الفن علي الطريقة «الإخوانية» يتمثل في «الحلال والحرام» الجماعة الإسلامية عايزة الرقابة «لا تخالف شرع الله» «التجربة الماليزية»، «سلفي في الجامعة الأمريكية»، «السجادة الخالية»، «يا عزيزي كلنا إخوان»، «تمن دستة إخوان»، «ومواطن ومرشد وحرامي»، «إخوان لكن ظرفاء». ما سبق كانت بعض النماذج الساخرة للأفلام المصرية بتعديلات كثيرة لتصل إلي مشهد وصول الإخوان المسلمين إلي الفن أو كما رأي البعض «الفن علي الطريقة الإخوانية»، وذلك بعد صعود تيار الإخوان إلي البرلمان وحصولهم علي نسبة كبيرة من المقاعد «الأغلبية تقريبا»، ذهب الجميع ليتخيل المشهد كيف سيكون في الفن «سينما، مسرح، تليفزيون» حتي أن البعض قام بتعديل صور المذيعين والمذيعات في برامج «التوك شو» لتليق بهم، ولكن في الحقيقة كل هذا قد ينم عن قلق تسرب إلي أهل الفن وحول حرية الإبداع الفني وهو ما فسره البعض بإطلاق جبهة حرية الإبداع بعدها بفترة. رسائل طمأنة الأهم هنا أن تصريحات الإخوان المسلمين كانت علي مستوي الحدث فجاءت زياراتهم لأهل الفن وتصريحات تابعة لهذه الزيارات تؤكد أهمية الفن وتقدير «الإخوان» له.. ونرصد بعض هذه التصريحات، فجاءت زيارات للموسيقار عمار الشريعي وهاني شنودة أيضا بل شكر الأخير علي ألبومه الديني «صلوا علي خير الأنام» - تقريبا شافوها مجاملة لهم - كما جاءت أحد حوارت مرشد الإخوان تؤكد «أهمية دور الفن» واعتبرها البعض رسائل طمأنة، أما لقاء المرشد مع نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور قال خلاله المرشد ما يريد فتحدث: بأهمية وضع ميثاق شرف لكل مهنة لتضبط أداء العاملين بها ويلزمون بها أنفسهم من أجل الرقي بالوطن فلا اختلاف - يا جماعة - طالما الجميع يعمل لصالح مصر، وتحدث بعض أعضاء الجماعة عن مشروع للفن البديل الراقي، ورفض الفن «اللي من عينة نطلع سوا علي الروف» مرفوض تماما بالنسبة لهم - مش عارفة مين قالهم إنه ده الفن - المهم نكمل رصد التصريحات فمنها ما قاله سيد درويش مسئول اللجنة الفنية بجماعة الإخوان المسلمين - تقريبا له نصيب من اسمه - حينما قال «لدينا أكثر من 70 فرقة فنية وأكثر من 10 فرق وطنية ونعد لأعمال فنية كبري في المستقبل ونحن نريد بصفة خاصة أن نقول للفنانين والوسط الفني إننا نقدر الفن والمجالات الفنية كلها ونريد أن نتعاون مع أصحاب الباع الكبير في كل المجالات» كما جاءت تصريحات «تاريخية» تؤكد أن الإخوان المسلمين دعموا فرقا فنية ومسرحية في الأربعينيات من القرن الماضي بعد تأسيس الجماعة علي يد زعيمها «حسن البنا» - «يعني علشان تفتكروا» - كما جاء تصريح مرشد الجماعة الحالي محمد بديع حين قال «أنا مندهش من غضب الفنانين وأكدت لنقيبهم أن الإخوان لن يمارسوا الوصاية علي الفن وسنترك الأمر للأزهر» - وهو جاء بجريدة الفجر في 21 يناير الماضي - «واجعين دماغ الراجل ليه بقي؟» المهم أن الإخوان تحدثوا عن الفن في المطلق دون إبداء رأيهم مثلا في فن الباليه أو الرقص أو حرية الأفكار في الأفلام أو القبلات خلال المشاهد أو الملابس. ومازال يصرح سيد درويش «نحن ضد الأحكام الاستباقية ويجب ألا يحكم علينا أحد قبل أن يري ما سوف نقدمه» مؤكدا أننا - «مش عارفين مين بالظبط» - سنحاول تقديم فن يليق بمصر ومكانتها ولدينا رؤي فنية متكاملة خلال المرحلة المقبلة سنمد يد العون للمبدعين الجادين ولن نلتفت للغث والمبتذل. مسرح للإخوان كما جاءت تصريحات أخري لقيادات حزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين تؤكد أن موقفهم من الفن والإبداع يتمثل في «الحلال والحرام» فهم مع الفن والإبداع الذي يتفق مع الهوية والتقاليد المصرية والإسلامية ويرفضون العري والجنس والقبلات ويسعون للنهضة بالفن والنجاح والتقدم كما حدث في الدراما التركية والسورية. كما صرح ياسر محرز «أمين التثقيف في الحزب» بأن الإخوان والحزب يقدرون الفن ويحترمونه حتي أن الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة هو أول من أنشأ فرقة مسرحية للإخوان وكانت في الثلاثينيات من القرن الماضي وكان مشارك فيها أساطين الفن أمثال «فاطمة رشدي»! وتابع قائلا: هدفنا أن تشارك مصر في مهرجانات عالمية مثل «كان» وأن تعود لكونها هوليود الشرق الأوسط - «طيب يا تري هانلبس ساعتها فساتين حلوة بردوا؟» - المهم نفوا أيضا غلق المسارح ودور السينما ورأوه «كلام فارغ». القيد الاخلاقي هذا بالنسبة لتيار الإخوان أما الجماعة الإسلامية فلها رؤية مختلفة وتصريحات أكثر سخونة ففي أحد الحوارات مع علاء أبوالنصر أحد قيادات الجماعة الإسلامية وعضو الهيئة العليا لحزب «البناء والتنمية» قال «إننا لا نحارب الفن والإبداع وموقفنا إيجابي من جميع أشكال الفن وليست لديهم مشكلة مع الفن بمفهومه الواسع وليس الضيق والذي تم اختزاله - كما رأي - قبلات وأحضان دافئة وغيرها من السلوكيات التي نرفضها في الفن والإبداع ورفض من يريدون التحرر من كل القيود بما فيها «القيد الأخلاقي» ورأي في رد علي الضوابط التي يجب أن تحكم العمل الفني أنها سيحددها «الأزهر الشريف» في إطار الحلال والحرام إضافة إلي تفعيل «الرقابة» لتكون لها بعد شرعي وفي مقارنة أكد اختلاف رؤية الجماعة الإسلامية عن السلفيين فيما يخص الفن. فيما صرح أحد الأعضاء من حزب النور وهو أشرف ثابت بأنهم لن يستخدموا العنف أو البرلمان لمواجهة الفن «المخالف لشرع الله». بل سيستخدمون الدعوة والموعظة الحسنة لمطالبة القائمين علي الفن من مؤلفين ومخرجين ومنتجين وفنانين بالالتزام بالفن الملتزم المتفق مع الشريعة وأنهم لن «يملوا» من الدعوة لهذا الالتزام. أما عن موقفهم من الأفلام التي تظهر الملتحي كإرهابي كما جاء بالسؤال فرد ثابت «أننا دولة قانون ومن يخالف هذا القانون ويسخر من أي فئة في المجتمع سيكون القضاء بيننا وبينه ونطالب الجميع باحترام الآخر» أما بعض مشايخ السلفيين فجاءت تصريحاتهم مفزعة مثلما قال أحدهم إن أدب نجيب محفوظ «مبتذل» وحرم السينما واعتبر الغناء والموسيقي غير مستحبين والتصوير الفوتوغرافي «مكروه». هكذا جاءت تصورات الإسلاميين عن الفن وأهله ما بين فن بمقاييسهم هادف وراق وبين ما لا يخالف شرع الله ولا عزاء للمبدعون.