إذا جاز لنا القول بأن بلدا مثل الصين تصنع من الابرة الي الصاروخ، فان البرازيل ينطبق عليها نفس القول، غير أن ما يميزها في رأيي أنها حافظت علي جانب الابتكار، وأن التقليد التكنولوجي هو في حده الأدني. ولعل التحدي الكبير الذي نجحت فيه أيضا هو تصنيعها للطائرات المصممة والمصنعة بالكامل داخل البرازيل من قبل شركة "امبراير" والمصدرة الي كل البلدان في العالم، فبيع اكثر من 500 طائرة الي اسواق الولاياتالمتحدة، وأوروبا. كما تستخدم طائرات عسكرية للتدريب بمحرك مروحي توربيني "توكانو" التي صنعتها امبراير من قبل سلاح الطيران البرازيلي وسلاح الطيران في 12 دولة اخري بما فيها فرنسا والمملكة المتحدة، وباعت في عام واحد 13 طائرة الي 9 بلدان بما في ذلك 3 في امريكا الشمالية لشركات طيران هي: امريكان ايجل، وكونتيننتال اكسبرس وترانس ستيتاس ايرلاينز، وتتجه طائرة امبراير النفاثة 145-ERT الي التوسع في مبيعاتها، خاصة في ظل الاقبال الكبير علي طائرات الركاب من الحجم الصغير بين 50 و150 راكبا، والتي أثبتت الازمات التي عاشتها شركات الطيران في الفترات الاخيرة أنها تقلل التكلفة، وتزيد من فاعلية التشغيل ومردودية الارباح. وصناعة الطائرات ليست الوحيدة التي نجحت البرازيل في التحدي بشأنها وانما نجحت أيضا في صناعة السيارات، حيث احتلت الاَن المرتبة الخامسة كأحد اكبر منتجي السيارات في العالم، ويتم تصدير اكثر من 70% من الانتاج الي تجمع دول الميركوسير، 75% منها الي الارجنتين وحدها، وفاق اجمالي السيارات المصدرة الي هذه الاسواق ال400 ألف وحدة ويعزي عصرنة صناعة السيارات البرازيلية بشكل كبير الي تحرير التجارة منذ عام ،1990 وادخال نماذج اقتصادية عام 1993.. وقد أدي هذا الي قفزة في الانتاج بلغت عام 1997 اكثر من مليوني عربة، وفرت عملة صعبة للبرازيل نحو مليارات من الصادرات.