استطاعت المشروعات الصغيرة أن تفرض نفسها وبقوة علي الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها صباح اليوم (الاربعاء) فقد تصدرت هذه النوعية من المشروعات قائمة برامج الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة، فالرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني الديمقراطي أكد في برنامجه علي أنه سيقوم بتخصيص فروع بالبنوك لتمويل المشروعات الصغيرة. كما شدد وحيد الأقصري مرشح حزب مصر العربي الاشتراكي علي أن حل مشكلة البطالة لن يكون عن طريق توفير مشروعات صغيرة للشباب. وتناول د.أسامة شلتوت مرشح حزب التكافل في برنامجه الاهتمام بالمشروعات الصغيرة لتدعيم بيئة الاقتصاد. وفي برنامج مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي إبراهيم ترك أكد أن علي الدولة أن تقدم فرصة عمل لكل ربة منزل وشاب عن طريق مشروع صغير. يأتي الاهتمام في ظل وجود معوقات حقيقية أمام المشروعات الصغيرة مثل ارتفاع أسعار الفائدة علي القروض المقدمة والمبالغة في الضمانات المطلوبة والكثير من المعوقات التشريعية والقانونية وغيرها. الربحية أولا بداية يقول درويش عبدالخالق مدير الائتمان بأحد البنوك العامة إن علي مرشح الرئاسة أن يستخدم جميع الوسائل والطرق التي يري أنها تخدم أهدافه في الوصول للرئاسة كما أن للبنوك الحق في تمويل المشروعات التي تحقق لها الربح المناسب مشيرا إلي أن المشروعات الصغيرة تمثل أحد القطاعات التي عادة ما تنصرف البنوك بعيدا عن تمويلها لوجود العديد من المشكلات التي تحيط بها مثل عدم وجود دراسات جدوي قوية أو عناصر مدربة تقوم علي هذه المشروعات بالاضافة إلي ضعف التسويق في كثير من الأحيان وعدم وجود منتج قوي يغري أصحاب الصناعات الكبري بالاعتماد عليها كصناعات مغذية وغيرها. ويمضي عبدالخالق قائلا: ومن المعروف أن أسعار الفائدة التي تمنحها البنوك تعد مرتفعة بالنسبة لصاحب المشروع الصغير لذلك فهو يحتاج إلي سعر فائدة أقل مع مخاطرة قد تكون أعلي لذلك فالبنوك تنأي بنفسها عن ذلك كله وتبتعد عن منح هذه المشروعات إلا إذا كان ذلك من خلال اتفاق مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ولا يخلو الأمر من مشكلات علي حد قوله ورغم أنه يعترف بوجود مشكلات تعوق تمويل المشروعات الصغيرة إلا أنه يؤكد علي أهمية إعطاء الأولوية لهذه المشروعات لأنها الاساس الحقيقي للصناعة والقضاء علي مشكلات البطالة الفقر وتحويل المجتمع إلي منتج لكنه يعتبر أن ذلك دور الدولة وليس البنوك. واستبعد أن يفرض رئيس الجمهورية أية قرارات لا تحقق ربحية للبنك لأن البنك لا يستطيع أن يلزم بها مشيرا إلي أن البنك يتجه إلي المشروعات الصغيرة من تلقاء نفسه في حالة وجود عوامل ومناخ يسمح بتحقيق ربح من خلال هذه المشروعات واعتبر أن المناخ مازال غير مهيأ لذلك حتي الآن. وزارة مستقلة أما عاصم كمال مدير عام الفرع الرئيسي لبنك القاهرة الشرق الأقصي فيصف المشروعات الصغيرة بأنها المستقبل والحياة بالنسبة لمصر أو لأية دولة تريد أن تنمي اقتصادها وترفع مستوي الإنتاج والتصدير وتقضي علي البطالة لذلك فهي أحد الأدوات التي يمكن أن يعتمد عليها أي مرشح لرئاسة الجمهورية يريد التغيير والاصلاح. واعتبر كمال أن تنمية الصناعات الصغيرة وتطويرها ودعمها لا يكون فقط من خلال خفض سعر الفائدة أو تسهيل الضمانات المطلوبة من البنوك كما يظن البعض أو ايجاد معارض وأسواق للمشروعات الصغيرة ولكن تنمية هذه الصناعات يتوقف علي وجود منتج نهائي صحيح ومقبول ويصلح أن يكون منتجا مغذيا للصناعات الكبيرة مشيرا إلي أهمية إنشاء مراكز لتدريب وتأهيل الشباب علي الصناعات الصغيرة والاستعانة في ذلك بتوسيع الاستمارات الأجنبية وايجاد صناعات مغذية والاستفادة من الخبرات الأخري. وقال: إن علينا الاستفادة من تجارب الدول الأخري مثل تجربة تونس التي أنشأت صندوق التضامن لتمويل المشروعات الصغيرة وأحدث هذا الصندوق طفرة تنمويه في تونس ثم تحول بعد ذلك لبنك يقوم علي التبرعات ويخدم المشروعات الصغيرة وكذلك التجربة الماليزية في حل مشكلة الشباب عن طريق ايجاد وتوفير أماكن وصناعات صغيرة يعملون بها تساهم في ايجاد جيل فاعل ومفيد فمثلا كان يتم استغلال طلبة المدارس في الأجازة الصيفية لتصليح الكراسي والفصول الدراسية والأجهزة مقابل أجر وبذلك يحقق للشاب فرحة عمل وشغل للوقت.