في هذه الانتخابات حالة اختناق قابل للانفجار في أية لحظة، يأتي ذلك نتيجة الصراع العنيف الذي يستخدم فيه سلاح المال بين رجل الأعمال مصطفي السلاب مرشح الوطني وعضو مجلس الشعب خلال الدورة الماضية والدكتور مصطفي مدبولي مرشح الجبهة الوطنية للمعارضة، ورئيس لجنة التعليم بمحلي مدينة نصر، والذي انشق عن الحزب الوطني منذ سنوات طويلة احتجاجا علي رفض الحزب ترشيحه بالدائرة في انتخابات ،90 وخاض الانتخابات في أكثر من مرة كمستقل، ويأتي ذلك الصراع الذي يهيمن عليه شبح المرشح القوي رجل الأعمال فوزي السيد الذي يعد المنافس الحقيقي لكل من هذين المرشحين ويبقي صندوق الانتخاب هو الفيصل في صراع رجل الأعمال مصطفي السلاب "مرشح الوطني" وفوزي السيد "المستقل" في مواجهة مرشح جبهة المعارضة. المرشح الأول وهو رجل الأعمال مصطفي السلاب الذي يسعي للاحتفاظ بمقعد الدائرة، ويؤكد ل"الأسبوعي" أنه يعتمد بصفة أساسية علي مودة واحترام أبناء الدائرة نتيجة لما قدمه من خدمات متعددة، وكان أهمها توفير وحدات سكنية تجاوزت 129 وحدة لسكان منطقة الإيواء في مدينة نصر والتي لا تصلح للحياة الآدمية، اضافة إلي توفير الخدمات والمرافق الضرورية سواء كانت الكهرباء أو المياه، أو الصرف الصحي بالعديد من المناطق المحرومة. ويلفت السلاب إلي أن برنامجه الانتخابي يعتمد علي عدة ركائز أهمها استكمال ما تم انجازه في الدورة البرلمانية الماضية خاصة توفير فرص عمل للشباب. أما فيما يتعلق بموقف منافسيه في الانتخابات فيرفض السلاب الحديث عنهم مؤكدا أنه يركز علي دعايته وبرنامجه الانتخابي فقط. وفي المقابل يحظي الدكتور مصطفي مدبولي مرشح الجبهة الوطنية للمعارضة بشعبية كبيرة، وتأييد واسع بين أبناء الدائرة خاصة بمنطقة البستان التي يعقد عليها امالا كبيرة، لكونه أحد أبنائها، وتضم أكثر من 16 ألف ناخب من 140 ألفا بالدائرة، وهو عدد كاف لتغيير وقلب موازين المعركة لصالح أحد المرشحين. ويؤكد د. مدبولي أنه يعتمد علي تاريخه السياسي الطويل الذي بدأه منذ سنوات طويلة كعضو بالحزب الوطني، ومجلس محلي المدينة مشيرا إلي أنه انشق علي الحزب الوطني احتجاجا علي رفض ترشيحه لانتخابات مجلس الشعب عام 90 لأسباب لايعلمها، ويقول إن ذلك دفعه للترشيح كمستقل أمام النائب أحمد عرفة وقتها ثم خوض انتخابات 95 ضد عبدالمنعم عمارة وزير الشباب الأسبق وحصوله علي عدد كبير من الأصوات ثم في انتخابات 2000. وشمل البرنامج الانتخابي للدكتور مصطفي مدبولي عدة عناصر كان علي رأسها تعهده بكشف الفساد ومساعدة الشباب في الزواج والقضاء علي العنوسة كما تعهد بوقف برنامج الخصخصة بالشركات والمصانع الرابحة مثلما حدث في بريطانيا التي تعد إحدي قلاع الرأسمالية وتحتفظ بالقطاع العام. ويقول الدكتور مدبولي إنه يعتمد علي رصيده من الخدمات بالدائرة في مواجهة المال والبلطجة علي حد تعبيره مشيرا إلي أن بعض المرشحين رصدوا للانتخابات مبالغ بملايين الجنيهات وهو ما يجعلها معركة انتخابية صعبة.