لم يكتف السيد أشرف عبد الغفور نقيب الفنانين بأن يحج إلى بيت الإخوان المسلمين فى شارع 9 بالمقطم، فى زيارة رديئة تتسم بالتخاذل والارتعاش، لكنه أدلى بتصريحات تزيد من رداءة موقفه، وتعكس إلى أى مدى هو لا يدرك قيمة مسئوليته كنقيب لفنانى مصر! أو فيما يبدو أنه لا يدرك قيمة الفن فى مصر ولا قيمة فنانيها، الذين كانوا أحد أسباب ريادة مصر فى المنطقة العربية وفى الشرق الأوسط كله، بما قدموه من أعمال أسعدت الشعب المصرى والشعوب العربية سواء فى السينما أو المسرح أو الغناء! ارتعد سريعا السيد نقيب الفنانين وتوجه إلى مقر المرشد العام، بحجة الاطمئنان على مستقبل الفن فى مصر! والحقيقة أننى لست أدرى هل يملك السيد مرشد الإخوان وحده طمأنة السيد النقيب، أم عليه أن يتبع هذه الزيارة بزيارة أخرى لرئيس حزب النور، وثالثة للسيد عاصم عبد الماجد ورابعة للسيد إسحاق الحوينى وخامسة للسيد محمد حسان! وهكذا يمضى السيد أشرف عبد الغفور فترة رئاسته للنقابة مترددا على مشايخ الطرق السلفية والإخوانية للتفاوض حول مستقبل الفن فى مصر وأن الجماعة لن تضع قوانين مقيدة للحريات! كل هذا كوم وما صرح به السيد أشرف عبد الغفور من أن نظرته تتوافق مع نظرة الإخوان المسلمين حول إعادة الاعتبار للفن الراقى بعيدا عن الابتذال كوم آخر! أعتقد أن هذا التوافق فى نظرة السيد النقيب مع السيد المرشد فى حاجة إلى إيضاح! فهذه الحجة عندما تأتى من الإخوان أو من السلفيين فيمكننا أن نبرر لهم ذلك، أما السيد النقيب حين يقول ذلك فهل سيمكنه وضع معايير للفن الراقى والفن المبتذل ؟ والفنان الراقى والفنان المبتذل؟ وبالطبع ففى هذه الحالة سيقتصر الأمر على الفنانين دون الفنانات مادامت نظرته تتوافق مع نظرة الإخوان حين قدموا من قبل مسرحا كل ممثليه من الرجال! وهل سيسمح السيد النقيب المتوافق أن تظهر فنانات غير محجبات؟ وبالتالى لن يتوافق مع المشاهد العاطفية، وسيتم تحريم أدوار الغوانى والراقصات وتجار المخدرات، وكل ما هو مبتذل! الحقيقة أن العيب ليس على السيد النقيب أشرف عبد الغفور، ولكن على الفنانين السلبيين، الذين يصمتون أمام سلوك نقيبهم الذى يزايد على الإخوان، ولا يجتمعون ليسحبوا منه الثقة!