ويبقي دور الأندية والجماهير والإعلام لم يكن من المنطق وبأي حال من الأحوال أن يظل الموقف معلقا بهذه الصورة في قرار وقف النشاط الرياضي محليا وبصفة عامة بدعوي الحفاظ علي أمن البلاد وتجنبا لأي أحداث شغب جماهيري، وتخوفا أكثر من وقوع كارثة أخري بعد المذبحة البشعة التي وقعت في «ستاد بورسعيد» وراح ضحيتها هذا العدد الكبير من زهرة الشباب المصري دون ذنب ونحتسبهم شهداء عند المولي عز وجل. هذا التخوف الأمني وما له من مردود سلبي بالغ الخطورة في التأثير علي المستويات الفنية والبدنية للاعبين في الألعاب الجماعية الجماهيرية لم يمنع من المشاركة المفروضة لكرة القدم في البطولات الأفريقية التي لا يمكن الاعتذار عنها.. أو إعلان الانسحاب منها.. فالأهلي والزمالك يشاركان في دوري رابطة الأندية الأبطال.. والتي يشارك في كأس الاتحاد الأفريقي «الكونفيدرالية» هذا بالطبع غير ارتباطات المنتخب الوطني الأول في التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم وكأس العالم 2014 في البرازيل وأن اعتماد هذه الفرق مجتمعة علي المشاركة في مباريات إعداد ودية خارج مصر وبالشكل والمستوي الذي شهدناه لم ولن يعوضها عن الإعداد القوي الذي لا يتحقق بغير المشاركة في مباريات قوية تتميز بالجدية والمنافسة وتحت أي مسمي كان. وإذا ما كنا نعترف بخطورة ردود الأفعال المتسرعة وما يترتب علي ذلك من قرارات ومواقف.. نعود لننتقدها بعد التروي في التفكير.. وأشير هنا تحديدا إلي ما جري تحت قبة مجلس الشعب في أعقاب الجريمة المروعة والمريرة ضد جماهير الأهلي والتي لا يمكن فصلها عن تلك المؤامرات والجرائم المدبرة التي شهدتها البلاد منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير العام الماضي، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلي هذا الموقف المتشدد والرافض لإقامة أي مباريات وبأي صورة من الصور، ومع ذلك فمعظم الأندية بل جميعا تقريبا تلعب مع بعضها دون الإعلان عن ذلك.. والأمن من جانبه كأن شيئا لا يحدث!!.. وهذا ما يؤكد أن الأمور لا تحتاج إلي كل هذا التخوف إذا ما تحملت الأندية مسئولية التأمين الأمني بداخلها.. وهذا كما نعرف جميعا أمر طبيعي ومعترف به عالميا تحت مسمي «الأمن الرياضي»، والذي يعني تأمين الملاعب والمدرجات. ولا شك أن قرار المجلس العسكري بإقامة مبارتي إنبي والأهلي في القاهرة وتحت تأمين رجال القوات المسلحة.. ليلعب فريق إنبي يوم 7 من هذا الشهر في ملعب جهاز الرياضة العسكري.. والأهلي في اليوم التالي (8 أبريل) في الكلية الحربية يرفع الحرج عن وزارة الداخلية.. وأجهزة الشرطة وانشغالها باستعادة الأمن والانضباط إلي الشارع المصري.. وفرصة لإعادة الحسابات في لعب أي مباريات تجريبية أو رسمية خارج الوطن، ويبقي.. وهو الأهم.. دور الأندية والجماهير والإعلام لتهيأة الأجواء لعودة الجماهير إلي الملاعب.